تراجع الاقبال في جولة الأعادة للمرحلة الاولي للانتخابات البرلمانية أمس أمر متوقع ولا يجب أن يثير الدهشة.. فهذه الجولة تجري فيها المنافسة بين 401 مرشحين علي 25 مقعدا.. لا تخوضها قوائم الأحزاب والائتلافات السياسية ويغيب عنها كل المرشحين علي المقاعد الفردية الذين خرجوا من السباق في الجولة الأولي.. هذا بالاضافة إلي أن كثيرا من الناخبين بعدما لمسوا سهولة التصويت في اليوم الثاني للمرحلة الأولي الأسبوع الماضي ربما فضلوا تأجيل الادلاء بأصواتهم إلي اليوم توفيرا للوقت والجهد. علي أية حال فإن حماس الناخبين لم يتراجع واصرارهم علي ممارسة حقهم في اختيار ممثليهم في البرلمان يتزايد بعدما تأكدوا لأول مرة أن لأصواتهم قيمة وأنها لن تضيع هباء.. سلبيات المرحلة الأولي تراجعت أيضا خاصة ما يتعلق بتأخر وصول بطاقات الانتخاب أو القضاة مما يؤدي إلي تأخر فتح اللجان لكن للأسف فإن مخالفة القواعد التي تمنع الدعاية الانتخابية أمام اللجان لم تتراجع.. واستمر حزبا »الحرية والعدالة« و»النور« في الدعاية المعتمدة علي شعارات دينية بالمخالفة للقانون أيضا والضغط علي الناخبين قبل دخولهم اللجان سعيا وراء تحقيق أغلبية كاسحة في البرلمان الجديد بعدما حصدا في الجولة الأولي 56٪ من الأصوات.. كل هذا يحدث بينما اللجنة العليا للانتخابات تتفرج! ولم تتخذ حتي الآن اجراء واحدا لوقف هذه المخالفات أو معاقبة مرتكبيها ! استمرار تفوق حزبي »الحرية والعدالة« و»النور« في جولة الاعادة متوقع بالطبع حيث يتنافس الحزبان علي 32 مقعدا ويواجهان بقية الأحزاب علي 82 مقعدا ولم يفلت من قبضة التيارات الاسلامية الإ مقعد واحد في البحر الأحمر وهو مقعد العمال الذي يتنافس عليه مرشحان مستقلان. آخر كلام أكثر ما آلمني سقوط أول قتيل في الانتخابات أمس الأول خلال مشاجرة بالأعيرة النارية بين أنصار مرشح الكتلة المصرية ومرشح الوسط في تلا بمحافظة المنوفية.. ما ذنب هذا المواطن وما ذنب أسرته ؟ الحمد لله أن حزبي »الحرية والعدالة« و»النور« بريئان من دمه.