اسوان بلد السحر والجمال ، كانت هي المحطة الثالثة بعد الاقصر وقنا في رحلة الاربعة ملايين جنيه التي خصصتها مؤسسة مصطفي وعلي امين إلي صعيد مصر ، اهالي اسوان الذين يتميزون بالطيبة الشديدة ، ونقاء القلب وصفاء الروح ، منهم اسر تحتاج إلي من يقف بجانبها ويدعمها ، لكي تواصل سفينة الحياة سيرها دون منغصات ، سمرة وجوههم كأرض النيل ، ثغورهم باسمة حتي وإن ضاقت بهم الدنيا وقست عليهم ظروف الحياة، أما عيونهم فتعكس سلامًا داخليًا وراحة بال ورضا بالحال، حقا أنهم أهل الطيبة والأصالة والكرم. انتقلنا هذه المرة إلي هؤلاء الذين يسكنون بقعة من بقاع الجنة تحت سماء عروس جنوب المحروسة، والذين يتمتعون بفطرة نقية صافية ، وتم اختيار 120أسرة لمنحهم مليون جنيه من صندوق ليلة القدر لإقامة مشروعات تنموية للأسر توفر لهم حياة كريمة وتدر عليهم ما يساعدهم في تلبية احتياجاتهم.. وتم اختيار المستحقين من الأسر الأكثر احتياجاً من داخل 102 قرية علي مستوي محافظة أسوان لتقديم المساعدات المالية لهم والتي تتراوح ما بين 6 إلي 10 آلاف جنيه لتنفيذ مشروعات إيجابية تدر دخلا ثابتا لهذه الأسر. واثناء احتفالية تسليم المبالغ للمستحقين ، رصدنا فرحة عارمة من أبناء أسوان بمشروعاتهم التي اختاروها من أجل مستقبل أفضل لأبنائهم بحضور نائب محافظ أسوان ، وقدم نائب المحافظ شكره لجمعية مصطفي أمين وعلي أمين الخيرية بمؤسسة أخبار اليوم علي هذه المبادرة الإنسانية لتكون نموذجاً مشرفاً يحتذي به في العمل الاجتماعي المتكامل، وهو الذي يعكس في نفس الوقت الرؤية الثاقبة والفكر التنويري لرواد بلاط صاحبة الجلالة في الصحافة المصرية والذين لم يكتفوا بدورهم الصحفي المتميز وبصماتهم التاريخية المتفردة في الكتابة والتحرير والإدارة، بل اقتحموا أيضاً العمل الخيري ليتركوا ميراثا عظيما وسلسالا ممتدا لعشرات السنوات من العطاء اللامحدود..الجديد في الأمرهذا العام هو ما اعلنت عنه صفية مصطفي امين بأن المؤسسة ستقوم بدراسة وبحث الحالات المرضية من الذين تم تقديم المساعدات المالية لهم بأسوان، وأنه تم الاتفاق المسبق بين المؤسسة ووزارة التضامن الإجتماعي من خلال خالد عبد المحسن مدير عام الاتحادات والمؤسسات بالوزارة لتقديم المساعدات المالية للأسر الأكثر احتياجاً حيث تقوم المديريات التابعة للوزارة بمختلف محافظات الجمهورية باختيار الأسر المستحقة لتصل هذه المساعدات إلي مستحقيها علي الوجه الأكمل. »الأخبار» مع المستحقين أول لقاءاتنا كانت مع سيدة بسيطة تبدو عليها ملامح السيدة الصعيدية الشهمة وكلماتها جميلة رغم العفوية المطلقة التي تتحدث بها ورغم ارتدائها النقاب وهي في العقد الرابع من عمرها، شاهدتها تحمل بين جنباتها مناديل بأوية وطرح عليها رسومات وزخارف مستوحاة من الطابع النوبي وفنونه لفتت نظرها واكدت انها واجهت مشكلة عندما حاولت الدخول إلي السوق السياحي كعادتها لعرض منتجاتها علي اصحاب البازارات إلا ان المسئولين عن السوق منعوها من الدخول بحجة ان ليس لديها ( كارنيه ) وقالت إنني اواصل الليل بالنهار من اجل عمل هذه المنتجات من اجل ابنائي الاربعة بعد انفصالي عن زوجي الذي تركني بسبب خلافات عائلية. الدخول بالكارنيه ، بهذه الكلمات بدأت فاطمة سعيد عبدالله حديثها معنا قائلة » مهنتي هي السبيل الوحيد لتوفير لقمة العيش لأبنائي الاربعة حيث اقوم بشراء القماش والخيوط واعداده برسومات تأخذ شكل رسمة الطراز النوبي ثم اضافة بعض من الترتر والحرير وقد نال هذا المنتج اعجاب كل اصحاب البازارات باعتبارها مشغولات يدوية يتهافت عليها السياح إلا انني فوجئت برفض المسئولين عن السوق دخولي ليغلقوا في وجهي اهم ابواب