خالد جبر مازلت متأثرا بمنظر الفتاة التي سحلها أربعة أو خمسة من الجنود وتعري جسدها من السحل.. مهما قالوا عنها.. فهي فتاة مصرية.. وما كان يجب أن يفعل بها هؤلاء الجنود ما فعلوه، افترض انها أختك.. بل هي أختك فعلا.. وما جري لها يمكن أن يجري لأختي أو أختك. وكما سمعت من الفتاة أنها محظوظة لانه تم تصوير عملية ضربها وسحلها واذاعة هذا الشريط في كل وسائل الاتصال.. هي محظوظة لأن هذا الشريط خلق نوعا من التعاطف معها.. بينما هناك عشرات الفتيات فعل ضدهن أكثر من هذا ولم يلتفت إليهن أحد. ويحاول بعض الناس من اعلاميين وسياسيين وغيرهم ان يصفوا هؤلاء الفتيات بألفاظ بذيئة.. ويروجون لافلام ومقاطع فيها فتيات يرددن ألفاظا بذيئة.. وهؤلاء يحاولون ان يجعلوننا نطلق حكما عاما علي كل الفتيات المشاركات في المظاهرات بما يسيء إليهن والي كل فتاة في مصر. وهذا غير حقيقي طبعا فنحن لا يمكن أن نطلق حكما عاما.. ونقول إن كل من في التحرير بلطجية وبالطبع ليس كلهم ثوار.. أو أن الثوار من حرقوا تراث مصر.. لا يصح أن نلقي أحكاما عامة علي أي مجموعة من الناس.. لأن صوابعك مش زي بعضها.. ولن ننزلق الي معركة القاء اللوم علي الطرف الآخر. اقول هذا لان تعميم الاحكام هو الذي يكاد يأخذنا الي هوة سحيقة من الظلم ضد أنفسنا وضد بلدنا.. فلا كل الثوار بلطجية.. ولا كل من يساعدهم متورط في تخريب مصر.. وفي المقابل ليس من أشعل وأحرق وخرب ودمر ثائر وليس كل من خلصنا من بلطجي واحد أو اكثر يستحق أن نهاجمه، هذا التعميم في الاحكام يغلق عيوننا عن الحقيقة.. ويغلق آذاننا وكل حواسنا عن معرفة الطريق السليم للخروج من الازمة. المسألة كما تحدثت عن الانتخابات ليست مسلمين وكفارا.. وهي فيما نعيشه هذه الايام ليست بين الجيش والثوار. المسألة اننا نري بأعيننا منزلقا خطيرا.. ونصر علي الجري فيه بأقصي سرعة.. اننا نحتاج الي بعض الحكمة.. والذكاء ايضا.