غدا نستقبل العام الثاني لثورة 25 يناير، وهو يوم تاريخي في حياة الشعب المصري.. يوم ان هب من سباته العميق. بعد ان ظن أكثر المتفائلين، انه لن تقوم له قائمة.. وانه قبل الذل والظلم والقهر وفي لحظة تاريخية، الله يرعاها، هب الشعب ونفض عن نفسه. الذل والمهانة. حطم الطاغي ورمزته.. صحيح ان الرأس قد ازيحت من مكانها.. ولكن النظام ما زال يعربد، ويفسد ويقتل ويروع ويراوغ. غدا ، سيخرج الشعب شبابا، وشيوخا، ونساءا، واطفالا يطالبون بحق الشهداء، والجرحي.. يطالبون بالقصاص العادل من قاتلي الشهداء ومصابي الثورة، يؤكدون للعالم اجمع بان ثورتهم سلمية.. ويؤكدون ان المرجفين لن ينالوا من وحدة الامة، وصلابتها ومقاومتها للطغيان.. الذين يفزعون الناس من بحار الدماء الي آخر مقولاتهم الفاسدة.. ليصرفوا الشعب عن حقوقه المشروعة في الحياة الحرة، والعيش الكريم. فالثورة قائمة والكفاح دوار.. والشعب هو البطل. وهو القائد والنصر حليفه باذن الله. أخلاقيات المرافعة هناك ادبيات متعارف عليها بين اصحاب الحرف والمهن المختلفة الاطباء والصيادلة والمهندسين والمحامين والصحفيين.. الخ تصبح دستورا يلتزم بها كل اعضائها، وموضع الاحترام من الجميع والخروج عليها جريمة بشعة يستحق مرتكبها الخزي والعار، ويصبح انسانا منبوذا ومحل تندر وسخرية وازدراء من مواطنيه وتتضح هذه الاخلاقيات بصورة كبيرة فيما يسمي باخلاقيات المرافعة في ساحة القضاء وهو الملاذ الوحيد لكل مظلوم. ويظل المتهم بريئا الي ان يقول القضاء كلمته الفاصلة. سواء بالبراءة او الادانة. عندئذ يصبح الحكم عنوان الحقيقة، لا يجوز التشكيك فيه. ولقد طالعتنا صحف الامس بمرافعة مفزعة خرجت عن المألوف في دنيا المرافعات وهي مرافعة مفزعة. سجلتها »الاخبار« التزمت فيها بأمانة النقل من قاعة المحكمة قام بها الزميلان: خديجة عفيفي، ومحمد سعد المشهود لهما بالمهنية العالية وكفاءة الأداء والالتزام بميثاق الشرف الصحفي. ولقد قرأت كثيرا واستمتعت بما يقوله المحامون الافذاذ في المحاكمات الكبري عبر سنوات طويلة في الداخل والخارج وتستويني الكلمة المعبرة والدفاع المحكم والتناغم في تناول الاحداث وتفنيد الاتهامات مع ايماني بأن لكل محام خصوصية في المرافعة والتعبير عن قناعته القانونية بأن موكله بريء. لقد افزعتني مرافعة الدفاع، الذي نكن له كل احترام، عن الرئيس المخلوع، فقد شبه الرئيس المخلوع بارادة شعبية بالرسول الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم الذي ارسله الله هداية للبشر، ورحمة للعالمين وناشد الدفاع الرئيس المخلوع بالصبر، كما صبر الرسول الكريم حتي نصره الله بعد ان طرده الكفار من مكة حافي القدمين، والاطرف ان المحامي شبه نفسه بسيدنا نوح عليه السلام الذي قال الحق في قوم لا يفهمون ولا يرحمون. من العار ان يتم تشبيه الحاكم الطاغية المستبد بالرسول الكريم. هل يجوز في عالم المرافعة ان نشبه الشعب المصري بكفار قريش.. وان مبارك المخلوع هو الرسول المنقذ؟! ايها المترافعون رفقا بالشعب المصري، الذي نهبوا ثرواته، وانفقها الفاسدون علي ملذاتهم.. واتوجه الي نقابة المحامين نقابة الحقوق والعدالة والقول الكريم، وهي جارتنا: نقابة الصحفيين وتوءمنا قلعة الحريات ونصرة المظلوم ونسأل: هل من اللائق مهنيا ان يصدر مثل ذا القول الشائن والتشبيه الفج واترك الأمر لجارتنا، نقابة المحامين ومجلسها الموقر برئاسة الاستاذ سامح عاشور نقيب المحامين مؤكدين اننا نكن لجميع المحامين كل احترام وتقدير ليقولوا كلمتهم في هذا التشبيه الفج. مطبات مصيدة قاتلة انتشرت المطبات الصناعية في كثير من أحياء القاهرة والجيزة، وفي بقية المحافظات وكان الهدف منها انساني وانقاذ حياة المواطنين من عبث ورعونة سائقي السيارات والموتوسيكلات التي تنطلق في الشوارع بسرعة الصاروخ، دون رادع من قانون او اخلاق بعد ان غابت المحاسبة والمساءلة.. واصبح الشارع سداح مداح، ولا عزاء للقتلي او المصابين.