لم يتحرك جيش ليبيا الوطني ليمارس عدواناً خارجياً أو داخلياً، وإنما تحرك ليطهر عاصمة بلاده من العصابات الإرهابية التي تعيث فيها فساداً ونهباً وصراعاً علي مناطق النفوذ ومصادر الثروات المملوكة لشعب ليبيا! وليس خافياً علي أحد وخاصة في دول أوروبا علي الشاطئ الآخر من البحر المتوسط، أن في العاصمة الليبية أكثر من ثلاثين عصابة إرهابية تتوزع انتماءاتها بين الإخوان والقاعدة والدواعش وغيرها. وليس خافياً علي أحد أيضاً أن هذه العصابات لا تقتصر علي المتطرفين من الليبيين، ولكنها تضم شواذ الإرهابيين من مختلف أنحاء العالم، وأنها أصبحت أخيراً الملاذ الأكبر للهاربين من سوريا الذين يتم نقلهم برعاية تركياوقطر ليضاعفوا المخاطر علي شعب ليبيا وعلي دول الجوار وفي مقدمتها مصر وتونس والجزائر. وقد كانت المأساة أن تفرض دول الغرب الحصار علي الجيش الوطني الليبي وتحرمه من السلاح لسنوات، بينما تتغاضي عن سفن تركيا وهي تنقل السلاح والإرهابيين إلي ليبيا، وتغض عيونها عن الطائرات وهي تنتقل بين مطارات تركيا والمطارات الليبية التي تسيطر عليها ميليشيات الإخوان المدعومة بأموال قطر. والأدهي أن بعض الدول التي تتصارع علي نهب ثروات ليبيا كانت سعيدة بهذه الأوضاع. تدفع الإتاوات للعصابات الإرهابية وتمدها بكل احتياجاتها، لكي يبقي الانقسام، ولكي لا تعود الدولة لتفرض سلطتها وتستعيد ثرواتها. والآن.. وجيش ليبيا الوطني علي أبواب عاصمته »طرابلس» وعلي وشك تطهيرها من عصابات الإرهاب، نجد بعض القوي المتصارعة علي ثروات ليبيا تصر علي حماية الميليشيات الإرهابية. وبدلا من الوقوف مع تطلعات الشعب الليبي في استعادة دولته والحفاظ علي وحدته، تقف هذه الدول مع عصابات الإرهاب التي تدعمها تركياوقطر، هي تعلم جيداً أنها بهذا السلوك لا تفعل شيئا إلا إطالة عمر الصراع الذي يدفع ثمنه شعب ليبيا والذي يزيد المخاطر في منطقة فيها ما يكفي من الحروب والصراعات. منذ البداية كان الهدف هو استعادة ليبيا لدولتها والحفاظ علي وحدتها، وهو أمر يستوجب الحل السياسي بديلا للحروب. لكن هذا الحل لا يأتي وعاصمة البلاد رهينة في أيدي الميليشيات، ولا يتحقق إلا بدعم الجيش الوطني ليستكمل مهمته في تطهير ليبيا من عصابات الإرهاب وقطع الأيدي التي تمد لها يد العون والتي لم تكتف حتي الآن بكل ما ارتكبته من جرائم في حق ليبيا وشعبها الشقيق .