كان مروان عائدا من عمله ليلا بأحد شوارع حي مصر الجديدة قبل أن يتنامي إلي سمعه صوت كلب صغير ينبح بصوت عال من فرط الوجع، قادته قدماه إليه قبل أن يصطدم بالمشهد، حبل سميك ملفوف حول رقبته، ولا يقوي علي الحركة، علي الفور، فك قيده، وأخذ يربت علي رأسه لكي يهدأ . لم يتوقف دور مروان عند هذا الحد، فلديه فكرة عن فريق إنقاذ الحيوانات المشردة، تواصل معهم ليرسلوا له فريق الإغاثة الخاص بهم، ويقول: »لم أتصور أبدا أن هناك عدم إنسانية ورحمة لهذه الدرجة، مشهد الكلب والحبل في رقبته كان بشعا جدا!»، هكذا يصف لنا المشهد ذلك الشاب العشريني. وكأن الكلب المسكين وجد ضالته بين تلك الجدران الأربعة، حيث هدأ قليلا بمجرد دخول العياده البيطرية التي تتولي إنقاذ الحيوانات المشردة بالمجان من خلال متطوعين أو فريق الإغاثة الذي يتولي البحث عن الحالات المريضة أو المعرضة لاعتداءات متكررة أو المصابة من حوادث السيارات أو تلك التي تخلي عنها من يرعاها، بحسب دكتورة »تغريد عبد الفتاح»، أحد أفراد الفريق البيطري لتلك المهمة الإنسانية . الشابة الثلاثينية بدأت العمل مع فريق إغاثة الحيوانات المشردة قبل عامين، وقت انطلاق الفكرة التي تعتبر غير مألوفة لدي المصريين، وكما تقول: »العيادة لا تقوم بإنقاذ الحيوانات فحسب، لكن أيضا ترعاها في مركز إيواء أو ما يعرف ب »شلتر» تابع لها، من مأكل وتدفئة ووسائل راحة وإقامة، ولكن الأولوية دائما للعلاج» . تتعامل العيادة مع جمعيات الحيوان المختلفة علي مستوي الجمهورية، وأيضا الأفراد من المتبرعين أو المهتمين، »نحن نتكفل بكل نفقات رعاية الحيوان وهي خدمة إنسانية خالصة»، أكثر من 12 طبيبا بيطريا، ومساعدين للرعاية كل مهامهم هي إنقاذ روح حيوان لا يعبر عن أوجاعه، وبحسب د.تغريد: »هي دي الرسالة الحقيقية من الطب» . ما يشغل الشابة الثلاثينية وزملاءها هو إيجاد حل لتكاثر الحيوانات في الشارع، ومنع تسميمها، وقتلها بصورة بشعة علاوة علي نشر ثقافة الرحمة بين الإنسان والحيوان، مضيفة »أشاهد في الشارع سلوكيات مريضة من قتل وتعذيب للحيوانات بصورة مؤلمة وغريبة، وكأنهم يسلبون الحيوان حقه في الحياة» . تحلم »تغريد» أن يتعاون المجتمع المدني مع الحكومة وإدارة الطب البيطري في علاج الحالات في الشوارع مع زيادة عدد المتطوعين والمنقذين للحد من الأذي الذي يلحق بها، أو كما تقول: »نحتاج للتوعية بثقافة الرحمة» .