طبيعي ان يفوز المد الديني في كل الدول الثائرة، في تونس، وليببيا، والمغرب، واليمن، ومصر وأي دولة أخري ستثور. الشعوب المكبوتة، والمظلومة، والمقهورة، سنين طوال، لا تجد ملجأ لها من القهر إلا الله، ولا ملاذ من الظلم إلا الله، وتلعب الاحزاب الدينية علي هذا الوتر الحساس، فيفوزون، مهما قال العلمانيون والليبراليون والمعترضون. وربما تكون النماذج غير الناجحة في تطبيق الشريعة الاسلامية هي التي بثت الرعب في النفوس، فالخائفون يستحضرون النموذج السوداني، والنموذج الطلباني في أفغانستان والذين غالوا في تطبيق الشريعة، وكان العيب طبعا من الذين طبقوا وليس في الاسلام وشريعته. التصريحات التي صدرت من قادة السلفيين لا تبشر بالخير، وبخاصة فيما يتعلق بالمرأة وعملها، ومظهرها، وبالسياحة ومجالاتها. غير إنني - رغم أنني لست سلفيا ولا اخوانيا - كمسلم أرفض ان يكون في مصر صالات قمار رغم ان هناك تحريما صريحا في القرآن للقمار. واطالب بإغلاق هذه الصالات التي تحل بالخراب علينا. اكرر ما قلته سابقا، وسأظل مؤمنا به، وهو إن لم يعد أحد يستطيع ان يفرض علي المصريين نموذجا أو نمطا لا يرضونه لا عسكرة العسكريين، ولا علمانية الليبراليين، ولا تطرف السلفيين ولا سيطرة الاخوانيين. الشعب المصري واع بما فيه الكفاية، ومتدين بفطرته، ولن يرضي بالحرية بديلا.