جاءت ثورة يناير لتطيح بالديكتاتورية وتسقط النظام الفاسد.. وتبني مجتمعا ديمقراطيا يحقق العدالة الاجتماعية التي طالما اشتاق إليها الشعب.. وتحقق سيادة القانون علي الجميع دون تفرقة بسبب مال أو جاه أو سلطان ويكون للشعب الكلمة الأولي في تقرير مصير بلده. وفعلا نجحت الثورة لأنها اعتمدت علي الشباب.. وكانوا العنصر الأساسي في الثورة مع الشيوخ والرواد الأحرار.. وتم تحييد القوات المسلحة في البداية.. حتي انحازت للشعب وأصبحت حامية الثورة في البداية.. إلا أنها لم تنس مع قوات الشرطة أنهما من النظام السابق.. اضافة إلي الإعلام سواء الرسمي أو الحزبي أو الخاص الذي لم يستوعب الثورة ومطالبها.. ولهذا ظهرت شعارات تطهير الإعلام والمؤسسات والمصالح والمحليات والوزارات من أرباب تابعي ومنافقي النظام السابق. وتم اختراق الثوار.. وركب موجة الثورة العديد من الانتهازيين وأرباب السوابق.. وحدث الانقسام.. وتمكنت الأجهزة الأمنية من لعب أدوار خفية.. منها استقطاب البعض.. ومنها ترويع الآخر.. وظهرت فئة غريبة الأطوار تطلق علي نفسها »النخب المثقفة« بالبلدي »أبوالعِّريف«.. الذي يقول في أي شيء ويفتي في كل شيء.. وقد كان ذلك في عهد مبارك المخلوع.. كان جليسه وسامره.. كان محدثه في الفاصوليا والباذنجان.. وكان البهلوان.. وكان الولهان بحكم مبارك ونجله جمال.. بل كان نخبة السكران! الآن انقلبوا.. وركبوا موجة الثورة.. ولكنهم لم ينسوا الأيام الخوالي.. وتملقوا المجلس العسكري الحاكم.. وأصبحوا كاتمي أسرارهم.. ومستشاريهم وادعيائهم! واليوم جاءوا ليركبوا السلطة.. ويأخذوا الحصانة.. ويتسلموا مصر BOT أي تسليم مفتاح!.. لقد سيطروا علي المجلس الاستشاري الذي اخترعه المجلس العسكري تحايلا علي الدستور واختراقا لمبادئ الشرعية والمنطق.. يضع شروط وضوابط الترشح لرئاسة الجمهورية.. ويضع القرارات والقوانين المصيرية دون مجلس الشعب المنتظر.. أي ترزية قوانين.. وتفصيل رئيس لمصر علي مقاسهم..! أيها السادة إنكم تهينون الشعب وإرادته بهذه التصرفات السيئة.. وتضعون البنزين علي النار ليزداد الأمر اشتعالا.. وفي الوقت نفسه تقفزون فوق ارادة الشعب.. الحكومة قبل ان تبدأ غير مقبولة من الشارع.. المجلس الاستشاري مفروض بأمر عسكري.. نواياكم غير صريحة.. وغير واضحة.. إذا انتهي الشعب من أمر ينغص حياته.. فتحتم بابا آخر لينشغل به الناس.. هل أنتم مع مصر أم ضدها.. مصر اختارت في انتخابات حرة نزيهة الاتجاه الإسلامي سواء من الإخوان المسلمين أو الجماعة السلفية أو حزب الوسط.. ورغم شهادة الجميع في مصر وخارجها بالشعب الذي خرج يوم الانتخابات في مرحلتها الأولي.. إلا انكم أطلقتم من يسمون أنفسهم النخبة المثقفة لترويع من نجح وترويع الشعب.. واستعداء الخارج علي التيار الإسلامي.. ونفخ الإعلاميون النفير محذرين من سيطرة التيار الإسلامي علي مصر.. ووصفهم البعض بقوي الظلام.. وانتشرت ظاهرة المسميات التي تخض المواطنين وتعمل علي إرهابهم.. ويروج لهذه المسميات أجهزة الإعلام الموجهة.. ومن هذه المسميات »الذراع السياسي« للإخوان المسلمين.. والذراع السياسي لابد ان يتبعه أذرع أخري مثل الذراع العسكري.. والذراع الاقتصادي والذراع الاجتماعي.. وقد يكون هناك ذراع رياضي يهتم بكرة القدم والبنج بونج! غريب أمر