اعرب رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل عن قلقه مما وصفه ب"فوضي" قد تنتج عن "معركة سياسية شرسة" وسط تحذير من صراع علي السلطة في البلاد قبل التوافق علي نظام سياسي واضح. كما أعرب عن اعتقاده أن القذافي يجند مقاتلين من دول أفريقية استعدادا -علي ما يبدو- لتمرد يهدف الي زعزعة استقرار النظام الجديد في ليبيا. و أوضح جبريل خلال لقاءه مع ثوار في طرابلس لمناقشة تأسيس دولة جديدة علي قاعدة سيادة القانون أن القذافي توصل إلي اتفاق مع قبيلة حمادة الموجودة علي الحدود بين تشاد والسودان وليبيا لتوفير 12 ألف مقاتل للدخول إلي ليبيا وبدء القتال. وهناك مخاوف في ليبيا بعد 42 عاما من حكم القذافي من تنازع محتمل علي السلطة بين القبائل والمناطق وبين الإسلاميين والليبراليين. وقال جبريل "إننا انتقلنا من معركة وطنية إلي معركة سياسية كان ينبغي ألا تحدث قبل التأسيس للدولة" محذرا من سيناريو وصفه بأنه مرعب يتمثل بالانتقال من حرب وطنية إلي "الفوضي".كما تناول جبريل المخاوف من ارتفاع وتيرة "الهجمات الانتقامية" وغياب القانون وانتشار آلاف الشبان بالسلاح وهم عاطلون عن العمل بعد أشهر من القتال العنيف، مشيرا إلي أن السلطات تدرس خططا لمنحهم خيار الانضمام إلي شركات الأمن الخاصة التي سوف تعطي الأولوية لتأمين الحدود وحقول النفط والمؤسسات العامة أو إلي الجيش الوطني. وكرر جبريل أنه سيغادر منصبه ليتفرغ لما وصفه بتطوير المجتمع المدني في ليبيا علي قواعد صلبة، مشيرا في هذا السياق إلي أن المعركة السياسية تتطلب مالا وسلطة وتنظيما وأسلحة، وهو لا يملك شيئا من كل ذلك، مؤكدا أنه لم يعد قادرا "علي تقديم أي شيء إلي الشعب الليبي".