الأزهر في عهد شيخنا الطيب الدكتور أحمد الطيب عاد لسابق عهده في العمل والنضال الوطني.. لم يعد الأزهر جامعا وجامعة معزولا ولا مهمشا في الأحداث التي تخص البلاد.. بل شارك وبفاعلية في مختلف المواقف وعالج القضايا بروح الإسلام السمحة فأصبح الملاذ الآمن لكل الأطياف السياسية يجدون عنده القول الفصل الذي لا يميل إلي فصيل دون فصيل.. بل يضع مصلحة البلاد العليا فوق كل مصلحة.. فعندما اختلف البعض علي وثيقة الدستور سارع الأزهر وشيخه بطرح وثيقته الرائعة فالتف حولها الجميع ولم يختلف عليها أحد.. وأصبحت وثيقة الأزهر إحدي المرجعيات الأساسية عند إعداد دستور البلاد الجديد بعد الثورة. وحينما اشتعلت نيران الفتنة الطائفية واستعر لهيبها وكادت تلتهم الأخضر واليابس.. سارع الشيخ الطيب بطرح رؤاه لوأد الفتنة وإطفاء لهيبها بإنشاء »بيت العيلة« المصرية الذي يضم عقلاء الأمة من أتباع الإسلام والمسيحية للفصل في مختلف القضايا التي قد تنشأ عنها صراعات بروح الأسرة المصرية الأصيلة التي لم تعرف علي مر التاريخ فتنة بين أبنائها رغم المحاولات المستميتة لاذكاء نيرانها من بعض الدول التي راهنت علي ركوع مصر وكسرها تحت وطأة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين.. وهكذا التف الجميع وتدثروا ببيت العائلة ليحميهم من ألاعيب الغرب الذي يريد كسر وحدتهم وإضعاف قوتهم.. وأصبح المسلمون والمسيحيون علي أرض مصر حزمة واحدة تربطهم أواصر المواطنة لا يستطيع أحد أن يفت في عضدهم.. وخسر هنالك المبطلون. وعندما أثار البعض قضية المادة الثانية من الدستور أوضح الشيخ الطيب وعلماء الأزهر ومفتي الديار الدكتور علي جمعة سماحة الشريعة الإسلامية التي تحمي حرية العقيدة.. وأكدت ان الإسلام لا يجبر أحدا علي اتباعه حتي الكفار.. يقول القرآن الكريم في محكم آياته ليعلمنا انه لا إكراه في الدين.. وانه لكل فرد الحق في حرية الاعتقاد: »لكم دينكم ولي دين«.. ومن هنا جاءت ردود أفعال أشقائنا في الوطن مرحبة بتطبيق الشريعة الإسلامية التي تكفل لهم حرية الاحتكام إلي شرائعهم في قضاياهم الشخصية وأن هذا كان معمولا به ولا يزال منذ بدء الرسالة المحمدية وحتي الآن. وجاءت مبادرة الأزهر الأخيرة لتقضي علي بذور الشقاق بين الفصائل السياسية المختلفة ليعلن الجميع تمسكهم بمبادرة الأزهر للوفاق الوطني.. وفي هذا دليل علي أن الأزهر انخرط بكل قوة في العمل الوطني إيمانا بدوره الأصيل في أن يعمل علي لم شمل الأمة في وقت المحن والأزمات وأن يدحض بحجته الناصعة كل الدعاوي المغرضة التي تسعي لبذر بذور الفتنة بين أبنائها. ومن هنا فإنني أطالب شيخنا الجليل وعلماء الأزهر أن يوضحوا حقيقة قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكيف تطبق خاصة ان القرآن الكريم جعل خيرية الأمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. يقول الله تعالي: »كنتم خير أمة أخرجت للناس.. تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله«.. فكيف تتحقق الخيرية.. وهل لابد من وجود هيئة بهذا الاسم تقوم بهذا العمل أم أن كل مسلم مأمور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. أم أنه متروك لعلماء الدين فقط.. انها أمور مشتبكة يجب توضيح حدودها وجلاء ما غمض علي العامة منها.. لأن الكثيرين وأنا منهم أخشي أن تنشأ هذه الهيئة وتكون سيفا مصلتا علي رقاب العباد.. ولهذا ألجأ إليكم ياشيخنا لإصدار بيان يوضح حقيقة هذا الأمر بجلاء لا يخفي علي أحد حتي لا يكون هذا الأمر ذريعة للبعض لايقاظ نار الفتنة مرة أخري.. وحتي نطبق أمر الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالطريقة الصحيحة لتحقيق مراد الله منها. كلمات حرة مباشرة: بعد أيام قلائل يعقد مجلس الشعب الجديد أولي جلساته بهيئته التي اختارها الشعب بحرية.. أرجو أن يكون المجلس علي قدر المسئولية التي ألقاها الشعب علي عاتقه وأن ينجز مايوكل إليه من مهام تشريعية ورقابية بكل دقة.