سألني صديقي مكرم: يعني ايه رئيس توافقي؟.. قلت: يعني رئيس تتفق عليه معظم التيارات السياسية في البلاد.. ويتم طرح اسمه منفردا لخوض انتخابات الرئاسة مثلما حدث في اليمن عندما توافقوا علي عبدربه هادي منصور نائب الرئيس السابق علي عبدالله صالح لخوض الانتخابات دون منافس في اقتراع شعبي أمس. قال مكرم: يعني استفتاء. قلت: نعم هو شبه استفتاء. قال: إذن عدنا مرة أخري لعهود ما قبل الثورة. قلت: اعتقد ان الشعب الذي أسقط رموز العهود السابقة لن يسمح مرة أخري بتزوير إرادته وسيصر علي انتخابات يتنافس فيها اكثر من مرشح من مختلف الاحزاب والأطياف السياسية.. وحتي من ابناء الشعب البسطاء ليختار من بينهم بارادته الحرة رئيسا.. لقد نجح الشعب في اول اختبار له في انتخابات البرلمان بمجلسيه الشعب والشوري واختار من يمثلونه تحت القبة بارادة حرة. قال مكرم: ربما كانت نتيجة انتخابات البرلمان جاءت مخيبة لآمال بعض التيارات السياسية والاحزاب ويخشون ان يصعد الي سدة الحكم رئيس ليس علي هواهم معتقدين ان الشعب أخطأ في اختياراته. قلت: حتي لو كان ذلك صحيحا -وهو بالقطع غير ذلك- فان الممارسة الديموقراطية الحقيقية هي التي ستبين الصالح من الطالح.. ولن يحظي الشعب بحكم ديموقراطي سليم إلا إذا جرب.. والتجربة تخضع لقانون الصواب والخطأ.. ولابد ان يتعلم الشعب من اخطائه حتي يحظي بديموقراطية حقيقية تنقل البلاد نقلة نوعية في نظام الحكم.. نقلة حقيقية وليست من صنع الإعلام.. يمارس فيها الشعب حقوقه السياسية بكل الحرية.. ان الأمر برمته لابد ان يرجع الي الشعب.. وان يُمنح المرشحون فرصا متساوية لعرض برامجهم.. وبعد ذلك يترك الاختيار للشعب من خلال صناديق الاقتراع.. ولهذا ثار كل المرشحين علي فكرة اختيار رئيس توافقي. وأعتقد أن هذه الفكرة طرحت كبالونة اختبار ليعرف المسئولون عن ادارة العملية الانتخابية توجهات الشعب.. وقد طرحت اسماء محترمة وروج الاعلام لها مثل منصور حسن والدكتور نبيل العربي ولكن الرجلين سارعا باعلان أنهما لا يفكران في الترشيح للمنصب.. كما رفضها ممثلو الائتلافات الثورية وبعض رموز الأحزاب القديمة ولهذا فانني ارجح ان يتراجع من أطلقوا بالونة الاختبار عن هذه الفكرة وتسير انتخابات الرئاسة في مسارها الطبيعي. قال مكرم: فلنستعد من الآن وحتي نهاية المعركة الانتخابية للقاءات المرشحين للمنصب ودراسة برامجهم للنهوض بمصر.. ونختار أفضل البرامج المطروحة بغض النظر عن اسم المرشح. قلت له: إن شخصية المرشح وتاريخه الوطني عامل أساسي في الاختيار بجانب البرنامج المطروح لأن قوة شخصية المرشح هي التي تتيح له تنفيذ برنامجه التنموي الذي ينقل مصر نقلة كبيرة ويضعها في مكانها اللائق تحت الشمس.. وقد يكون البرنامج رائعا لان المشرفين علي حملة المرشح محترفون ولكن شخصيته ضعيفة فينزلق بنا الي متاهات لا يعلم مداها إلا الله.. ونحن في غني عن هذا المرشح وبرنامجه.. ولهذا فإن مهمة الاختيار بين المرشحين صعبة جدا في ظل تنافس حاد بين المرشحين الذين يخوضون غمار هذه المنافسة. قال مكرم: في النهاية لا نملك الا ان ندعو الله سبحانه وتعالي ان يوفقنا الي اختيار من يَصلُح للمنصب.. ومن يُصلِح أحوال الرعية فمهما اجتهدنا في الاختيار يبقي توفيق الله سبحانه وتعالي هو الفيصل في هذه المعركة الشرسة.