اليوم، إجازة بالبنوك والبورصة بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو    ترامب يبرم اتفاقا يلزم أوروبا بدفع ثمن معدات عسكرية لإرسالها إلى أوكرانيا    الصحة العالمية: جوع جماعي في غزة بسبب حصار إسرائيل المفروض على القطاع    حديثه عن حب النادي طلع مدهون بزبدة، هذا ما يخطط له أليو ديانج للرحيل عن الأهلي    نجاح فريق طبي بمستشفى الفيوم في إنقاذ مريض مصاب بتهتك وانفجار في المثانة بسبب طلق ناري    من «البيان الأول» إلى «الجمهورية الجديدة»| ثورة يوليو.. صانعة التاريخ ومُلهمة الأجيال    بينهم عمال غابات.. مصرع 10 أشخاص في حريق هائل بتركيا- صور    القوات الإيرانية تُحذر مدمرة أمريكية في خليج عمان.. والبنتاجون يعلق على التحذير    بمناسبة ثورة 23 يوليو.. اليوم الخميس إجازة مدفوعة الأجر    في معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب.. «قاهرة ابن دانيال» زاوية مجهولة من «العاصمة»    رجال غيّروا وجه مصر.. ما تيسر من سيرة ثوار يوليو    ترامب: أمريكا ستقود العالم في الذكاء الاصطناعي    الخارجية الأمريكية: روبيو بحث مع الصفدي اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا    استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال في بلدة الخضر    رئيس محكمة النقض يستقبل وزير العدل الأسبق لتقديم التهنئة    علاء نبيل: احتراف اللاعبين في أوروبا استثمار حقيقي    رياضة ½ الليل| إقالة سريعة.. سقوط المصري.. السعيد فرحان بالزمالك.. وفحص الخطيب بباريس    منتخب 17 عامًا يفوز على العبور وديًا ب8 أهداف    إخماد حريق في محطة وقود بالساحلي غرب الإسكندرية| صور    الاكتتاب في سندات الخزانة العشرينية الأمريكية فوق المتوسط    مخرج «اليد السوداء»: نقدم حكاية عن المقاومة المصرية ضد الاحتلال    بأغنية «يا رب فرحني».. حكيم يفتتح صيف 2025    راغب علامة: مصر هوليوود الشرق.. وقبلة الفنان مش جريمة    وزير الزراعة: الرئيس السيسي مُهتم بصغار المزارعين    حسام موافي لطلاب الثانوية: الطب ليست كلية القمة فقط    بمستشفى سوهاج العام.. جراحة دقيقة لطفلة مصابة بكسر انفجاري بالعمود الفقري    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف أحمد الشناوي.. طريقة عمل سلطة التونة بالذرة    بعد أنباء أزمة عقده.. ديانج: «لم أكن أبدًا سببًا في أي مشكلة»    أليو ديانج يحكي ذكرياته عن نهائي القرن بين الأهلي والزمالك    محافظ قنا يطمئن على مصابي حادث سقوط مظلة تحت الإنشاء بموقف نجع حمادي.. ويؤكد: حالتهم مستقرة    نشرة التوك شو| توجيه رئاسي بشأن الطلاب محدودي الدخل.. وخالد أبوبكر يتعرض لوعكة صحية على الهواء    «الجبهة الوطنية» يكرّم طالب من أوائل الثانوية العامة بمؤتمر الجيزة ضمن مبادرة دعم المتفوقين    صاحب مغسلة غير مرخصة يعتدي