مرة أخري يعود الناخبون اليوم إلي صناديق الاقتراع لانتخاب 150 نائبا في المرحلة الثالثة والأخيرة لانتخابات مجلس الشعب التي ستجري في المحافظات التسع المتبقية.. المؤشرات تؤكد أن حزب »الحرية والعدالة« الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين سيحافظ علي التفوق الذي حققه في المرحلتين الأولي والثانية في 18 محافظة يليه حزب »النور« بحيث يمكن توقع فوز »الحرية والعدالة« بما يتراوح بين 40 إلي 45٪ من المقاعد بينما يفوز حزب »النور« بما يتراوح بين 20 إلي 25٪ من المقاعد وبذلك يضمن التيار الاسلامي أكثر من ثلثي المقاعد بما يمكنه من تمرير ما يشاء من مشروعات القوانين الجديدة أو تعديل القوانين القائمة وحسم أي مناقشة لصالحه. هذا التوقع سيتحقق في حالة أن يختار »الحرية والعدالة« التحالف مع حزب »النور« ليحققا معا الأغلبية الكاسحة التي حذرت من مخاطرها علي الممارسة الديمقراطية التي ننشدها.. أما إذا اختار »الحرية والعدالة« التحالف مع حزب »الوفد« الذي ربما يأتي في المرتبة الثالثة فإن الصورة قد تتغير إلي النتيجة الأفضل حيث سيحقق الحزبان »الحرية والعدالة« و»الوفد« أغلبية مريحة تمكنهما من المناورة لاستقطاب أصوات نواب الأحزاب الأخري خلال المناقشات حول أي مشروع قانون جديد أو قضية عامة أو خلال مناقشة الأسئلة وطلبات الاحاطة والاستجوابات مما يثري بالطبع الممارسة الديمقراطية. وليأخذ حزب »الحرية والعدالة« القدوة مما حدث في تونس حيث اختار حزب النهضة الاسلامي الذي فاز بالأغلبية في الانتخابات التحالف مع التيار الليبرالي وأطلق من الاشارات ما يطمئن التونسيين أنه لا مساس بالسياحة أو الاستثمارات أو المعاملات البنكية ولا تطبيق للشريعة الاسلامية أو فرض الحجاب أو النقاب بالقوة.. ووجه زعيمه راشد الغنوشي النصيحة لحزب »الحرية والعدالة« في مصر بالتحالف مع التيار الليبرالي لانجاح التجربة الديمقراطية في مصر.. فهل يأخذ الاخوان وحزبهم »الحرية والعدالة« بنصيحة الغنوشي ؟.