تدخل الرئيس حسني مبارك لمواجهة الازمة المرورية، رسالة قوية للحكومة لتدرك حجم وخطورة هذه الازمة، ولتدرك ايضا حقيقة ان القاهرة تختنق، ولم تعد قادرة علي استيعاب ذلك الكم الهائل من السيارات التي تجوب شوارعها علي مدار ساعات اليوم بدون توقف. وفور عقد الرئيس لاجتماعين متتاليين خلال اقل من 27 ساعة، سارع المسئولون بالكشف عن الخطط الاستراتيجية والحلول العاجلة والآجلة للتعامل مع هذه الازمة التي حاصرت القاهرة الكبري في كل ميدان وكل شارع وحارة.. كما سارعوا ايضا بابراز الاسباب التي ادت إلي حدوثها وفي مقدمتها التراخيص الجديدة والتي تضاعف من حجم السيارات والمركبات سنويا. وعلي الرغم ان ذلك السبب مردود عليه لانه ظاهرة طبيعية لبلد تشهد نموا وتطمح لتحقيق تزايد في هذا النمو، إلا اننا كنا ننتظر من المسئولين ان يذكروا لنا اين كانوا والازمة تتفاقم يوما بعد يوم امام أعينهم ومن حولهم. وما الاجراءات التي تم اتخاذها لمواجهتها، أو لدرء خطرها، ولا يعفيهم من المسئولية انها تمتد لسنوات مضت. مشروعات الطرق في اي دولة تعد بمثابة شرايين التنمية فيها ولذلك ينبغي ان تحظي لدينا بالاولوية الاولي. كما ان طموحنا في انشاء المدن الجديدة والمليونية لابد ان يرتكز علي تخطيط علمي دقيق، يراعي أولوية إقامة الطرق التي تجعلنا نستطيع الوصول إلي هذه المدن قبل تشييدها. وذلك حتي لا تتكرر مشاهد الاختناق اليومية التي يشهدها كل من محور 62 يوليو أو الطريق الدائري أمامنا. .. وللحديث بقية.