اتهم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الولاياتالمتحدة بشن »حرب مالية» علي الفلسطينيين واصفا خطة السلام التي تعدها إدارة الرئيس الأمريكي للسلام في الشرق الاوسط والمعروفة باسم »صفقة » القرن بأنها ستولد »ميتة». وقال اشتية في مقابلة مع وكالة »أسوشيتد برس» الأمريكية إن إسرائيل جزء من هذه الحرب لدفع فلسطين نحو الاستسلام والموافقة علي اقتراح سلام غير مقبول، مضيفا »هذا ابتزاز مالي نرفضه». وورث اشتية الذي أدت حكومته اليمين أمام الرئيس محمود عباس السبت الماضي، أزمة مالية حادة خاصة بعدما خفضت واشنطن مئات الملايين من المساعدات وإيقاف دعمها الكامل لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين »الأونروا». كما حجبت إسرائيل أكثر من 138 مليون دولار من إيرادات الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية. ورفضت فلسطين استلام أموال الضرائب منقوصة لتضطر إلي خفض فاتورة الأجور وتقليل الإنفاق علي المساعدات الاجتماعية. وقال تقرير صادر عن البنك الدولي إنه إذا لم تتم تسوية هذه الأزمة، فستزيد الفجوة التمويلية من 400 مليون دولار بالعام الماضي إلي أكثر من مليار دولار في 2019. وأضاف اشتية أن الفلسطينيين سيسعون للحصول علي دعم مالي من مانحين عرب وأوروبيين مقترحا استيراد الوقود من الأردن بدلًا من إسرائيل. وأوضح رئيس الوزراء أنه سيسعي نحو تطوير القطاعات الزراعية والاقتصادية والتعليمية للحد من اعتماد الاقتصاد الفلسطيني علي تل أبيب. وفيما يتعلق بصفقة القرن المتوقع الكشف عنها خلال الأشهر القليلة المقبلة، توقع اشتية أن ينضم المجتمع الدولي وحلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة إلي الفلسطينيين في رفضهم لخطة ترامب. وقال اشتية إن الفلسطينيين ما زالوا ملتزمين بإقامة دولتهم المستقلة في المناطق التي احتلتها إسرائيل عام 1967، ويشمل ذلك إنشاء عاصمة في القدسالشرقية. كما أكد أن أي اقتراح يتجاهل المطالب الفلسطينية الرئيسية سوف يرفضه المجتمع الدولي. وأضاف اشتية أن فلسطين غير مهتمة بالسلام الاقتصادي وإنما بإنهاء الاحتلال. وجاء ذلك قبل ساعات من استقبال الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين الشخص الذي سيكلفه بتشكيل الائتلاف الحكومي الجديد بعد مشاورات مع الأحزاب السياسية. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن ريفلين سيختار بنيامين نتنياهو لتشكيل الحكومة بعدما أوصي 65 نائبا من أحزاب اليمين واليمين المتطرف والأحزاب الدينية التي تشكل غالبية مطلقة في البرلمان الإسرائيلي بواقع 65 من 120 مقعدا بتكليف نتنياهو. وكان ترشيح نتنياهو أمرا مفروغا منه بعدما فاز حزبه »الليكود» اليميني بأكبر عدد من مقاعد الكنيست في الانتخابات التي أجريت الأسبوع الماضي. ويثير انتخاب نتنياهو لفترة ولاية خامسة قلق الفلسطينيين خاصة بعدما تعهد بضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربيةالمحتلة حال فوزه بالانتخابات. ومن ناحية أخري هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي 3 منازل فلسطينية بالضفة الغربيةالمحتلة. وأعلن جيش الاحتلال أنه تم هدم منزل صالح البرغوثي في قرية كوبر شمال مدينة رام الله. وقتل البرغوثي برصاص جنود الاحتلال في ديسمبر الماضي خلال محاولة اعتقاله للاشتباه بتنفيذه عملية إطلاق نار ضد إسرائيليين عند مستوطنة عوفرا. كما هدمت جرافات الاحتلال منزل الفلسطيني عز الدين برقان ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصي بحجة البناء دون ترخيص ومنزل أخر في جنوب طولكرم. واعتقلت قوات الاحتلال 22 فلسطينيا في أماكن متفرقة بالضفة.