على جاره بسبب ركن سيارة بالإسكندرية    إصابة شخصين في تصادم بين سيارة وتوكتوك بطريق التل الصغير بالإسماعيلية    إصابة شخصين في حادث انقلاب بطريق الإسماعيلية    بالأسماء.. إصابة ووفاة 5 أشخاص فى حادث تصادم سيارتين بمحور ديروط فى أسيوط    عيار 21 الآن وأسعار الذهب اليوم في بداية تعاملات الخميس 24 يوليو 2025    ترامب: سنفرض رسومًا جمركية على معظم دول العالم ونعزز صفقات الطاقة مع آسيا    «الناصري» ينظم ندوة بالمنيا احتفالًا بذكرى 23 يوليو    موعد تنسيق الجامعات الأجنبية 2025 لطلاب الثانوية والشهادات المعادلة    «مبنحبش نتصادم».. كيف تحدث أحمد فهمي عن علاقته ب أميرة فراج قبل الانفصال؟    5 أبراج «فاهمين نفسهم كويس».. يعشقون التأمل ويبحثون عن الكمال    عبارات تهنئة مؤثرة ومميزة لطلاب الثانوية العامة 2025    السيد القصير يوجه 7 رسائل بمؤتمر الغربية: ندعم القيادة السياسية.. ومرشحينا معروفين مش نازلين بباراشوت    لو مجموعك أقل من 90%.. قائمة الكليات المتاحة ب تنسيق الثانوية العامة 2025    «محدش قالي شكرا حتى».. الصباحي يهاجم لجنة الحكام بعد اعتزاله    «أحمد فتوح بينهم».. جون إدوارد يسعى للإطاحة بثلاثي الزمالك (تفاصيل)    لا ترمِ قشر البطيخ.. قد يحميك من مرضين خطيرين وملئ بالفيتامينات والمعادن    اليوم، تعديلات جديدة في مواعيد تشغيل القطار الكهربائي بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو    ارتفاع البتلو وانخفاض الكندوز، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    الأوراق المطلوبة للاشتراك في صندوق التكافل بنقابة الصحفيين    حماس تسلم ردها على مقترح وقف إطلاق النار بقطاع غزة إلى الوسطاء    5 معلومات عن المايسترو الراحل سامي نصير    هل يجوز أخذ مكافأة على مال عثر عليه في الشارع؟.. أمين الفتوى يجيب    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : كم نتمنى ان نكون مثلكم ?!    الإفتاء توضح كيفية إتمام الصفوف في صلاة الجماعة    محفظ قرآن بقنا يهدي طالبة ثانوية عامة رحلة عمرة    دار الإفتاء المصرية توضح حكم تشريح جثة الميت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفريق حمدي وهيبة في حوار صريح ل »الأخبار«
انتهي عصر الكذب والتدليس والضحك علي الذقون البرلمان القادم لن يشهد أغلبية للإخوان المسلمين أو غيرهم تداول السلطة يجب أن يكون في كل المناصب وليس منصب رئيس الجمهورية فقط
نشر في الأخبار يوم 29 - 10 - 2011

الفريق حمدى وهىبة أثناء حواره مع محرر الأخبار "لم تكن اهمية الحوار معه لانه رئيس مجلس ادارة كيان اقتصادي مصري ضخم مملوك بالكامل للدولة..ولكن لانه واحد من ابناء المؤسسة العسكرية..وشغل العديد من المناصب القيادية بها حتي تولي رئاسة اركان حرب الفوات المسلحة من اكتوبر 2001 وحتي نوفمبر 2005.
