إلي أين يتجه الإخوان المسلمون ؟!!.. سؤال يفرض نفسه بقوة بعد مقترح الولاياتالمتحدةالامريكية باعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، فما بين عشية وضحاها فوجئ العالم اجمع بهذا المقترح الذي يعد رصاصة الرحمة لجماعة الإخوان المسلمين بعد سنوات من » العسل« المتبادل بينهما، لتبقي الإرهابية في معزل عن دول العالم عدا قطروتركيا اللتين يمولانها بكل ما أوتيا من قوة وسلاح ومال من اجل احقاد دفينة ومؤامرات ضد ارض الكنانة مصر..عواقب هذا المقترح ونتائجه علي مستوي الجماعة الإرهابية نناقشه من خلال ملف كامل يتناول الوثائق التي اعتمدت عليها الولاياتالمتحدةالامريكية في اعتبار الإخوان جماعة إرهابية وموقف تركياوقطر الداعمين الرئيسيين للاخوان وموقف الإخوان المسلمين في دول الخليج ونتناول اهم جرائم الإخوان علي المستوي المحلي والعربي والاقليمي. قطر والإخوان.. تحالف الشيطان! مؤسس جهاز المخابرات القطري: الإخوان شريك في مخطط الشرق الأوسط الجديد.. وأصبحت ورقة محترقة دولة عربية تأسست في سبعينيات القرن الماضي، وعلي الرغم من ذلك عرفت بتأييدها ودعمها لجماعة الإخوان المسلمين واحتضانها لأبواقهم الدينية والإعلامية والسياسية وتوجيهها ضد مصر، فهي دويلة قطر التي تعتبر جماعة الإخوان المسلمين أقدم منها حيث تأسست عام 1928 علي يد حسن البنا ويوجد لها مقرات فيما يقارب 54 دولة علي مستوي العالم تضم مكتب ارشاد الجماعة إلا ان قطر علي الرغم من هذا الدعم لا يوجد بها أي مكتب لهم. وبعد ظهور مؤشرات جلية عن اعتزام الولاياتالمتحدةالامريكية إعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية كان لابد من رصد تاريخ نشأة الاخوان المسلمين في قطر وكذلك الحديث مع المختصين عن علاقة قطر بالجماعة الارهابية واسباب دعمها واحتضانها لهم رغم إراقة الدماء التي تسببوا فيها ومناهجهم المتطرفة. النظام القطري يمثل الإيواء والتمويل للجماعات الإرهابية قيادي منشق: إعلان أمريكا الإخوان جماعة إرهابية يعني إنهاء فكرة التنظيم الدولي قطر ليس بها تنظيم للإخوان علي الرغم من ضمها لجميع القيادات ترتبط نشأة الإخوان في قطر بنشوء الحركة الإسلامية بها، والتي تأثرت في مرحلة مبكرة بكتابات سيد قطب وفتحي يكن، وغيرهما من الإخوان، وشهدت قطر وجوداً مكثفاً للإخوان المسلمين خلال ثلاث مراحل رئيسية، تمثلت في: فترة حكم الأمير الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني، والأمير الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني. وجعل تنظيم الحمدين من أفكار إخوان الإمارة الصغيرة مذهبًا يسيطر علي مفاتيح الدوحة، عكفت علي تنفيذ الاتفاق مع حمد بن خليفة، الذي استخدم أموال القطريين في إقامة لوبي عالمي يدافع عن الجماعة الإرهابية. وفي عام 1954 م حينما قام الرئيس جمال عبد الناصر بحملته ضد الإخوان المسلمين في مصر، كان لهذه الحملة ترددّات سياسية في العالمين الغربي والإسلامي لصالح الإخوان، وذلك لأن نخبة كبيرة من الإخوان اضطروا للهجرة خارج مصر، وهاجر كثير منهم إلي الجزيرة العربية، وهاجر بعضهم إلي قطر، فوصل إليها مثلا: عبد البديع صقر والشيخ يوسف القرضاوي وعبدالمعز عبدالستار وأحمد العسّال وكمال ناجي وغيرهم، وكان لحضور هذا النفر من الإخوان إلي بلد صغير كقطر أثر معنوي كبير علي أهل قطر