المنتخب الأوليمبى هزم جنوب أفريقيا ويسعى للفوز على المغرب والتأهل للمباراة النهائىة انقضي يوم الأحد هادئاً وباردا في بطولة أفريقيا تحت 32 سنة المؤهلة لأولمبياد لندن.. كان بمثابة هدنة أو إستراحة محارب يلتقط أنفاسه بعد ثلاث جولات مضغوطة بأعباء المنافسة لينشط عزيمته قبل العودة إلي الميدان.. استهلك لاعبو فريقين من الفرق الأربعة الصاعدة للدور قبل النهائي هذه الهدنة في السفر إلي مراكش وطنجة وهما المغرب والجابون صاحبا المركز الثاني في المجموعتين.. بينما إستمتع لاعبو مصر والسنغال بحالة استرخاء وجولة ترفيهية تسويقية طويلا للاعبي مصر بالتحديد الذين امتدت بهم الفسحة نهاراً وليلاً.. وكانت فرصة أن اتحاور مع بعضهم وأسمع منهم مباشرة لماذا لم يكونوا جيدين في البطولة بشكل عام حتي الآن وبالتحديد في لقائي الجابون وكوت ديفوار.. وكيف ينظرون الي مواجهة منتخب المغرب المدعم بقوة من جمهوره وأرضه؟ ومن الأمس بدأ الفريقان العربيان الشقيقان مشوار التجهيز القصير والاستثنائي للقاء ذات خصوصية بين اصدقاء أصبحوا فجأة فرقاء.. وعلي أحدهما أن يكمل مسيرة البحث عن اللقب وهو الفائز، وعلي الآخر أن يكتفي فقط عما يخبئه منافسه.. ويحرص الجهازان الفنيان علي إخفاء طبيعة الاستعدادات وربما الإيحاء بصعوبة مشاركة بعض النجوم المصابين.. ويزداد الحرص علي مزيد من المعلومات، وهذا ما دفع المدربين إلي مشاهدة تسجيلات المباريات التمهيدية وإشراك اللاعبين في المشاهدة خاصة وأنهما كانا في مجموعتين مختلفتين وعليهما التعرف من جديد علي إمكاناتهما. وأكثر ما يقلق المنتخب المصري أن يغيب مدافعه الدولي البارز أحمد حجازي الذي يعاني من شد في العضلة الضامة.. والشد العضلي أصعب الاصابات في البطولات المجمعة التي تتابع فيها المباريات في مواعيد متقاربة.. ورغم الردود المطمئنة للمسئولين عن الفريق إلا أن اللاعب نفسه إعترف بأن حالته مازالت محل جدل، فربما لا يستطيع المشاركة وهذا يتوقف علي تدريبات التأهيل.. أما اسلام رمضان المصاب بالتواء في كاحل القدم فإنه يرجح أن يشارك في لقاء المغرب حيث لن تحرمه الاصابة من المباراة. وفي المعسكر الآخر خرجت منه بعض الاخبار المهمة بعد أن وصل الي مراكش أول أمس ولم يكن هناك وقت أو فائض جهد لخوض مران مكتمل واكتفي الجهاز الفني بمران خفيف يراعي ظروف ومتاعب السفر وحالة الإجهاد التي يعاني منها اللاعبون بعد ثلاث مباريات صعبة وشاقة.. وأمس أدي الفريق مرانا قويا وطويلاً بملعب مراكش الدولي والذي تقام عليه المباراة يوم الاربعاء.. وقد نجح اتحاد الكرة بالبحث عن تذكرة التأهل لدورة الالعاب الاوليمبية وهو الخاسر.. وحتي الآن يحترم الطرفان خصوصية العلاقة والود المتبادل، حيث تخلو ساحة البطولة من أي تراشق إعلامي أو تصريحات استفزازية أو حتي تحمل شبهة تحد بين الفريقين. منتخب مصر أنهي الدور التمهيدي بأفضل صورة ممكنة اختلفت عن البداية.. بينما كان مشهد النهاية للمنتخب المغربي أسوأ مما توقع هو