الفريق حمدي وهيبة رئيس الهيئة العربية للتصنيع شخصية تتميز بالصراحة والوضوح.. جمعت بين اعلي مستويات التأهيل العسكري داخل وخارج مصر..وبين التأهيل المدني بحصوله علي بكالوريوس التجارة.. الحوار معه تميز بالتحليل الواقعي لثورة 25 ينايروما تبعها من احداث.. وتحدثت معه عن النظام السابق والفساد والانفلات الامني..وانتخابات مجلس الشعب..وعن الصناعة والاستثمار..واكد لي ان الثورة انهت عصر الضحك علي الذقون..فالشعب لن يسمح لاحد بان يدلس او يضحك عليه ويقول له ما لا يفعله..وطالب الفريق حمدي بعودة الشرطة وهيبتها مع التزامها بعدم اهانة اي مواطن حتي لو كان مجرما..كما طالب تطبيق تداول السلطة في مختلف المناصب..وقال ان مجلس الشعب القادم لن تكون فيه اغلبية للاخوان او غيرهم"
في البداية سألت الفريق حمدي وهيبة عن رؤيته لثورة 25 يناير؟.. فقال هي "ثورة التغيير" ولحظة نادرة في حياتنا نشاهد فيها التاريخ اثناء صياغته..فقد نفض المصريون بجميع طوائفهم وفئاتهم الخوف وخرجوا الي الميادين للمطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية واحترام كرامتهم الانسانية ..فمع الثورة شعر المصريون بانهم ملاك مستقبلهم وان عليهم ان يقولوا "كفي" للفساد والمفسدين..فثورة 25 يناير ليست مجرد نقطة تحول في تاريخنا بل لحظة تاريخية اعادت ترسيخ مصر كقائدة للعالم العربي..فمعظم الشعوب العربية تستلهم منها ومن احداثها "هبة" جديدة وروح تسري وتدب في الاوصال التي كانت هامدة في الجسد العربي..واصبحت الثورة المصرية علامة ورمزا علي صعود الوعي التحرري في العالم..فتحية لكل شهداء ثورة الشباب لانهم من صنع المجد لنا.. ورسموا المستقبل لابنائنا بارواحهم ودمائهم..فحق لهم ان يبقوا احياء عند ربهم وفي قلوبنا.
سيادة الفريق حجم الفساد الذي ظهر بعد ثورة يناير ضخم جدا..وانتم توليتم رئاسة الهيئة العربية للتصنيع منذ ما يقرب من 6 سنوات فهل عانت الهيئة من الفساد الذي كان مستشريا في مختلف اجهزة الدولة؟
يمكن ان اقول ان الهيئة العربية للتصنيع ولدت من جديد مع ثورة يناير رغم انها تأسست في عام 1975 من خلال تفاهم عربي مشترك بضرورة ارساء قاعدة صناعية متطورة لامداد الجيوش العربية بانظمة التسليح ذات التكنولوجيا العسكرية المتقدمة.. الهيئة بدأت في السبعينيات من القرن الماضي ب4 مصانع فقط ووصلت الان الي 11مصنعا ومشاركة مع شركة واحدة.. ومنذ عام 1979 تحملت الهيئة المشكلات المادية والقانونية الناتجة عن انسحاب الشركاء العرب واستطاعت بعد سنوات من التفاوض تسوية المشكلات وزيادة عدد وحداتها الانتاجية ومشروعاتها الصناعية.. شأنها شأن شركات تصنيع السلاح العالمية استغلت الطاقات الفائضة المتاحة بها لتنفيذ العديد من الصناعات الاستراتيجية المدنية واقتحام مجالات جديدة مثل الطاقة الجديدة والمتجدة وتصميم الاسطمبات لتلبية احتياجات الصناعة المصرية..بجانب دورها الاساسي في تلبية احتياجات قواتنا المسلحة والدول العربية والافريقية من الاسلحة والمعدات الحربية.
فالهيئة مؤسسة صناعية عملاقة مستقلة لا تتبع اي جهة بالدولة وتحمل ذات الصفة الدولية وتدار وفق منهج علمي متقدم يراعي مبدأ الثواب والعقاب مع التدرج في السلطات..ورغم امتلاكها المقومات الصناعية المتقدمة والمرونة في اتخاذ القرارات فقد عانت طوال السنوات الماضية من بيروقراطية القرار ومنظومة الفساد في اجهزة الدولة المختلفة..خاصة بعد ان انتهجت خطة واضحة ومدروسة للنهوض بالصناعة المحلية..ونافست كبري الشركات العالمية في مناقصات المشروعات القومية العملاقة مثل المياه والصرف والسكك الحديدية بهدف زيادة نسبة المكون المحلي وتقليل الاستيراد..ولكن لعدم وضوح الرؤية السياسية وعدم الرقابة الفاعلة تم عرقلة مجهودات الهيئة الوطنية ومحاربتها بضراوة من جانب اصحاب المصالح.
واضاف: ثورة يناير وروح التغير الثورية تفرض علينا ضرورة اصلاح اخطاء الماضي والمضي قدما لاستعادة مكانة مصر في جميع المجالات..ووضع رؤية واضحة لمنظومة الصناعة وتفعيل التعاون البناء بين قطاعات الدولة والاهتمام بعنصر التصميم وفرض نسب تصنيع محلي لاي مشروع تزداد تدريجيا للاستغناء عن "اتاوات" رخص الشركات الاجنبية.
