ما يتم تداوله علي بعض مواقع التواصل الاجتماعي المفلوتة وغير المسئولة.. من محاولات إساءة واتهامات لضيوفنا الأعزاء من الإخوة السوريين اللاجئين.. أمر مرفوض وغير مقبول علي الاطلاق. إن ما يصدر عن هذه الأصوات النشاز يتعارض ويتناقض تماما مع أخلاق وشيم المصريين التي اشتهروا بها علي مدي تاريخهم الطويل. هذه المبادئ نابعة من كون مصر البلد الثاني لكل الاخوة العرب وستظل ترحب بكل الوافدين إليها مستجيرين بأمنها وأمانها وكرمها. ردا علي هذه التجاوزات الباطلة للنيل من هؤلاء الضيوف السوريين فإن هذه الفئة تتناسي ان هؤلاء السوريين هاربون من جحيم الحرب والتآمر علي وطنهم. إن عليهم أن يدركوا أن مصر التاريخ والحضارة والكرم تفتح أبوابها دوما لكل من يستهدف الحماية والضيافة إلي أن تزول موانع عودتهم إلي وطنهم الأصلي. هذه الضيافة المصرية الاصيلة تعيش بين جنباتها العديد من الجنسيات العربية وغير العربية. إنهم يقدرون بالملايين ويضمون الي جانب السوريين السودانيين والعراقيين واليمنيين وغيرهم بالإضافة الي أعداد كبيرة من أبناء الدول الأفريقية. لم نسمع من قبل أي تعليق يمس هؤلاء الضيوف الأعزاء. من المؤكد أن أصحاب هذه الأصوات الرافضة لاستضافة مصر لإخوتنا السوريين لا يمثلون الغالبية المتمسكة بالتقاليد والشهامة المصرية.. هذه الغالبية تقول لهؤلاء الإخوة الضيوف أهلا وسهلا بهم. وإنهم فوق الرؤوس ماداموا يعيشون بيننا ويقدرون ضيافتنا.. يحترمون قوانيننا ويلتزمون السلوك الحميد. في هذا الشأن فقد سبق أن كتبت من قبل مشيدا بكفاح واجتهاد هؤلاء السوريين المتواجدين في مصر بحثا عن لقمة العيش الكريمة والأمان لحياتهم. إنهم يلجأون الي ممارسة كل الأنشطة الشريفة التي تحقق لهم هذا الهدف. في نفس الوقت فإنهم تعودوا أن يساهم جميع أفراد الأسرة رجالا وأطفالا في الترويج لناتج هذه الأنشطة. يضاف الي ذلك ممارسة البعض للأعمال المهنية لدي المصريين بكفاءة عالية. في هذا الشأن فلا تفسير لما رددته وتردده تلك الفئة التي لا تمثل مصريتنا.. سوي انها تشعر بالغيرة والحسد لما يبديه هؤلاء السوريون من كد وعمل وانتاج. من هذا المنطلق أقول لهؤلاء الإخوة السوريين ألا يلتفتوا لما يثار ضدهم ماداموا ملتزمين بمبادئ الضيافة والمواطنة ولا يقدمون علي أي سلوك مخالف للقانون. من ناحية أخري فإنني أدعو هؤلاء المتناقضين مع القيم والتقاليد المصرية. أن يستفيدوا تقليدا.. من حماس وحب هؤلاء الضيوف السوريين لإعلاء مبدأ العمل وبذل العرق بحثا عن لقمة العيش. ان هؤلاء السوريين يستحقون التحية والإشادة لرفعهم الشعار المفقود لدي بعض القطاعات المصرية.. خاصة الشبابية وكذلك تلك الفئات الكارهة للعمل والانتاج.. ولا يؤمنون بأن »العمل عبادة».. كان علي هؤلاء بدلا من تبنيهم لهذه الحملات المغرضة.. أن يعملوا علي مواكبة هؤلاء السوريين في جديتهم وتعظيمهم للعمل والانتاج من أجل توفير العائد الذي يحتاجونه لمواصلة حياتهم رغم معاناة البعد عن وطنهم الأصلي.