الرزق حيث إنني لا اتقاضي اي معاش وليس لي مصدر رزق بعد ان طلقني زوجي منذ عدة شهور بسبب خلافات مع اشقائه حيث كنا نعيش معهم في منزل واحد وبسبب لعب الاطفال ومشاكلهم اجبره اشقاؤه علي تطليقي. وتستطرد قائلة : ذهبت إلي بيت والدي المريض والذي بلغ من الكبر عتيا إلا إنني فوجئت بأشقائي يطالبوني بتسليم اولادي الاربعة إلي ابيهم قائلين نحن لسنا بأحن من ابيهم عليهم وإنهم يرحبون بي بمفردي فرفضت رفضا قاطعا وخرجت لأبحث عن منزل بالإيجار لي ولابنائي يرحمنا إلي حد كبيرمن جحود الأب وشروط الاخوال فقمت ببيع ( قرطي ) لأوفر مصاريف إيجار المنزل وواصلت الليل بالنهار لعمل تلك المنتجات حتي فوجئت برجال السوق يضيفون عبئا جديدا علي حياتي برفضهم تسويق المنتج إلا بالكارنيه وانا مش عارفة كارنيه إيه؟! وغمرتها السعادة بمجرد انها تسلمت الشيك ، انهارت تماما وبللت دموعها النقاب الذي ترتديه وصاحت بكل قوتها وسط القاعة شكرا لك يا رب لقد لبيت دعائي بأسرع مما أتخيل فبالأمس كنت اناجيك في الليل وانا احتضن اولادي يا رب وسع رزقي ولم اتخيل ان الإجابة ستأتي بمثل هذه السرعة وقالت الشكر لكم مؤسسة مصطفي وعلي امين ان كنتم وسيلة ربي لتحقيق املي واضافت وهي لا تزال في حالة الذهول لقد آن الأوان ان اسجد لله شكرا وقامت بالسجود شكرا لله.. نجدة جمعية مصطفي أمين وتقول فاطمة عشري إبراهيم أرملة وتعول 5 بنات أكبرهن لديها 22 عاما والباقي كن في التعليم واضطررت لإخراجهن من التعليم بسبب الحاجة حيث لانملك إلا 450 جنيها هي قيمة المعاش الذي نتقاضاه من التضامن، وانا مريضة بحساسية علي الصدر مع السكر والضغط طبعا لا تقوي علي العمل وبصراحة مشروع جمعية مصطفي وعلي امين جاء لي بمثابة »نجدة» حيث إن معاشي متوقف عن الصرف من شهر 8 الماضي ولذلك قررت أن استغل مساعدتكم لنا في عمل مشروع لبيع الملابس تساعدني فيه ابنتي الكبري ونحن نستطيع أن نتكسب منه. ترس الساقية دمرني أما عيد عطية احمد فيقول انا متزوج ولدي 3أولاد وبنت لا أعمل مصاب بعاهة مستديمة حيث إن قدمي تم بترها منذ طفولتي بعد أن انحشرت في ترس الساقية وأطفالي في مراحل التعليم المختلفة وحرصت علي تعليمهم ليكون العلم لهم حصنا كبيرا يمنعهم من التعرض إلي ما تعرضت له ونحن أسرة بسيطة نعاني من شظف العيش حيث نعيش في منطقة مهجورة بحري الخوض بمدينة إدفو ولا تتصور فرحتي بالمشروع حيث إنني أرغب في شراء »توك توك»يعينني علي الحياة وتلبية احتياجات أسرتي التي أمثل أنا العائل الوحيد لهم. وردة رزق فهمي أرملة وتعول 3 أبناء باخوم وإنجي وجاكلين وانقطع عنها المعاش بعد وفاة زوجها وليس لي دخل سوي ما أحصل عليه من الكنيسة وهو عبارة عن إعانة ب 300 جنيه وبالطبع لاتكفي مصاريف أبنائي الصغار وأصبحوا ضحايا اليتم والفقر إلا أحسست وأن طوق نجاة جاء لينتشلني بعد أن علمت بمشروع جمعية مصطفي وعلي امين واستلمت المبلغ وقدره 8 آلاف جنيه وقررت عمل مشروع بيع أدوات منزلية ومفارش وسيساعدني زوج أختي في ذلك بعد أن اقتنعت بالمشروع وقال إنه كفيل أن ينجح ولو فشل فهو قادر علي بيع ما نشتريه وتصريف المنتجات. مبلغ ضخم موقف طريف صادفنا عندما فوجئنا بإحدي السيدات المنقبات تتقدم إلينا أثناء الاحتفالية التي كنا نقوم بتوزيع الشيكات للمستحقين وتقدم نفسها لنا علي أنها صاحبة جمعية أسمي للأسمي لتنمية المجتمع والتي تم إشهارها حديثا في 2017 وتقول أسماء أحمد ياسين مدير مركز الميكروفيلم بفرع الحاسب الآلي بأسوان فوجئت أثناء زيارة لقريتي الرمادي بحري بالحصواية مركز إدفو بجارة تخبرني بأنه وقع عليها الاختيار لتسليمها مبلغا من المال كإعانة لها وطلبت مني الذهاب معها عند تحديد الموعد