الآن وقد حصل التيار الإسلامي علي الأغلبية التي فاقت توقعاته، هل يدرك أنه يواجه منذ اليوم الأول لبدء الدورة البرلمانية أقسي اختبار، لأن العيون كلها مفتوحة -في الداخل والخارج - علي مواقفه وقراراته وتصريحاته، ولا أغالي إذا ما قلت إن ثمة متربصين متلهفين علي استكشاف العلاقة بين نواياه وارائه وبياناته التي سبقت دخوله معمعة العمل البرلماني والسياسي، وبين القوانين والقرارات التي سوف يتبناها لأنها ستكون لها دلالاتها ومؤشراتها فهي إما تبعث علي الارتياح والاطمئنان والقبول، أو تثير المخاوف والشكوك والريبة والتحفز، ولعل تشكيل اللجنة التي ستضع الدستور هو أول سؤال في الاختبار الحاسم. هذا والمعروف أن الإخوان المسلمين سوف يتحركون -من خلال حزب الحرية والعدالة- بما توفر لهم من خبرات متراكمة، وبما يعتمل في صدورهم من رغبات وأمنيات بأن يثبتوا جدارتهم في الحقل السياسي الذي تم إبعادهم عنه أكثر من ثمانين عاما، ولعلهم في سبيل أن يثبتوا اعتدالهم وموضوعتهم ونجاح منهجهم حتي لو كان ذلك علي حساب أفكار وآراء سابقة لهم، سوف يدخلون في مواجهة مع »السلفيين« الذين لا تجمعهم قيادة واحدة تكون مرجعيتهم وتحدد بوصلة تحركهم، إلي جانب ابتعادهم الاختياري لسنوات عديدة عن ممارسة السياسية والدخول في دهاليزها، وقد تنتهي هذه المواجهة باستبعاد فكرة التحالف، وبالتالي يتجه حزب الحرية والعدالة الي »الوفد« أو »الكتلة« أو »الوسط« أو »الثورة المستمرة« وغيرها من الاحزاب، وذلك حتي يضمن أغلبية مريحة تسمح له بإظهار الوجه المقبول، وبالرغم منوجود مسافة واضحة بين الإخوان والليبراليين يمكن ان تعرقل التحالف بينهم إلا أنه بفكر الثورة التي أتاحت لهم جميعاً الخروج إلي النور، والمشاركة الحقيقية في العمل البرلماني والسياسي، قد ينجحون في التحالف، ومن ثم تكتسب القوانين والمواقف المختلفة قبولا شعبياً يقود الي طمأنة الغرب والعالم، ويؤدي في ذات الوقت الي تحقيق نجاح الثورة، ومصلحة مصر. ما رأيكم في تلك اللاءات؟ حزب العدالة والتنمية »أول حزب إسلامي يقود حكومة في المغرب« تحرك بسرعة نحو تحديد ملامح سياسته بما يطمئن الداخل والخارج، ويتيح لهم فرصة العمل المثمر في المناخ الملائم، وقد تمثلت هذه الملامح في »أربع لاءات« التزم بها الحزب، وكأنه يرد مسبقا علي تساؤلات وهواجس لدي الآخرين. هذه اللاءات هي: لا فرض للحجاب، لا شرطة اخلاقية، لا تقييد للثقافة، لا منع للخمر. وقد تكون »لا« الاخيرة الخاصة بالخمر مرتبطة بما أعلنه الحزب عن احترام الحياة الخاصة للاشخاص، والثقة في أن شرب الخمر مسألة تتعلق بالإيمان وهو خير رادع. هكذا رفع الحزب الاسلامي المغربي »لاءاته« التي رحب بها الجميع في الداخل والخارج، وهي تقريبا نفس اللاءات التي تتبناها الحكومة الاسلامية في تونس، لأنهم - في الدولتين - قرروا ان يكون كل تركيزهم علي تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وترسيخ قيمة الحرية والديموقراطية، ولعلهم يسترشدون بالتجربة التركية. -تري ما رأيكم- دام فضلكم يا قادة ورموز التيار الإسلامي في تلك »اللاءات«؟! وللشيخ التهامي أيضا أربع »لاءات« الشيخ محمود ياسين التهامي »المنشد الديني وأحد اقطاب الصوفية«، أبدي رأيه في الأوضاع الحالية التي تمر بها مصر فقال - لا فض فوه - : هذا - يا سادة - ليس وقت الصوفية، ولا وقت السلفية، ولا وقت الشيعية، ولا وقت السنية، هذا -يا سادة- وقت مصر، وقت مصر الثورة، والله معنا مادمنا علي الحق اجتمعنا. (والحق هنا هو مصلحة مصر، واحترام الثورة والارتقاء الي مستوي تضحيات الشهداء والمصابين).