من حق الشعوب ان تثور علي الظلم، وللشيخ الشعراوي رحمه الله مقولة فارقة بين الثورة والفوضي، فالثائر الحق هو الذي يثور ليهدم فسادا، فاذا تحقق له ما أراد عاد وهدأ ليبني، والمصريون ثاروا في 25 يناير وهدموا نظاما فاسدا ومستبدا، فلماذا لم يهدأوا ولم يعودوا ليبنوا رغم مرور عام كامل علي الثورة ؟ وبمقارنة بسيطة بين ثورتي يوليو 52 ويناير 2011 تكمن الاجابة، ففي يوليو ثار الجيش علي ملك طاغية وحاشية فاسدة وحمي الشعب الثورة لانها حققت له اهم اهدافها وهي القضاء علي الاقطاعيين والمحتكرين الذين جوعوا الشعب ومصوا دماء الفلاحين والفقراء فصادرت الثورة أملاكهم واعادت توزيع اراضيهم علي من افنوا حياتهم في زراعتها، كما قطعت الثورة اذنابهم وقضت علي الوساطة والمحسوبية والرشاوي في التعيينات الوظيفية ، فالثورة لم تكن لتغيير وأسقاط النظام فقط وانما كانت للقضاء علي الظلم بكل اشكاله، واذا اردنا ان نستعيد ثقة الشعب وحبه والتحامه مع الثورة علينا محاسبة كل الفاسدين ومصادرة اموالهم وتخصيص راتب شهري يكفيهم للعيش كما عاش المطحونون، فملفات الوزراء والمحافظين ورؤساء المؤسسات والشركات الذين تربحوا من وظائفهم موجودة وعلينا اعادة ما نهبوه من اموال اولا ثم حاكموهم كما تشاءون، واقول علي لسان كل شهيد ومصاب ومظلوم للقائمين علي امر البلاد ما قاله المتنبي يا أعدل الناس الا في معاملتي.. فيك الخصام وانت الخصم والحكم أعيذها نظرات منك صادقة.. ان تحسب الشحم فيمن شحمه ورم وما انتفاع أخي الدنيا بناظره.. إذا استوت عنده الانوار والظلم إذا رأيت نيوب الليث بارزة.. فلا تظنن أن الليث يبتسم.