أصبح الحديث عن الكرة في مصر 10% فنيات وأهداف و90% صراعات ونظريات مؤامرة، الكرة مش أجوان في مصر بعد أن تحولت إلي لعبة مليئة بالتحفيل والشماتة واتهامات بالخيانة والتشكيك في نزاهة الحكام واختراع قصص عن تآمر ناد ضد الآخر بالتعاون مع مسؤولي اتحاد كرة القدم. استمتعنا بما حدث في مباراة مانشستر سيتي وتوتنهام والأهداف السبعة التي تم تسجيلها خلال منافسات إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وفي الدوري المصري كانت هناك مباراتان بين الزمالك والإسماعيلي، والأهلي وبيراميدز، وبعد نهايتهما لم نتحدث كثيراً عن الأمور الفنية للفرق الأربعة، لأن مواقع التواصل الاجتماعي سارعت نحو اتهام الإسماعيلي بأنه فوت المباراة بالخسارة لصالح الزمالك، ونحو اتهام الحكم الأجنبي بأنه تحامل علي الأهلي لكي يخسر للمرة الثانية أمام بيراميدز في بطولة الدوري. للأسف تحولت الكرة المصرية إلي أحزاب، حزب يساند الخطيب ويدافع عنه مهما تعثر فريق الكرة وباقي الألعاب، وحزب أهلاوي ضده يهاجمه بسبب تراجع النتائج في الفترة الأخيرة، وهناك الحزب الزملكاوي المؤيد لقرار رئيسهم ويروجون لتصريحاته وانتصاراته الوهمية، والحزب الثالث التابع لنادي بيراميدز الذين عاشوا لحظات ذهبية بعد تكرار الفوز علي الأهلي والصعود للمركز الثاني في جدول الدوري. ظاهرة التحزب الكروي دفعت بعض جماهير الأهلي إلي الدعوة لمقاطعة بطولة أمم إفريقيا بحجة الرد علي اتحاد الكرة الذي يحارب الأهلي، وأغلب جماهير الزمالك صاروا يشككون في نزاهة أي حكم مصري يتم إعلانه لتولي قيادة مباراة فريقهم في الدوري. الكرة في مصر فقدت متعتها الأهم وهي التنافس الشريف والروح الرياضية، هذان المصطلحان أصبحا من الماضي، مع كل مباراة أصبح مشجع الأهلي أو الزملكاوي يترقب هل سوف ينتهي به اليوم منتصرا أو مهزوماً في معركة التحفيل علي أصدقائه مشجعي الفريق المنافس، البعض يأخذها نوعا من المداعبة، لكن كلما زاد الأمر عن حده انقلب لضده.