نعم الذي حدث للمصلين في نيوزيلاند جريمة تطرف يميني بشعة جريمة ضد الإنسانية وتعكس كراهية للمسلمين وللغرباء عن الرجل الغربي الأبيض، جريمة لها ما يفسرها وإن لم يكن هناك ما يبررها علي أي معيار إنساني ولكنها وفي كل الأحوال تبقي فردية.. محدد نطاقها بمفاهيم فكرية شاذة يعتنقها أفراد ومجموعات محدودة تأثيرهم لا يجاوز الفعل الإجرامي الجبان الذي لا يدخل أبدا بمواجهة علنية مفتوحة، صنف من الجرائم لا رسوخ لها في مجتمع من المجتمعات شرقاً وغرباً ومهما بلغت حدة التطرف في أي مجتمع.. الذي أقصده هو أن المجزرة التي وقعت في نيوزيلاند لا تختلف كثيراً عن أي جريمة يقترفها فرد أو أفراد من معسكر اليمين المتطرف سواء كان تطرفه دينياً أو عرقياً وغير ذلك من صور التطرف والجنون الوحشي، ولهذا أتصور أنه لا ينبغي علينا أبداً أن نصبغ عليها صيغاً كلية جامعة هي ليست بالتأكيد قائمة في بلد من بلاد الغرب الأصلية ولا تلك التي استعمرها الرجل الغربي حيثما وليت وجهك من أرجاء كوكبنا التعس. والحق أني استغرب كثيراً أبناء العرب والمسلمين الذين ثاروا وهاجوا وغضبوا وطلبوا الثأر وتوعدوا بالرد علي هذه الجريمة التي علي هولها تبقي فردية محدودة، في حين أن الجرائم الأشد اتساعاً وتنظيماً ووحشية والتي تصل إلي حد إبادة وتشريد شعوب وتدمير بلاد بأكملها تراها أينما حل بصرك من بلادنا..، ينفذها ووفق أنساق خطط عدوانية لا تتوقف أنظمة وحكومات الغرب. استغرب كيف لا يحرك غضبكم كل الذي جري ويجري في العراق وسوريا وأفغانستان واليمن وليبيا والسودان والصومال وحتي فنزويلا وكل هذا النزق العدواني في التعاطي مع إيران لمجرد أنهما رفضتا الامتثال لرغبات الغرب وتبحثان عن استقلال للقرار هو حق لهما كما أي بلد حر، وكيف لا يغضبكم أن تعلن الولاياتالمتحدة وحلفاؤها المقاومة اللبنانية وحزب الله كياناً إرهابياً لمجرد أنهم استمسكوا بالحق في الأرض وفي الدفاع عن الوطن والناس في مواجهة عدوان صهيوني دائم مستمر منذ غرس هذا الكيان المسخ في القلب من أمتنا والقوس في العدوانية واستباحة دماء شعوبنا مفتوح لسوابق تاريخية ووقائع معاصرة وحاضرة وننتظرها مستقبلاً. طالما بقينا علي حالنا بأمراضنا وشذوذنا الديني وضعفنا وبقي اعتمادنا علي سلاح لا نصنعه وللغرابة يصنعه الأعداء أنفسهم لن تتوقف المذابح والجرائم ضد شعوبنا وفي ذلك لا تميز النار المصبوبة من السماء ما بين فرد من شعوبنا علي أساس ديني ولا طائفي هي فقط تأخذ وتلتهم كل ما تطاله، والعدو العدواني في حقيقة الأمر يحتفظ بالكره والحقد لنا جميعاً مسلمين ومسيحيين. هذه هي مواضع الغضب.. فالتزموها