وسألت الفريق حمدي عن رؤيته للمستقبل..فرد باسما بتسألني عن مستقبل مصر..ولا الهيئة.. ولا عن مستقبلي انا؟..فقلت له عن مستقبل مصر والهيئة العربية للتصنيع؟
فقال: بالنسبة لمستقبل مصر بشكل عام فانا متفائل بصرف النظر عما حدث ويحدث الان فهو امر طبيعي..فرغم اننا حتي الان افراد واحزاب غير قادرين علي وضع صورة مستقبلية لمصر سواء علي المستوي القريب او البعيد.. فانا متصور المستقبل بصورة اجمل معتمدة علي درجة عالية من الشفافية.. فقط انتهينا من عصر" الضحك علي الذقون والاعلام المضلل".. وان نقول كلاما لا نفعله..فاهم حاجة في ثورة 25 يناير ان تكون محاور التغيير المصداقية العالية.. وان ما سنقوله سنفعله وما نخططه سنعمله وما سنعلنه سننفذه..فسوف نتجاوز مشكلة النظام السابق في الكذب والتدليس وقول صورة غير واقعية..فالمستقبل سيكون افضل ولذلك اقول لاي مسئول انك الآن في احسن فرصة لتولي المسئولية فالشعب سيتقبل منك اي درجة للحقائق مهما كانت مرارتها وجاهز لان يصعد معك من سفح الجبل الي قمته اذا قلت له الحقيقة والوضع الذي امامك وهو سيقدر ان هناك تحديات كبيرة واننا مطالبون ببذل مجهود ضخم جدا..فلو قال المسئول مثلا اننا متخلفون في هذا ونحتاج 10 سنوات لنتجاوزه سوف يشاركه الناس في ذلك.
واضاف: عندما يتبلور موقف الاحزاب وننتهي من الانتخابات النيابية ويظهر الائتلاف القوي الذي سيقود الحركة السياسية سيكون عليه وضع برنامج عمل لصورة مصر في المستقبل..وفي رايي ان هذا لن يستغرق سوي اشهر قليلة.
واسأله عما حدث ويحدث في مصر من اختلاف في الاراء وتشدد في المواقف..وانفلات امني وبلطجة وفوضي؟..وهل سيتكرر النظام السابق مستقبلا؟
فيقول: ما يحدث من افتقاد نسبي لحالة الامن وتشرذم في الاراء امر طبيعي لعدم وضوح الاسباقيات مما جعل الكل سواء المسئولين او الشعب يتساءل نحن الي اين؟ فنحن نفتقد خريطة طريق واضحة ولدينا تساؤلات كثيرة..واعتقد ان الاجابات ستكون في القريب العاجل..ولكن علينا ان نصارح الناس..ونتحدث عن الوضع الحالي بكل صدق..فنقول للناس هذا موقعنا وهذه مطالبكم..والدولة تطالبنا بكذا وكذا لتحقيق ذلك فيصبح الامر بين المسئول وموظفيه كما يقولون "علي ميه بيضاء".
اما عن تكرار النظام السابق بفساده فلا اعتقد ان الظروف القادمة سوف تسمح لاي مخلوق ان يدلس اويضحك علي الشعب او يقول مالا يمكن عمله..فقد انتهي ما عشنا فيه سنوات من مقولة ان نسبة النمو 7٪ والزيادة السكانية تلتهمها!..ولن يفعل المسئول ذلك خوفا من العقوبة ولكن لان الشعب يراقبه..فعندما يصبح قول الحقائق هو الرباط المقدس بين المسئول والناس سنكون علي الطريق الصحيح..وبدأنا البداية الصحيحة للانطلاق في مختلف المجالات..فالثورة تعني التغيير..ويجب ان نكون مقتنعين بذلك فهي سنة الحياة..ولا يجب ان ننتظر الظروف لاجبار المسئول علي ترك موقعه في الوظيفة العامة فيكفيه 4 او 5 سنوات لينفذ برنامجه ويترك بعد ذلك المجال للجيل الذي بعده..وعليه ان يرشح من سيخلفه في المنصب ويكون سعيدا بذلك ولا يبقي ملتصقا بالكرسي..وعلينا ان نؤهل القيادات الصغيرة في كل الوظائف لتولي المسئولية فلا نفاجأ بان المسئول مات او سافر ولا نجد من يستطيع شغل الوظيفة او نبقي علي شخص لانه ليس هناك من يصلح او لاننا في حاجة اليه..فتداول السلطات يجب ان يكون في كل المواقع وليس في منصب رئيس الجمهورية فقط..وانا علي المستوي الشخصي فقد تقدمت بطلب لتقاعدي.
