خلال السنوات الخمس الماضية، استطاع الجيش الوطني الليبي أن يستعيد شرق ليبيا ثم جنوبها من قبضة عصابات الإرهاب، وأن يوفر الأمن والاستقرار ويفتح الباب أمام استعادة الدولة الليبية التي تعرضت لأبشع عمليات التدمير المنظم علي مرأي ومسمع العالم كله ! وعلي مدي السنوات الماضية، وبينما الجيش الوطني الليبي يستعيد المزيد من أرض ليبيا من قبضة العصابات الإرهابية.. لم تتوقف الدعوة من أجل حل سياسي يجمع الفرقاء الليبيين، وينهي سيطرة عصابات الإرهاب في بعض المناطق، ويستبعد التدخلات الخارجية التي تعمل من أجل مصالحها الخاصة ولو استمرت مأساة الشعب الليبي لعشرات السنين . لكن الجهود من أجل الحل السياسي كانت تصطدم دائما بسيطرة العصابات الإرهابية علي القرار في العاصمة طرابلس، ومقاومتها عودة سلطة الدولة التي ستقضي بالقطع علي نفوذها وستحرمها من الثروات التي تنهبها، ومن الدعم الذي تتلقاه من قوي تحرص علي بقاء ليبيا ممزقة ومنهوبة. وبقاء شعبها رهينة لعصابات الإرهاب ولمؤامرات الطامعين . في الشهور الأخيرة كنا أمام سباق بين جهود الحل السياسي، وبين تطورات الوضع في المنطقة التي جعلت ليبيا هدفا أساسيا لجماعات الإرهاب العائدة من سوريا بدعم من تركيا وقطر!! وعندما تحرك الجيش الوطني الليبي مدعوما من البرلمان المنتخب لكي يستعيد العاصمة طرابلس كان المشهد غريبا.. حيث كان علي الجيش الوطني أن يواجه عصابات إرهابية تقتسم السيطرة علي أحياء العاصمة، وكان علينا أن نري قوي عالمية كبري راضية بهذه الأوضاع ومدافعة عنها !! ولا أحد يريد حربا بين الأشقاء في ليبيا العزيزة، ولا أحد يري في ذلك حلا للمأساة التي طالت علي الشعب الليبي.. لكن استمرار الوضع علي ما كان عليه أصبح مستحيلا. والتجربة الطويلة تقول إن الحل السياسي لن يتم إلا بعد ضرب العصابات الإرهابية وتحرير ما تبقي من أرض ليبيا من سطوتها. هذا هو جوهر الصراع ومفتاح الحل .