المفطورين علي حب الدين وأهله، وكان ثمة انبهار بهذه الرموز الإخوانية والتي كان لها دروس وحلقات في المساجد ومحاضرات عامّة ودور كبير في إنشاء وزارة التربية والتعليم وصياغة المناهج التربوية والتعليمية في البلاد واختيار أعضاء هيئات التدريس في كل المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية. وكان حاكم قطر هو الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني، وكان ميّالا إلي الثقة بهذه المجموعة من الإخوان نظرا لظهور ملامح الايمان في معاملاتهم وأخلاقهم التي رآها حسنة. تيار لا تنظيم وخلال فترة حكم الأمير الشيخ حمد، عمل تنظيم الإخوان المسلمين علي حلّ نفسه عام 1999، وتحول بعد ذلك إلي تيار داخل المجتمع القطري بعيداً عن ضغوط الأطر التنظيمية، ولم يأتِ هذه الاختيار إثر صدامات مع السلطة، ولكن أتي إدراكاً لطبيعة وخصوصية الواقع الخليجي والقطري تحديداً، حيث كانت تجربة التنظيم في قطر تجربة عادية لم تتحكم بها العاطفة الإسلامية أو لوائح تنفيذية أو قوانين رسمية. يذكر أن مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين هو الهيئة التي تدير الجماعة تنظيميًا، وتتخذ جميع القرارات التي تنفذها قيادات الجماعة وقواعدها علي الأرض، ويتكون مكتب إرشاد الجماعة من 16 عضواً وثلاثة نواب و12 عضواً يمثلون هيئة المكتب. ويقول اسلام الكتاتني، القيادي المنشق عن الجماعة: إن الفكرة حية لا تموت والإخوان لديهم فكر استقطب عدداً كبيراً من الشباب فحتي مع عدم وجود مقرات لهم في بعض الدول، إلا أن مجلس شوري الاخوان العالمي مازال له وجود، ولابد للدولة أن تعمل علي اعادتهم الي رشدهم، فالإعلام عليه دور كبير أن يكون منصة للإنارة وأن يسلط الضوء علي الدين الوسطي المعتدل، فهناك من ألحد بسبب فكر الجماعة المتطرف، وأصبح هناك إسفاف في الفن وبعض الدعاة الذين يقدمون نموذجا سيئًا.. كل ذلك لابد من تأهيله لتقديم فكر مستنير يعمل علي توعية الأفكار المظلمة والمتعصبة التي تبثها قطروتركيا مستغلة اعلامييهم. التمويل القطري وكشف موقع قطريليكس المعارض للنظام القطري عبر حسابه علي موقع التغريدات القصيرة «تويتر» عن أن جماعة الإخوان تمكنت من السيطرة علي بعض الصحف العالمية، والمراكز البحثية والحقوقية، لتصدير الفكر الإخواني إلي شتي أصقاع العالم، لاسيما التركيز في منطقة الخليج. ونشر أرقاماً منسوبة للكولونيل تيم كولينز، مؤسس منظمة سينشري لمكافحة الإرهاب، بأن حجم التمويل القطري للإخوان في أوروبا 350 مليون يورو، 120 منها قدمتها قطر إلي التنظيم في بريطانيا، و20 تمويلا من حمد إلي الفيدرالية الإسلامية في الدنمارك التي ترتبط بالإخوان، و2٫8 مليون دفعها أمير قطر لجامعة أكسفورد للإبقاء علي روابطها مع الإخوان. كما قالت المعارضة القطرية، إن النظام القطري دفع نحو 100 مليون يورو لتنظيم الإخوان الإرهابي وجمعياته الحقوقية الوهمية خلال شهر مارس الماضي، وذلك للهجوم علي المجتمعات الخليجية وتجميل صورة النظام الإرهابي. وكتب ائتلاف المعارضة القطرية سلسلة من التغريدات بموقع «تويتر»، جاء فيها: «المبالغ التي دفعها النظام القطري في شهر مارس لمنظوماته الإخوانية، وجمعياته الحقوقية الوهمية، وشركات التحشيد بأوروبا وأمريكا، كانت الأعلي منذ بداية العام، وقد تخطت المائة مليون يورو». وأضاف: أن «سبب