ماذا يقلق الفريق حمدي وهيبة الآن كمواطن مصري وليس رئيسا للهيئة العربية للتصنيع؟
ما يقلقني ويقلق كل المصريين هو عدم عودة الامن بالصورة الطبيعية التي نأملها..فما نريده ان نطمئن علي انفسنا واسرنا اثناء تحركنا علي الطرق..فما نسمع عنه ونقرأه من حوادث بلطجة وقطع طريق وخطف وافلات امني يثير القلق والفزع..اما الشئ الثاني الذي يقلقني هو الابواق الاعلامية التي تتكلم بدون وعي للمصلحة القومية والتي ضاعت مع تشرذم الاراء خاصة في المواقف التي يجب ان يكون فيها اجماع..فحتي الان ليس لدينا اجماع علي القضايا الاساسية فمثلا استعجب من ان الكل او الاغلبية لا تستهجن ما حدث في السفارة الاسرائيلية..ونحن طبقا للاعراف والقوانين الدولية مسئولون علي حماية السفارات ودبلوماسيها..فنادرا ما نشاهد شخصا يقول ان ما حدث خطأ يسيئ لصورة مصر..حتي ما حدث امام ماسبيرو والانتخابات ليس هناك اتفاق في الرأي..وعلينا ايجاد حلول سريعة لذلك..وبالطبع لانا ولا الشعب نستطيع اونريد ان يتم التحكم في الصحف والقنوات الفضائية..وتكميم الافواه ..ولكن علي الصحف والقنوات ان تضع ميثاقا بينها وتعبر عن المصلحة القومية بصدق..واذا بدأت ذلك الصخف الكبري منها فالباقون سوف يسيرون خلفها.
في رأيك ماذا يمنع من عودة الامن بصورة طبيعية؟
جهاز الشرطة مكون من ابني وابنك ومن ابن عمي وابن خالتك..الخ..ويجب اولا ان نرد له اعتباره مع الاشتراط عليه ان يغير من اسلوبه اللا ادمي من بعض فئاته ..فبعضهم كان يعامل المصريين بشكل مهين..ويتمتعون باذلالهم واحتقارهم..والشعب لن يقبل ذلك مستقبلا..فجهاز الشرطة ظلم في مواقف عديدة خلال الاشهر الماضية..ولم يتقدم احد بشكل رسمي لرد اعتباره والدفاع عنه..فهناك ضباط دافعوا عن اقسام الشرطة باعتبارها بيوتهم وتصدوا للمهاجمين..وبعضهم قتل واخرون عذبوا ولم يدافع عنهم احد حتي الاعلام..فالشرطة هي قوة فرض القانون وتلزمها القوة لفرضه..فما اسمعه من تطاول علي الشرطة لم اسمعه او اشاهده في حياتي فمثلا مشاجرة بسيطة وخلاف مع ضابط يقوم المواطن بالتعدي علي ضابط الشرطة.
