صحيح ان نظام بشار الاسد فقد شرعيته.. وصحيح ان الشعب السوري لن يرجع خطوة واحدة الي الوراء، ولن يتراجع عن إصراره علي الاطاحة بالاسد وعصابته.. وصحيح ان الثورة المتوهجة تناضل بضراوة في معظم المدن السورية، من أقصي الشمال الي أقصي الجنوب، ومن اقصي الشرق الي اقصي الغرب.. وصحيح ان عددا كبيرا من ضباط الجيش وجنوده انشقوا واعلنوا عن تشكيل جيش حر يدافع عن الثوار ويحميهم من بطش رجال الامن والشبيحة.. لكن الصحيح ايضا ان القوات المسلحة السورية - ومعظم قياداتها من الطائفة العلوية، التي ينتمي اليها بشار الاسد، ونائبه فاروق الشرع، ومعظم القيادات المدنية - لا تزال موالية للنظام، وتحارب بضراوة من اجل النظام، وتقتل وتدمر، وتهدم، وتسرق وتنهب.. وصحيح ان ايران تضع كل امكانياتها تحت تصرف الاسد، ويشارك ضباطها وجنودها في ضرب المدن والقري السورية، ويقوم خبراء حرسها الثوري بتعذيب المعتقلين.. وصحيح كذلك ان روسيا تضخ كميات هائلة من السلاح والذخائر والصواريخ الي سوريا ليستخدمها رجال الجيش والامن في الابادة الجماعية لجماهير الشعب السوري.. وصحيح ان قاعدتها البحرية في ميناء طرطوس علي شاطئ المتوسط جاهزة ومتحفزة للتدخل في الوقت المناسب لنصرة الاسد وعصابته.. يخطئ من يتصور ان بشار الاسد سوف يستسلم بسهولة.. ويخطئ من يتصور انه لن يتردد اذا لزم الامر في تمزيق سوريا الي مجموعة دويلات. والدليل علي ذلك انه اعد العدة لاقامة دويلة علوية في شمال سوريا واختار اللاذقية لتكون عاصمة لها.. وسوف يشجع الطائفة الدرزية علي اقامة دويلة في محافظة السويداء، ويترك للاكراد انشاء دويلة كردية في شمال شرق البلاد. لا اعرف ماذا ينتظر العرب؟ ولماذا هذا الصمت الرهيب وهم يتابعون ما يحدث من مذابح جماعية للشعب السوري ويكتفون بالفرجة والترحم علي الشهداء؟!