تمنيت أن أكون واحدا من الذين تجمعوا في ميدان التحرير طوال يوم أمس الأول، للاحتفال بمرور عام كامل علي الثورة العظيمة، التي أطلق شرارتها مجموعة من شباب مصر، في الخامس والعشرين من يناير الماضي.. لكن شيخوختي فرضت عليّ الاكتفاء بمتابعة ما يجري في الميدان عن طريق التليفزيون. جلست أمام الشاشة منذ الثامنة صباحا أتابع توافد الجماهير علي الميدان.. كان واضحا أن جميع أطياف شعب مصر، قد حرصت علي التواجد للمشاركة في الاحتفال بأول عيد للثورة، رغم زخات المطر، وبرودة الجو.. حشد هائل من البشر.. رجال ونساء.. شبان وشابات.. فتية وفتيات وأطفال.. وخيام.. ومنصات.. ومكبرات صوت.. وأعلام.. مشهد رائع ومهيب، يوقظ في نفس من يشاهده أحساسا بالعظمة، والقوة.. والفخر بهذا الشعب العظيم، صاحب أعظم حضارة عرفها التاريخ.. وكان لابد من التنقل بين شاشات الفضائيات المصرية والعربية، التي حشدت ما لديها من إمكانيات، ووزعت مراسليها في انحاء الميدان الفسيح، كي أتمكن من معايشة كل ما يجري في الميدان من مختلف الزوايا والنوايا الحسنة والحاقدة.. ورغم تعدد اتجاهات الذين اتسع لهم الميدان، وتباين أهدافهم، وتنوع هتافاتهم، وشعاراتهم المختلفة، كان هناك شيء ما يربطهم- لعله مصريتهم- يتناقض مع ما تريد، وتتمني القنوات الفضائية المشبوهة، مثل »العربية« السعودية، و»الجزيرة« القطرية، والCBC المصرية، التي كان المسئولون فيها، يريدونها معركة وجنازة ليشبعوا لطما وعويلا.. فلم يكن أمامهم سوي الاستعانة بجوقة »الخبراء الاستراتيجيين«، و»الكتاب الصحفيين«، و»المحليين« الذين اعتادوا الاستعانة بهم لشتم حكومة مصر، ومجلسها العسكري، وشعبها أيضا.. لكنهم لم يفلحوا.. مع أنهم دفعوا بالدولار!!