المتظاهرون بميدان التحرير اثناء محاولة اخلاء قوات الشرطة لهم مصر الي أين ؟ .. هذا السؤال يطرح نفسه بعد الاحداث الدموية التي شهدها ميدان التحرير صباح اول امس بين المتظاهرين المعتصمين بالميدان وبين قوات الامن المركزي التابعة لوزارة الداخلية مما اسفر عن مقتل 2 من المعتصمين واصابة اكثر 008 متظاهر ومجند شرطة . الأحداث الراهنة أعادت الثورة مرة اخري الي ميدان التحرير لتدق ناقوس الخطر بأن المطالب التي اعلن عنها الثوار منذ قيام ثورة 25 يناير وحتي بعد مرور 9 شهور عليها تم تجاهلها ولم تدخل حيز التنفيذ حتي وقتنا هذا ، مما يضع حكومة شرف امام مأزق كبير خاصة وانها حكومة ثورة ، ولكن الاحداث المتوالية تثبت انها بعيدة كل البعد عن الثورة وعن اهدافها ، وتكشف انها حكومة عاجزة عن اتخاذ اي قرارات تمنع التصادم بين الثوار وبين الاجهزة الامنية خاصة وان هذه الحكومة حكومة مرتعشة تنفذ ما يملي عليها مما يضعنا امام سؤال آخر الا وهو "هل كان الحل فعلا في تشكيل حكومة انقاذ وطني تتولي ادارة شئون البلاد عقب الثورة مباشرة بحيث يتم تجنب جميع الاحداث والصراعات التي يشهدها الوطن حاليا " ؟ " الاخبار " رصدت آراء الخبراء الاستراتيجين والقوي السياسية وشباب الثورة لمعرفة الي اين تتجه مصر وما هو الحل للخروج من المأزق الحالي وهل سيتم تأجيل الانتخابات القادمة ام لا في ظل غياب الامن؟. في البداية شن سامح عاشور القيادي في الحزب الناصري ونقيب المحامين الاسبق هجوما حادا علي حكومة عصام شرف متهما اياها بانها حكومة مرتعشة وتتعامل مع مجريات الامور بمنتهي التباطؤ والتخاذل ، كما انها تفتقد الي الكثير من الصلاحيات وتنفذ ما يملي عليها رغم انها من المفترض حكومة ثورة جاءت من ميدان التحرير ولكن مايحدث يدل علي انها حكومة لاتمت بأي صلة للثورة من قريب او بعيد. واضاف عاشور ان الحكومة الحالية فشلت فشلا ذريعا في كسب تأييد وثقة الشارع السياسي بسبب مواقفها من تداعيات الثورة ، فقد وقفت تلك الحكومة محلك سر تجاه تطبيق قانون الغدر ، ولم تصدر حتي الان القانون لردع من افسدوا الحياة السياسية في عهد النظام البائد ونهبوا مقدرات البلاد وثرواتها من ممارسة الحياة السياسية ، بل وجدنا ان نفس الحكومة والتي من المفترض انها ثورية فتحت الباب علي مصراعيه أمام اعضاء الوطني »المنحل« للترشيح في الانتخابات النيابية المصرية، وكأنها تمنحهم مكافأة علي فسادهم بالترشح في الانتخابات البرلمانية، ولا عزاء للثورة ودماء الشهداء التي اريقت من اجل القضاء علي الفساد واعلاء الحرية والحق والعدالة. ويري عاشور ان ما حدث اول امس في ميدان التحرير من الاعتداء علي المتظاهرين وفض اعتصامهم بالقوة هو دليل قاطع علي فشل الحكومة الحالية في ادارة أمور البلاد ، موضحا انه لو تم تشكيل حكومة انقاذ وطني عقب قيام الثورة مباشرة لتم التغلب علي الكثير من الازمات الراهنة التي تسببت فيها حكومة شرف ، بل وزادتها سوءا وقال عاشور انه سبق ان تقدم بمطلب تشكيل حكومة انقاذ وطني بحيث يتم تشكيلها من مختلف الوان الطيف السياسي حاليا في مصر وتضم كل القوي السياسية والائتلافات الشبابية ، علي ان يكون لها جميع الصلاحيات بحيث لا تتعامل مع المستجدات والاوضاع السياسية بنوع من التباطؤ او الايدي المرتعشة بل يكون آراؤها نابعة من توافق سياسي يحقق مصلحة البلاد ومصلحة الثورة ويجنب مصر المزيد من الفوضي يتغلب علي الانفلات الامني .. لكن لم يتحقق ذلك.. وقد فات الآوان! حكومة فاشلة أما عبد الغفار شكر وكيل مؤسسي حزب التحالف الاشتراكي فيدين بشدة الاعتداءات التي حدثت اول امس بميدان التحرير علي المتظاهرين متهما حكومة عصام شرف انها السبب الاساسي في اندلاع هذه الاحداث حيث انها لا تتمتع بالخبرة والكفاءة في التعامل مع الاحداث والمستجدات ، فما كان يضيرها من بقاء 30 شخصا معتصما في صينية الميدان دون التعامل معهم بقوة أو عنف. ويري شكر ان الحكومة الحالية فشلت في ادارة معظم الملفات المطروحة امامها منذ بداية عملها ، مثل ملف الفتنة الطائفية والانفلات الامني والوضع الاقتصادي ، وبالتالي ما يحدث حاليا علي الساحة السياسية من اعتداءات علي المتظاهرين وفوضي في جميع انحاء البلاد