ويضيف: المجتمع في حاجة للشرطة و نريد عودة الهيبة لها وفرض القانون في الشارع.. ولكن نريد ذلك بدون اهانة لاي مواطن حتي لوكان من المجرمين.. لا نريد سبابا او شتائم ولا ضربا ولا معاملة سيئة في القسم او تجاهل فكل ذلك مرفوض..فما يفعله الآن افراد الشرطة هو الانسحاب البطئ من الساحة.. واعرف ضباطا عندما يكلفون بمهام يمكن خلالها اطلاق النار علي تاجر مخدرات او بلطجي مثلا يطلبون من رؤسهم ان يعطوهم امرا مكتوبا حتي لا يحالون للمحاكمة او يوصفون في الاعلام بانهم قتلة.. فعودة الشرطة وبسرعة ضروري حتي لا تتفاقم الامور ونؤسس لاوضاع خطا تستمر معنا في المستقبل.
سؤال يدور في الشارع الآن هل سننجح في اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في موعدها؟وما هو تصورك للبرلمان القادم وهل ستكون به اغلبية مثل اغلبية الحزب الوطني المنحل؟
اتمني ان تجري الانتخابات البرلمانية والرئاسية في التوقيتات المحددة..ولا ينجح بعض الانتهازيين وذوي الاجندات واصحاب المصالح الخاصة في وقف الاصلاح السياسي واجراء انتخابات نزيهة ووضع دستور جديد.. ويعتمد ذلك علي توافق الاحزاب والقوي السياسية علي الموعد وان تتم الانتخابات بدون بلطجية وفي جو من تكافؤ الفرص للجميع للدعاية الانتخابية بالاعلام..بالاضافة الي معالجة الاخطاء التي حدثت في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية من الزحام الشديد علي المقار الانتخابية جراء فرحة المواطنين.
اما عن تصوري للبرلمان القادم فانا لا اتخيل ان تكون فيه اغلبية للاخوان او غيرهم حتي لو كانت 51٪. واتصور المجلس القادم سيكون في شكل الفسيفساء مع ظهور وجوه جديدة..
ووجود عدد من اعضاء الكيانات والاحزاب القديمة ..وسيتم تكوين ائتلافات جديدة داخل المجلس..واعتقد ان الخريطة السياسية لمصر سوف تتغير خلال عامين.
هل هناك ارتباط بين استقرار الحياة السياسية واجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وعودة الاستثمارات؟
رغم انهما عاملان مهمان ولكن لا ارتباط بين اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وعودة الاستثمارات..فالمشكلة لدينا انه حتي الان لا يعلم احد ما هي توجهات الحكومة..وهل ستعدل القوانين والتشريعات ام لا ؟..وهل ستلقي بتخصيصات الحكومة السابقة وراء ظهرها وتتراجع عما صدر ام لا؟ وما هو الموقف النقدي مستقبلا هل هناك استقرار لسعر الصرف للجنيه ام سينخفض؟..فالاستثمار مهم للدول التي مثلنا لنهضتها..وهناك صراع بين مختلف الدول علي المستثمر الاجنبي فمثلا تركيا وماليزيا الاستثمارات المتاحة لديهما ذاتيا غير كافية فتسعي لجذب استثمارات من الخارج..والمستثمر الاجنبي يدرس الفرص وظروف كل دولة قبل ان يقرر..ولن يقبل الدخول في مغامرة..والمطلوب منا اولا ان نطمئن المستثمر المحلي..ونحل مشاكله لكي تدور العجلة..فيجب النظر الي كل اطراف الاستثمار من ارض وضرائب علي مستلزمات الانتاج..وجمارك..وتمويل بنكي.وغير ذلك...فالعملية تحتاج جهود جميع الوزرات وليس وزارة واحدة .. ورسالتي لحكومة الدكتور شرف "حلوا اولا مشكلة المستثمر المصري قبل التفكير في الاجنبي"..فالتصريحات الحكومية متضاربة..و تربك السوق.. والمستثمر عندما يسمع ان الحكومة تنوي رفع سعر الطاقة لن يطمئن..فعلينا ان نكون واضحين ونقول سنرفع سعر الطاقة للمشروعات الفلانية الآن والباقي ثابت لمدة عامين اوثلاثة او اكثر من ذلك..بالاضافة الي انه يجب الا نعطي للمستثمر الاجنبي ميزة عن المصري..فعلينا ان نضبط البيت من الداخل اولا ثم نفتح الابواب..المشكلة ان لدينا ايادي مرتعشة لا تريد ان تأخذ مواقف..نعم كان هناك فساد عيني عينك ولكن ما نحتاجه هو حكومة بجد وايدي غير مرتعشة..يجب ان نحدد ماذا سنفعل في المستقبل فالوضع الان غريب فمثلا موضوع تحله لجنة في وزارة يتم رفعه الي الوزير..وهو بدوره يرفعه الي الحكومة فتغرق الحكومة في المشاكل الصغيرة..وتترك القضايا الاساسية..فعلينا ان نعيد ترتيب البيت من الداخل ليأتي لنا كل شئ من الخارج.
