مفارقة مثيرة للجدل.. حتي الآن ومنذ حوالي الشهرين لم يتمكن د. كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء من دخول مكتبه في مجلس الوزراء، في الوقت الذي تهادي أعضاء مجلس الشعب "المحترمين" داخلين المجلس الذي لم يخلق مثله في البلاد، مدثرين بالفتح المبين، ومحلقين في أجواء غزوة جديدة، ومقصرين مشاعر التواضع، ومصفقين قبل أن تبدأ أول جلسة، آمنين في مباركة وحماية وحراسة "المليشيات العسكرية" لمن يسمون ب "الاخوان المسلمين" وفي رواية أخري لمن يسمون ب "الجناح العسكري لحزب الحرية والعدالة"! المبنيان متجاوران، والبابان أيضا، لكن يبدو أن المسافة بينهما.. مسافة ضوئية! أو ربما يكونوا قد دخلوا علي حين غرة، أوخفية، وهم يقرأون:"وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون" أفتونا أيها الملأ البرلماني إن كنتم للحق ناطقين. انطقوا بحق من أنطق النملة لسليمان، وأنطق عيسي في المهد صبيا *** منطقيا: المقدمات السليمة تؤدي إلي نتائج سليمة، علميا: لا ينسحب التعميم الا بعد التجريب، واقعيا: المسألة تكررت عدة مرات عن سبق اصرار وتعمد، ها قد عاد مجلس الشعب للتصفيق من جديد، ويبدو أنها لعنة الفراعنة الكامنة في"البهو الفرعوني" حتي ليخيل إليّ - وبعض التخيل حقيقة - أن التصفيق من اختراعنا نحن المصريين، كمية كبيرة من التصفيق الإسلامي الحاد كلما ذكر اسم رئيس المجلس حتي من قبل إتمام لعبة الانتخاب، انحيازية فاقع لونها لاتسر الليبراليين ولا نحن أيضا ضمن الناظرين. قل لي يا دكتور محمود السقا:ما معني أن تصف الأخ الرئيس د. "سعد الكتاتني" وهو "يصّعد" في سماء البرلمان بأنه:"واثق الخطوة يمشي ملكا" كأن الملكية لا تزال في دمنا، لكن الملوك "ما بيعملوش كده"!فهل يليق بالمناسبة المخضبة بدماء الأجواء الملبدة ب: كيت وكيت وكيت، وهل المنصة تسمح بمثل هذا..! (اللهم لا تق المنافقين شر المنصة). قولوا لنا لماذا التصفيق "ع الفاضي والمليان" ولشخوص بعينهم، هل هي عبقرية المكان الذي تهشم من التصفيق سابقا ولاحقا، الذي نعلمه أن للأداء البرلماني أدبياته، لكن الشماتة واضحة، والتحولات مريبة، والتربيطات "تخلي الأعمي ساعاتي" والتجليات ماثلة: من "المشاركة إلي المغالبة" و"من الصبر إلي التمكين" لكن من المؤكد أننا لن نصل الي مقام "صبر أيوب" بلغة الصوفية. *** هو مشهد قبيح، يخلو من الأدب والعرفان، أن تعلق لافتة في ميدان التحرير طوال يوم 52 يناير أول من أمس، مرسوم عليها حبل المشنقة ملفوفا علي رقبة المشير حسين طنطاوي، وطبعا ظلت قناة الجزيرة مسلطة عيون كاميرتها التي تنفث حقدا قطريا، مثبتة علي اللافتة كأنها الوحيدة في الميدان.. طبيعي.!. هل يليق بالروح الثورية أن تسقط هذه السقطة؟ رحم الله الشاعر نزار قباني صاحب أعمق بيت شعري سياسي وحضاري يخترق الزمان والمكان : "فنحن شعوب من الجاهلية، نبايع أربابنا في الصباح ، ونأكلهم حين تأتي العشية"(!!) نفسي الأمارة بالشعر وها أنذا.. أمد رحيق القلم أمد حريق الألم الي مقلتيك.. الي ما وراءك فمدي رداءك.. ومري بنارك تباركت النار يا نار نوري ! وتخليتُ بكلي فف عن عناويني التي قد شطرتني فجرتني.. بشظايا عنفواني والتجافي للتصافي والتنائي للتداني وتحليتُ بقيدٍ ، زانني بالعشق حتي ، زادني بالشوق لمّا بحتُ في النارِ بنوركْ هيمنتْ حتي وصلتُ فاتصلتُ فانفصلتُ ! وتجليتِ عليّ فتجلت مفردات العشق اَيات البداية كلما أسلكت آية نلت نورا وهداية وتحللتُ بروحي ، في سنا روحك ريحانا وروحا وانفراطاً وائتلافاً وغموضاً وانكشافاً