لم يعد هناك شك أن في الخفاء من يسعي لحرق مصر بإشعال النار في مبانيها ومؤسساتها بما فيها صروحها العلمية. الامر لا يحتاج محللين، ولا عباقرة، ولا مستشرفين للمستقبل. الشعب لا يهمه الآن سوي الكشف عن المحرضين لهؤلاء المخربين، سواء كانوا إعلاميين في قنوات يمولها الفلول المحبوسون في طرة، أو الذين ينعمون بما نهبوه في العهد البائد الفاسد، أو كانوا سياسيين أو نشطاء يرأسون احزابا وجمعيات تمول من الخارج أو شخصيات سياسية تريد أن تسيّد نفسها علي الشعب. المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس اللواء عادل عمارة عضو المجلس العسكري ألمح إلي ذلك، ولكنه رمي بكرة مسئولية الاعلان عن هؤلاء المتورطين في ملعب النائب العام، لانه هو الذي يقوم بالتحقيقات في وقائع التخريب. وظني اننا سنظل ندور في هذه الحلقة المفرغة التي »دوخنا« فيها منذ 2 فبراير يوم موقعة الجمل، ولا نعرف من الجاني، ونري مصر المجني عليها تنتهك كل يوم من الداخل و الخارج بأيدي ابنائها. وهذا ليس تشاؤماً ولكنه للاسف الواقع. لم يعد أمام المجلس العسكري إلا طريق واحد هو الكشف عن الاصابع أو الايادي التي يتحدث عنها في كل مصيبة تحدث في مصر. الشعب لن ينتظر حتي يحدث حريق للقاهرة آخر.