زيادة الرشاوي هذا الشهر، لإنشاء أكثر من لوبي جديد في فرنسا وألمانيا والولاياتالمتحدة، لاستقطاب أكبر قدر ممكن من صحفيين وحقوقيين ونشطاء علي التواصل الاجتماعي، كانوا قد فشلوا في تحقيق نجاح مهني». وتابع: «إن مندوبي قطر من الإخوان وعدوا هؤلاء الصحفيين والحقوقيين والنشطاء المغمورين في هذه الدول الثلاث، بأن يتم إبرازهم وتضخيم أعمالهم وأنشطتهم، من خلال شركات العلاقات العامة المتعاقد معها النظام القطري، ليقوموا بعدها بالترويج لتميم وجماعته». وأفادت التغريدات أن المعيب في كل هذه البروباجندا الرخيصة، ان الأدوار المستقبلية التي خُصصَت لهؤلاء هي التهجم علي المجتمعات الخليجية الجارة لقطر مقابل تجميل صورة النظام القطري والادعاء انه الوحيد الحريص علي مجتمعه. ويقول د. سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي: إن الامدادات الدولية التي تتلقاها الجماعة الإرهابية والمساعدات المخابراتية من دول تدعم الإرهاب مثل: قطروتركيا، تجعلهم يخدمون أجندة خارجية ولايهمهم علي الإطلاق مصلحة الوطن، فكان استخدام العنف أداة للوصول للحكم وتحقيق اغراضهم الدنيئة مما جعلهم في صدام دائم مع الانظمة، كما تعمل الجماعة أيضا علي إشعال الفتن والحروب الأهلية مثل التي حدثت في بعض الدول المجاورة. وأضاف: ان مصر تتصدي لهذا التنظيم الارهابي وكذلك للدول المدعمة للإرهاب بأكثر من استراتيجية لمكافحة الارهاب، التي تعتمد علي محاسبة القيادات الذين اما في السجن أو هاربون خارج البلاد، بالاضافة إلي مصادرة الأموال الخاصة بهم والتي تستخدم في التظاهرات المخربة، وتمويل العمليات الإرهابية، وثالثا اعتبار ان التنظيم إرهابي حتي لاينضم لهم أي عضو جديد تم خداعه والتلاعب في عقله، وهم ثلاث خطوات تتبعها الدولة بنجاح حتي الآن بهدف القضاء علي هذه الجماعة الإرهابية. مأوي الإرهابيين تظل دويلة قطر هي الأكثر احتضانا للعناصر الإخوانية والإرهابية المطلوبة دولياً، ناهيك عن التمويل المستمر لقوي الشر في المنطقة والتي تعيث بها خراباً وإرهاباً، والنماذج كثيرة.. يوسف القرضاوي، الذي أتاحت له قناة الجزيرة منبراً بشكل منتظم لبث الفتن والتحريض علي العنف والإرهاب، ووجدي غنيم الذي غادر قطر إلي تركيا في عام 2014، والكثير من الأسماء والقيادات الإرهابية. وجود خليجي للجماعة الإرهابية نفوذ سياسي في بعض الدول الخليجية، بما يمثل قوة اقتصادية لا يستهان بها، علي سبيل المثال وجودها علي الساحة السياسية بالكويت، ففي مايو 2017، كثف المنتمون لجماعة الإخوان المسلمين في الكويت من جهودهم لحماية مواقعهم القيادية في وزارة الأوقاف، ومنع تنفيذ برامج حكومية هادفة لتنقية الوزارة والمؤسسات التابعة لها من العناصر المتشددة المنتمية للجماعة والتي تمكنت من التسرب إلي تلك المؤسسات ذات التأثير الاجتماعي والديني الكبير وتجييشها لخدمة الجماعة والدعاية لأفكارها. وحاولت الجماعة - الممثلة في الكويت بما يعرف بالحركة الدستورية الإسلامية «حدس» استغلال موقعها في مجلس الأمة (البرلمان) - الضغط علي الحكومة لوقف برنامج وضعته بهدف تطهير الوزارة من المتشددين وترشيد الخطاب الديني لتجنب الطائفية ودعم الإرهاب. تعاون شيطاني يقول اللواء محمود منصور، مؤسس جهاز المخابرات القطري، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال مخططها