واسأل الفريق حمدي..انت كرجل عسكري ورئيس اركان حرب سابق للقوات المسلحة ما هي الجهات التي لم نستفد منها حتي الان؟
بالقوات المسلحة الكثير من الخبرات يتفوق بعضها عن نظيره المدني..ولكن كان يجب الاستعانة بمركز ادارة الازمات التابع للقوات المسلحة وتنشيطه..فمصر لم تمر في حياتها بازمة مثلما حدث.. فقد تغير النظام وروؤس الحكم والحزب الحاكم..ولم يكن لدينا دراسات مسبقة لهذا الوضع.. ومركز ادارة الازمات كيان مهم في مثل هذا الوقت فيمكنه فتح خلايا لكل الوزرات والجهات والاتيان بافضل العقول المصرية لوضع السيناريوهات لمختلف القضايا..وتوقع ما يمكن ان يحدث بعد اسبوع اوشهر او عام وكيفية مواجهته..وما هي الاجراءات التي يجب ان تتخذ لتلافي حدوث الازمة..ولقد استعنا بالمركز في ازمات اقل من ذلك فلماذا لا نستعين به الان.
قلت للفريق حمدي وهيبة سؤالي الاخير عن الرئيس السابق حسني مبارك ومن حقك ان ترفض الاجابة عليه؟
ابتسم قائلا: نعم "لمبارك" اخطاؤه والتي قد تصل الي الفساد..ولكن يجب علي كل مسئول يتذكر له موقف حسنا ان يعلنه فالامانة تتطلب ذلك وعلي سبيل المثال سأذكر موقفا له مع الهيئة العربية للتصنيع..ففي عام 78 تخارجت الدول العربية..وكان رئيس اللجنة العليا ومجلس ادارة الهيئة غير مصري..وجمدوا اموال الهيئة بالعملة الصعبة والتي تصل الي مليار دولار..وهناك شركات اجنبية تطالب بتعويضات..وسرنا في طريق التفاوض مع الدول العربية ومع الشركات الاجنبية..واستمرت الجهود 16 عاما بدأها الرئيس السادات واستكملها مبارك..وتنازلت الدول العربية في عام 94عن المبالغ المجمدة علي ان تتولي الهيئة تسوية حقوق الشركات الاجنبية..ووجدنا معنا 800مليون دولار وديون 3مصانع فقط كان اكثر من مليار دولار..وانتهت المشكلة..ثم يبتسم مرة اخري ويقول :اعلم ان البعض سيقول انني من الفلول ولكن هذا رأيي..ومستعد للشهادة به اذا طلب ذلك مني..
اخيرا..مارؤيتك لمستقبل الهيئة العربية للتصنيع بعد ثورة 25 يناير؟
انا متفائل بمستقبل الهيئة فالتطورات التي حدثت في الوطن العربي سوف تجعل الكثير من الدول العربية تعيد النظر في التكامل الصناعي.. وهناك فرصة لاشتراك دول قديمة او جديدة مما يزيد حجم الانتاج سواء كمعدات دفاعية او مدنية..وليبيا احدي الدول المرشحة لذلك..فالهيئة العربية للتصنيع ستعود هيئة دولية.
وماذا عن محاربة الشركات الكبري؟
نعم محاربة الشركات الكبري وارد بسبب العملات ولان الشرق الاوسط سوق مهم لها..ولكن اعتقد ان الحس العربي والقومية العربية اقوي من تلك الشركات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.