وغياب الشرطة هو نتاج طبيعي لتلك الحكومة الفاشلة غير القادرة علي الفصل والتأثير والتي ليس لها اي حس سياسي ولا تمتلك رؤية او برنامجا محددا لادارة الفترة الانتقالية. ويواصل شكر هجومه علي الحكومة الحالية قائلا بانه من المفترض انها حكومة تسيير اعمال اي انها تدير امور البلاد في مصر لمدة 6 شهور فقط ولكن هذا لم يحدث بل تعدت هذه المدة بمراحل ولم يتم تسليم السلطة في البلاد الي ادارة مدنية تتولي شئون الوطن ، فهذه الحكومة استسلمت للمجلس العسكري وليست حريصة ان يكون لها كل الصلاحيات فهي اداة تنفيذية للمجلس العسكري. أكبر خطأ ومن جانبه أكد عبد الله الاشعل مساعد وزير الخارجية الاسبق والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية ان اختيار عصام شرف رئيسا لوزراء مصر كان اكبر خطأ، فهذا الرجل كان ليس له اي سابقة ثورية، وقد زرعه المجلس العسكري والنظام السابق في ميدان التحرير لاختياره رئيسا للوزراء ، رغم انه كان عضوا بلجنة السياسات في الحزب الوطني، موضحا انه يستغرب لما يحدث في مصر عقب قيام الثورة ، فلم تكن هناك بالمرة اي اجراءات ثورية تماما ، فبعد قيام الثورة تم تشكيل حكومة برئاسة احمد شفيق الذي قام بدوره بتهريب اموال النظام السابق الي الخارج ، واخفي العديد من الاوراق والمستندات التي تدينهم ، وقد قامت 3 مليونيات لاسقاط هذه الحكومة ولم يستجب المجلس العسكري الا بعد الضغط الشعبي من مختلف القوي الثورية ، لنفاجأ باننا امام حكومة عصام شرف التي تعتبر ديكورا يحركه المجلس العسكري كيفما شاء. محاكمات باردة وفي تعليقه علي احداث ميدان التحرير الحالية ، يقول الاشعل بأن محكمة الثورة لم تتم ولم تتم محاسبة او الحكم علي الفلول ، فالمحاكمات التي تحدث حاليا تعد محاكمات باردة يقوم بها قضاة قاموا بتزوير الانتخابات من قبل لصالح أعضاء الحزب الوطني ، لذلك اشتعلت احداث ميدان التحرير ، وقرر مصابو الثورة استكمال الاعتصام بعد مشاركتهم في جمعة المطلب الوحيد ، ولكن غباء وزارة الداخلية كان كبيرا ، ففي الوقت الذي يطالب فيه المصابون بحقوقهم من صندوق مصابي الثورة وسرعة محاكمة قتلة الثوار فوجئوا بوزارة الداخلية تعيد عليهم الكرة مرة اخري وتستخدم معهم العنف ، وهو ما يؤكد بأن وزارة الداخلية مازالت تحتاج الي اعادة ترتيب من الداخل. وقال الاشعل ان ما حدث في ميدان التحرير هو نتيجة طبيعية لتخبط وزارة شرف المنفصلة تماما عن الثورة ولا تعبر عن اهدافها ، ويضيف الاشعل انه لو لم تستكمل الثورة المصرية ويكون الشعب فيها هو الحاكم الناهي لوجدنا ان جمال مبارك قد يرشح نفسه في الانتخابات القادمة. وفي تعليقه علي احداث ميدان التحرير قال محمد فايق نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الانسان اننا نريد حكومة تسيير اعمال قوية غير مترددة لديها الكثير من القدرات او الامكانيات والرؤي والسياسات التي تمكنها من ادارة شئون البلاد بشكل صحيح ، لو كانت هذه الحكومة متواجدة لم يتم وضع تلك الوثيقة المشبوهة التي تدعي وثيقة السلمي والتي فجرت هذه الاحداث الجارية. شباب الثورة يرفضون ومن جانبهم أدان شباب الثورة بشدة الاعتداء الوحشي الذي وقع علي اسر مصابي وشهداء الثورة السلميين الموجودين بميدان التحرير إثر قيام قوات الأمن المركزي بفض الاعتصام بالقوة. واعتبروا أن هذا الاعتداء يخالف جميع القوانين ويعد انتهاكا صريحا من قبل الحكومة المصرية لحقوق المواطن في التعبير عن حقوقه ويقول الدكتور عصام النظامي عضو اللجنة التنسيقية لشباب الثورة ان ما حدث مخطط ومدبر ومعد مسبقا من قبل رجال الشرطة الذين انتهكوا وضربوا واصابوا أسر مصابي الثورة ويتساءل ألاتوجد عقول حكيمة في وزارة الداخلية لحل المشكلة من البداية؟ لماذا لم تقم الوزارة بحل المشكلة سلميا ؟ .. واضاف ان علي الدولة تحقيق مطالب الثورة بشكل سلمي مؤكدا علي ضرورة اجراء الانتخابات في مواعيدها وتأمينها حتي لاتحدث "مجازر " بين المرشحين والمنتخبين ويؤكد نظام انه شاهد عيان علي وجود بعض السيارات المحملة بزجاجات المولوتوف داخل ميدان التحرير لاشعال نار الفتنه بين الشرطة والشعب محذرا ان هناك من يعبث بأمن الوطن ولايريد ان تستقر الاوضاع في مصر .