مع مجموعة من الدول الغربية حول الشرق الأوسط الجديد، وزعت الأدوار علي مجموعة من الرعاة، فأوكلت دور الوكيل التنفيذي للرئيس التركي المضطرب الذي يتحرك من خسارة إلي اخري أكثر عمقاً، وأعطت الدور التمويلي والدعائي والإيوائي إلي أمير عينته لتولي إمارة قطر من خلال دفعه بالقوة والتهديد لإزاحة والده وتولي الحكم وتنفيذ مجموعة الأوامر التي تلخصت في تمويل خطة الشرق الأوسط الجديد، بالإضافة إلي الحملة الدعائية من خلال قناة إعلامية تبث الفتن، كما شرعت في إيواء قيادات الجماعات الإرهابية وتمويلهم. ويضيف أن القرار المحتمل من الولاياتالمتحدةالأمريكية بإعلان جماعة الإخوان إرهابية يأتي بعد ان نجحت خطتها التخريبية في الشرق الأوسط بشكل كبير، فلم تشهد الفشل الذريع سوي في مصر مقارنة بما انفق من جهود استخباراتية وتعاون شيطاني بين قوي الشر، إلا أن مصر استطاعت أن تحبط ذلك المخطط الكبير، والآن ينتقل المخطط الغربي إلي مرحلة جني الثمار من الجزء الذي نجح به المخطط وهو ما يستوجب الاستعانة بأصدقاء ومعاونين جدد، وهؤلاء الأصدقاء ليس منهم جماعة الإخوان الإرهابية التي أصبحت ورقة محترقة بإمكانياتها الضعيفة للغاية وفشلهم الذريع فلم يعد لهم أدني قيمة لدي الغرب. ويتابع: أنه علينا متابعة فضح هذه الجماعة وكشف أوراقهم المحترقة بالإضافة إلي توضيح مؤامراتهم التي تهدد السلام في العالم، فنحن ذاهبون نحو قرار أمريكي حاسم يجرر خلفه حزب الناتو وأوروبا الغربية للتصدي لهذه الجماعة الإرهابية، ولكن هذا يحتم علينا ألا نغمض اعيننا عن ذلك الشر ونعمل جميعا لاستئصال هذا الفكر المتطرف من الأرضي العربية والإسلامية حتي نتفرغ للبناء والتنمية. ويؤكد منصور ان الفروع الكثيرة والمسميات العديدة للجماعة الإرهابية في دول العالم يجعل من مهمة القضاء عليها جهودا وعملا مخططا مستمرا، والوجود الاقتصادي لهم سواء من خلال أوروبا أو أمريكا او بعض دول الخليج يمكن تقويضه بسهولة في حال تحرك الحكومات العربية والغربية ضد هذا الخطر الداهم. وعن عدم وجود مقر او كيان لجماعة الإخوان في قطر، يشير منصور إلي أن أمير الإرهاب المقيم في ديوان الحكم بالدوحة يحاول أن ينفي عن نفسه كل الجرائم المثبتة عليه والتي رآها العالم أجمع، إلا أن ذلك لن يستطيع أن يغير الحقيقة والتورط الإجرامي الشنيع الذي نسمع صوته في قناة الجزيرة وقنوات اخري في تركيا، ولا يستطيع أحد أن ينكر عمليات الإيواء والتمويل للجماعات الإرهابية التي يقوم بها النظام القطري. تمدد النفوذ من جانبه يؤكد سامح عيد، الباحث في شئون جماعات الإسلام السياسي، والقيادي الإخواني المنشق، أن الحديث عن اعلان الولاياتالمتحدة أن الإخوان جماعة إرهابية بشكل مطلق أمر صعب، لأن الإخوان موجودون في الحكم بالعديد من الدول مثل تونس والمغرب والرئيس التركي المنتمي للفكر الإخواني، بالإضافة إلي أنه من بين الدول العربية والإسلامية لم يصنف الإخوان كجماعة إرهابية سوي أربع دول فقط وهم مصر والإمارات والسعودية والبحرين. ويضيف أنه في حالة صدور القرار الأمريكي ستنتهي فكرة التنظيم الدولي للإخوان إلي الأبد، فالدول التي أعلنت انفصالها عن التنظيم المصري مثل تونس والمغرب بالاضافة إلي حركة حماس بعد أن اعلنوا انهم متوافقون مع الفكرة وليس التنظيم ستصبح في مأزق وستقطع علاقتها بالدول الاخري مثل مصر.