والمنافسون.. ولا يعني ذلك شيئاً في مباراة خاصة جداً تذكرنا بالدربيات التي يصعب التكهن بنتائجها مهما كانت الإختلافات بين أطرافها في النتائج والعروض السابقة.. ومن هذا المنطلق تجري الاستعدادات علي قدم وساق بدون التوقف عند تفاصيل الماضي القريب أو العيوب والاخطاء التي أفرزتها مواجهات الدور التمهيدي.. الفرق الأربعة تدرك الآن أنها بصدد جولة مغايرة بمعطيات جديدة وطموحات متطورة وضغوط »أخف« بكثير من ضغوط الخوف من الخروج المبكر بما يحمله من إهانة المنتخبات تنتمي الي كرة قدم عريقة في القارة. ولا يعني ذلك أن المتنافسين رومانسيون حالمون فقط بالروح الرياضية.. وحتي لو كانت الرابطة بين منتخبي مصر والمغرب قوية وعاطفية.. الا أن رغبة الفوز لديهما جامحة.. ولذلك لا يتردد أي منهما في التجهيز بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة.. فهما يراقبان بعضهما البعض ولا يكفا كل منهما عن السؤال والاستفسار التقصي المغربي في الحصول علي موافقة نادي خيتافي الاسباني بترك نجم المنتخب عبدالعزيز برادة لتكملة البطولة بعد أن كان الاتفاق ان يكتفي فقط بالمشاركة في الدور التمهيدي.. وانعكس ذلك بالرضا والارتياح لدي الجهاز الفني والجمهور ووسائل الإعلام التي بدأت تتوسع في تناول الاستعدادات للقاء المرتقب.. وعلاوة علي ذلك يعود للتشكيلة الاساسية اللاعب ياسين القاسمي الذي غاب عن المباريات بسبب الاصابة وهو من المهاجمين البارزين العائدين إعتباراً من لقاء مصر. ومن الناحية المعنوية.. يملك المنتخب المغربي أجواء واسعة للاستفادة من كثافة الحملة المعنوية من خلال وسائل الإعلام وخاصة الصحف التي »تنفخ« في إرادة اللاعبين، وأيضا من اصوات الجماهير في الشارع التي تصل اليهم وتطالبهم بتصحيح المسارة بعد الهزيمة من السنغال.. لكن هناك رآيا آخر في البعثة المصرية، بل ربما في الجانب المغربي يعتقد أن الجمهور والأرض قد يصبحان سلاحاً عكسياً يأتي بأثر سلبي عندما يضغط علي اعصاب اللاعبين ويحملهم فوق ما يحتملون.. وقد يكون ذلك رهان منتخب مصر أن يجعل الجمهور عامل ضغط علي لاعبيه.. بينما تضيق أجواء المعنويات حول منتخب مصر وتقتصر علي جهود مكثفة ومنظمة من مسئولي البعثة ومعهم هاني أبو ريدة رئيس اللجنة المنظمة الذي يحرص علي زيارة الفريق والحديث مع اللاعبين للشد من ازرهم. ولا يبخل ابناء الجالية المصرية وأعضاء السفارة بجهد لتقليص شعور اللاعبين بالغربة.. وإن كان دور الجالية في الملعب لن يظهر مثلما حدث في المباريات السابقة لان العدد الذي يقل عن الفي فرد لن يحضر كله وحتي إن حضر فسوف يذوب في الحشود المغربية.. وقد أصبح فوز السنغال علي الملعب نموذجا لتحييد دور الجمهور ومنع تأثيره.. هذا النموذج تستخدمه إدارة البعثة والجهاز الفني في تهيئة الفريق لاداء مدعم بالثقة وخال من الخوف خاصة أن الحملة المعنوية أتت ثمارها في مباراة جنوب افريقيا التي أعقبت هزيمة من كوت ديفوار كادت تعصف بالفريق لولا حصاره بعلاج نفسي.