جلال دويدار ما أعلنه قاضيا التحقيق المستشاران أشرف العشماوي وسامح أبوزيد في قضية التمويل الأجنبي لأنشطة سياسية تقوم بها جمعيات وحركات المجتمع المدني تتسم بالخطورة في الشق الخاص بضبط خرائط جغرافية عن تقسيم مصر لدي احدي المنظمات الأمريكية المنوط بها عملية التمويل وكذلك خرائط اخري للكنائس ولمعسكرات الجيش.. قدّرا حجم المبالغ التي انفقتها المنظمات الأمريكية المتهمة بخرق السيادة المصرية من مارس وحتي ديسمبر الماضي ب55 مليون دولار »033 مليون جنيه« بينما بلغ حجم ما حصلت عليه منظمات المجتمع المدني المصري 58 مليون دولار »أي ما يقرب من 015 ملايين جنيه مصري«. لعل ما يلفت النظر في تدفق هذه الملايين هو ما ذكره قضاة التحقيق عن اكتشاف حصول أشخاص لا علاقة لهم بالمجتمع المدني علي جانب منها.. هذا الموقف اعطي فرصة للتذكرة بما كان يمكن ان تقوم به الولاياتالمتحدةالأمريكية إذا ما تكرر المشهد الجاري في مصر حاليا في الولاياتالمتحدةالأمريكية!! هل كانت اجهزتها ستسمح بهذا التجاوز؟ كان من الطبيعي ان تساهم هذه التطورات في تصاعد التوتر بين البلدين علي مهمة الوفد العسكري المصري الذي كان قد توجه إلي واشنطن وقرر العودة إلي القاهرة دون استكمال المباحثات. وفي ظل هذا التصعيد أصبحت هذه الأزمة موضوعا مثارا للتنافس بين المرشحين الجمهوريين للرئاسة الأمريكية حيث أعلن المرشح جنيجرتش ان محاكمة الأمريكيين في مصر استسلام لقوي تتعارض مع حضارة أمريكا زاعما انهم يعملون في مجال متطلبات المجتمع المدني وحقوق الإنسان ودون ابداء أي اعتبار من جانبه لما تقضي به القوانين المصرية والدولية. وفي محاولة للتهدئة واحتواء الأزمة حفاظا علي العلاقات القوية بين مصر والولاياتالمتحدة تجري اتصالات علي أعلي مستوي مع الخارجية الأمريكية ومجلس الامن القومي الأمريكي . في نفس الوقت قام الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة بزيارة لمصر.. كما وصلت إلي القاهرة مساعدة وزيرة الخارجية للشئون القانونية بهدف تقديم المشورة للأمريكيين والمنظمات المطلوب محاكمتهم. ومن المنتظر ان يصل للقاهرة الجنرال جيمس ماتيس قائد القوات المركزية الامريكية. ولاثبات حسن النية والتنصل من اي تدخل في شئون مصر اعلن مسبقا انه لا يحمل اي انذارات او تهديدات وان هدف الزيارة التشاور بين الاصدقاء حول الازمة . وسط هذا التصاعد يبدو ان فرصة التسوية تحيط بها الصعوبات وتحتاج إلي عقلانية وروية سياسية من كلا الجانبين وبالاخص اقدام الجانب الامريكي قولا وعملا احترامه للسيادة والقوانين المصرية بما يؤدي إلي إعادة الثقة المفقودة ليس مع أجهزة الحكم ولكن مع الشعب المصري. ان ما يحدث ويجري في مصر يؤكد ان ما تعاني منه ليس بريئا من التدخلات الخارجية وهو الأمر الذي يتطلب من جموع الشعب المصري الحرص واليقظة والوحدة حفاظا علي وطنهم.