عقدت في الأسبوع الماضي أولي جلسات محاكمة النائب محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة بتهمه مهاجمة رجال شرطة وجنود إسرائيليين وإلحاق إهانات بهم وإزعاجهم ومنعهم من تأدية عملهم.. وقرر قاضي محكمة الصلح الإسرائيلية في مدينة تل أبيب تأجيل محاكمة بركة إلي الحادي والعشرين من أبريل المقبل بطلب من هيئة الدفاع.. يواجه بركة 4 قضايا تتعلق بنشاطه السياسي، القضية الأولي عندما حاول خنق أحد جنود الاحتلال من أجل تحرير معتقل فلسطيني في مظاهرة قرية بلعين ضد جدار الفصل العنصري في مايو 2005والقضية الثانية أنه تصدي لأحد ناشطي اليمين العنصري في مظاهرة ضد الحرب علي لبنان في يوليو 2006 والقضية الثالثة هي إهانة بركة لضابط شرطة بصفعه خلال مظاهرة ضد الحرب علي لبنان في أغسطس 2006 أما القضية الرابعة فهي توبيخ قائد شرطة الناصرة في مظاهرة لأهالي الشهداء ضد وزير الدفاع إيهود باراك في يوليو 2007 . وصرح بركة "أنه لا يوجد أي مبرر لمحاكمته لأنه لم يعتد علي الشرطة الإسرائيلية وأن هذه المحاكمة هي محاكمة سياسية ومحاولة لملاحقته".. محمد بركة سياسي فلسطيني من عرب 48 وعضو عربي في الكنيست ضمن كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة التي تعد من أقوي وأكبر الأحزاب العربية الممثلة في الكنيست الإسرائيلي، وهو ذو اتجاه يساري وله علاقة قوية بالفصائل الفلسطينية. ولد بركة في يوليو 1955 في مدينة شفا عمرو، وهو متزوج ولديه ثلاثة أبناء وحاصل علي شهادة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة تل أبيب، بدأ نشاطه السياسي في صفوف الشبيبة الشيوعية في مدينته شفا عمرو وكان له دور سياسي في العمل الطلابي في المدرسة الثانوية والجامعة وكان واحدا من قادة الحركة الطلابية العربية الوطنية، وكان رئيسا للجنة الطلاب العرب في جامعة تل أبيب، ثم رئيسا لاتحاد الطلاب الجامعيين العرب، وفي عام 1982 كان من المبادرين لإقامة اللجنة الشعبية لمناهضة الحرب علي لبنان، بعد الدراسة الجامعية كرّس نفسه للعمل السياسي، فعمل في صفوف الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية. وفي عام 1983 عمل مُركزا لعمل الجبهة الديمقراطية إلي جانب المفكر والمؤرخ الفلسطيني الراحل الدكتور إميل توما، وأيضا مُركزا لعمل لجنة الدفاع عن الأراضي، إلي جانب أحد قادتها البارزين، الراحل صليبا خميس. تأسست الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة عام 1977 من حزب ركاح (المنشق من الحزب الشيوعي الإسرائيلي عام 1965) ومن شخصيات عربية ويهودية يسارية من المثقفين، ومع مرور الوقت غلب عليها الطابع العربي الفلسطيني.. تدعو الجبهة إلي التعايش والتعاون بين العرب واليهود في إسرائيل من منطلق المساواة، كما تدعو إلي إلغاء التمييز العنصري في الداخل والطابع الاستعماري في الخارج من خلال انسحاب إسرائيل من كل الأراضي المحتلة عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية في حدود 1967بما فيها القدسالشرقية.. تعرض بركة للعديد من المضايقات من الكنيست حيث تم طرده في أكتوبر 2002 عندما انتقد حكومة آرييل شارون ووصفها بأنها "حكومة دموية"، وتجدر الإشارة إلي أن نائب رئيس الكنيست قد طلب من بركة الرجوع عن أقواله إلا أنه رفض ذلك فقام رئيس الجلسة بطرده من القاعة.