كثير من الإعلاميين.. يكذبون ويصدقون كذبتهم ويروجون لها حتي تصل إلي درجة إرهاب وترويع الآخر.. وعلي حد علمي فان جماعة الإخوان المسلمين -التي لست عضوا فيها أو في غيرها- ليس لها أية أذرع.. وقد تأسس من خلالها حزب سياسي أطلق عليه الحرية والعدالة كان من بين مؤسسيه مائة قبطي مصري.. وهو حزب المصريين علي اختلاف توجهاتهم.. وكل أحزاب مصر كذلك مفتوحة لكل من يرغب.. ولا يجوز لأي جماعة أو حزب أن يشكل فرقا مسلحة.. والدستور يمنع أي تشكيلات عسكرية في مصر.. سوي وزارة الدفاع.. وبالتالي هل هناك للإخوان المسلمين أو غيرهم أذرع عسكرية حتي يكون لهم أذرع مدنية؟!.. هل يسمح المجلس الأعلي للقوات المسلحة بمنح الإخوان أو غيرهم أذرعا عسكرية؟! اذن هي دغدغة دعائية تستهدف تدمير فصيل من الأحزاب لصالح فصيل آخر يدعي الديمقراطية وهو يقتل في مهدها!.. المؤكد ان مؤشرات المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية.. والتي أظهرت تقدم التيار الإسلامي عن باقي التيارات هي السبب الذي أشعل الغِل في صدور البعض من ادعياء الديمقراطية.. والكثير من وسائل الإعلام التي تبحث عن مادة للتهييج والاستعداء ضد التيار الإسلامي.. لقد تغاضي هؤلاء عن الاقبال غير المسبوق علي الانتخابات.. وخروج المواطنين بوازع من ضميرهم الوطني لكي يتحقق الامان والاستقرار في مصر.. في الوقت الذي اشاد بالظاهرة الأجانب قبل العرب والمصريين!! اختيار الشعب الحقيقة أن من يسمون أنفسهم بالتيار العلماني لم يستوعبوا الدرس.. وانصب هدفهم علي تحطيم من ينجح من التيار الإسلامي.. وتصوير هذا النجاح علي انه نقمة علي الشعب وعلي مستقبل مصر.. وهذا تصور مريض.. لن ينجح.. لأن مصر تستوعب أبناءها سواء المسلمين أم الأقباط أم غيرهم.. مصر الحضارة تقبل كافة التوجهات والتيارات.. ولنترك الاختيار للشارع.. ولا نخشي علي مصر من اختيار أبنائها لمن يحكمون سواء في البرلمان.. أو الحكومة أو الرئاسة!. الثورة قامت لاسقاط نظام فاسد.. وقد سقط والحمد لله.. وبدلا من أن يستمر الجدل فيمن يحكم.. وان تستمر حالة الانهيار والفوضي.. والانفلات الأمني.. علينا ان نبدأ بناء المؤسسات.. ومصر دولة عريقة.. لها مؤسسات محترمة طوال تاريخها.. حتي في أحلك فترات النظام الفاسد الذي سقط بثورة يناير 1102.. اغرقت بعض المؤسسات.. وانهارت أخري.. لكن الآن الفرصة متاحة أمام مصر لإعادة بناء مؤسساتها علي أساس ديمقراطي.. الكلمة الأولي فيه للشعب وخاصة الشباب.. لهذا ننتقد حكومة الجنزوري التي نحت بالشباب وأبعدتهم عن قيادة الدولة.. رغم ان المستقبل للشباب.. ومازالت مطالبنا الدفع بالشباب إلي صفوف القيادة لإصلاح ما أفسده الشيوخ.. وان يقود المؤسسة التشريعية شاب.. وان يقود الدولة في 03 يونيو القادم شاب.. لا يهم من أي تيار.. المهم ان يكون مصريا. لقد انحرف البعض من التيارات المختلفة بمبادئ الديمقراطية.. وهاجم فوز التيار الإسلامي بأغلبية في المقاعد.. ويقومون الآن بترويع المواطنين حتي لا يفوز التيار الإسلامي في المرحلتين الثانية والثالثة.. اذن هي دعايات مغرضة مثل الضرب تحت الحزام.. وإذا كان التيار الإسلامي قد نجح في عدد من المؤسسات والنقابات فيجب ان نحترم لعبة الديمقراطية.. وإلا فإننا نمارس الدكتاتورية بادعاء أنها ديمقراطية!