لاستلام الشيك حيث إنها لاتعرف شيئا عن أسوان المحافظة وهي من قرية بعيدة عنها وقد جئت معها علي اعتبار أن المبلغ بسيط وعبارة عن مئة أو مئتي جنيه وبالفعل جئت معها إلي هنا لأكتشف في التو واللحظة فقط ان المبلغ المقدم عبارة عن شيك ب 8 آلاف جنيه وبالطبع أسقط في يدي وجارتي لم تصدق نفسها فلم تتخيل يوما أن تمسك في يدها مثل هذا المبلغ حيث إنها من بسطاء الناس التي تعتبر الألف جنيه وحده مجرد ثروة ضخمة من الحلم اقتنائها ولاتعرف من ذا الذي سيسلمها حتي فوجئت بالاحتفالية وب »البانر» المكتوب عليه مؤسسة مصطفي وعلي أمين تلك المؤسسة الرصينة التي أسسها رائدا الصحافة المصرية والتي نالت شهرتها من خلال توسعها في أعمال الخير والمشروعات الاجتماعية بطول وعرض البلاد وسعدت كثيرا بوجودي في هذا المكان وأتمني ان أسير علي نهجكم من خلال جمعيتي الصغيرة وقدمت لنا جارتها. مفاجأة تلجم الشفاه كريمة رضوان الرشيدي من إحدي قري إدفو وتقول إن رئيس الوحدة الاجتماعية هو الذي اختارني وطلب مني إحضار أوراق معينة لمنحي مساعدة وبالفعل تقدمت وأبلغوني بأنهم يبحثون عن الحالات التي تحتاج إلي رعاية وحالتها سيئة للغاية وأنه وقع الاختيار علي حيث اني مطلقة منذ 8سنوات ومن يومها وانا اسعي لتربية أبنائي الأربعة فألحقتهم جميعا بمراحل التعليم المختلفة وأكبرهم سيتخرج هذا العام من دبلوم التجارة وليس لي دخل سوي 450 جنيها من معاش الضمان نتعايش به نحن ووالدتي مريضة بالقلب الأرملة التي تعيش معنا، وأخبروني أنني بالفعل سأحصل علي تلك المساعدة وطلبت من جارتي بالقرية التي تقيم بأسوان أن تستضيفني في أسوان وقت التسليم لعدم معرفتي بشوارع أسوانالمدينة وبالفعل حضرت مع السيدة أسماء وفي اعتقادي أن المبلغ لايزيد علي 500 جنيه وكنت فرحانة جدا واكتشف ان المبلغ 8 آلاف جنيه .. قالت سأعمل علي شراء فرش بسيط من البقالة والحلويات في المنزل وأتمني فقط توفير العلاج لوالدتي المريضة التي تعيش معنا جحود الآباء أما أسمهان عبد المؤمن موسي فتقول لدي 5 أولاد كلهم في التعليم الجامعي باستثناء أصغرهم وهو الآن في الثانوية العامة دخلي عبارة عن 650 جنيها أتقاضاها من طليقي الذي تزوج في السر حتي يحرمني من كل حقوقي المادية إلا ال 650 جنيها فقط ولم يكتف بذلك بل أشاع عني أنني مجنونة وأنا السيدة التي نجحت في تربية اولاده الخمسة فألحقت أربعة منهم بالتعليم الجامعي والأخير علي مشارفه بعد انتهائه من دراسته الثانوية أنا كلي أمل في إظهار الزواج السري في المجتمع حيث يتخفي كثير من المتزوجين عند الزواج الثاني وأستطعت انا لإثبات زواج طليقي وإنجابه ولدين وبنت أحمد ومحمد وملك، لقد انفصلت من عام 2009 وتقدمت للشئون الاجتماعية لمساعدتي في إنشاء كشك صغير أستطيع ان أتعايش من خلاله ويعينني علي تربية الأبناء ولكنهم رفضوا وتراكمت علي الديون ووصلت إلي 30 ألف جنيه ذلك بعد تزويج ابنتي الكبري أما ابنائي الأولاد فهم غير متفرغين للتعليم دلوقتي لأنهم يعملون بجانب الدراسة مما جعلهم يتعثرون وأنا أقوم بتعليمهم حيث إنني حاصلة علي معهد دعوة. أنا بأحاول أزيد من دخلي بعمل مخبوزات في البيت بسكويت وقراقيش وفايش وخبز وأبيعها في المدارس ولدي صديقاتي وزميلاتي العاملات ومن قبل كنت أعمل في مجال بيع الملابس بالآجل وتعرضت للابتزاز ممن يحصلون علي الملابس وأعاني الأمرين عند طلب الأقساط فطلبت من المحافظة مساعدتي فقالوا سنعطي قرضا بمبلغ 10 آلاف جنية بفوائد 15 % ورفضت لأنني أرفض القروض، أنا مستعدة للعمل كمعلمة او في محو الأمية ولو حصلت علي مكافأة جمعية مصطفي وعلي امين سأفتتح بها مشغلا وسأنجح في اعمال الخياطة والحياكة ومشتملاتها.