شهد المشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة أمس بيانا عمليا لاقتحام وعبور قناة السويس نفذته عناصر من وحدات الجيش الثالث الميداني باستخدام المركبات البرمائية ووسائل العبور الذاتي والمعديات والكباري بسرعة تدفق القوات للبر الشرقي وتضمنت فكرة التدريب التحضير والتجهيز للتنفيذ الذاتي مع استخدام القوات لوسائل العبور التبادلية والاحتياطية عند قيام العدو بتدبير وسائل العبور الرئيسية في الاستخدام المكثف للعدو الالكتروني. وأشاد المشير طنطاوي بأداء القوات وقال إنه لولا حرب الاستنزاف لم تكن هناك حرب أكتوبر وانتصارات 3791.. وأن من يقولون أن حرب الاستنزاف لم تكن مفيدة لقواتنا ومفيدة للجانب الآخر كلامهم غير علمي وغير حقيقي وخيانة.. فقد أعطت حرب الاستنزاف الفرصة للقوات المسلحة لإعداد نفسها 001٪ للحرب ورفعت المعنويات للشعب والجيش وكانت من الاسباب الرئيسية لإنجاح حرب أكتوبر.. وأضاف علي المستوي العملياتي فقد تم خلال حرب الاستنزاف كل ما يتم من بيانات وتدريب وتنظيم تعاون وكل ما كنا نحتاج اليه في القوات المسلحة.. وضرب المشير طنطاوي مثلا بقوات الدفاع الجوي وقال لقد تم اعادة بناء الدفاع الجوي المصري كقوة رادعة بعد ان كان مهلهلا بعد 7691 كما تم الدمج بين الشعب والقوات المسلحة في بناء حائط الصواريخ علي طول القناة مما مكن الدفاع الجوي من الدفاع عن عمق البلاد وان دوره في حرب اكتوبر في منتهي الاهمية وقام بواجبه علي أكمل وجه.. وأضاف المشير طنطاوي ان الضربة الجوية في بداية العبور كانت أحد التأثيرات الخطيرة التي رفعت معنويات القوات المسلحة وقد كنت شاهدا علي ذلك كقائد للكتيبة 61 والتي عبرت في أول يوم قتال ورغم اننا كقادة كتائب كنا نعرف موعد العبور قبله بيومين ولكن لم تكن لدينا التأكيدات علي ذلك وقد أحدث عبور المقاتلات تأكيدا لتوقيت العبور بالاضافة الي قيام الضربة الجوية بمهاجمة جميع مواقع الدفاع الجوي ومراكز السيطرة والقيادة للعدو.. واثناء الحرب وحتي وقف اطلاق النار كان للقوات الجوية دور في تأمين النطاقات التعبوية للقتال بمشاركة الدفاع الجوي والقوات البحرية.. كما اكد المشير حسين طنطاوي ان مسرح العمليات المصري ذو طبيعة خاصة ويحتاج سرعة نقل القوات من الغرب الي الشرق ثم تحدث عن بعض المواقف التي حدثت في اكتوبر 3791 وعن مسرح العمليات وذلك من خلال خبراته في حروب 6591 و76 والاستنزاف و37 مؤكدا اننا حققنا مفاجأة للعدو وكان كل مقاتل وجندي يعرف واجبه ومهمته منذ بداية العبور الي نهاية المعركة. وفي نهاية البيان أشاد المشير طنطاوي بالاداء المتميز لرجال القوات المسلحة وما وصلت اليه التشكيلات والوحدات المنفذة للتدريب من مهارات ميدانية وكفاءة واستعداد قتالي عال وتفهم القادة والضباط لمهامهم ومسئولياتهم المكلفين بها واتخاذ القرارات الحاسمة لمجابهة المواقف الطارئة والسيطرة علي القوات طبقا لمتغيرات المعركة. وناقش المشير طنطاوي عددا من القادة والضباط المشاركين بالتدريب في أسلوب تنفيذهم لمهامهم وكيفية اتخاذهم القرار لمواجهة التغيرات المفاجئة اثناء ادارة العمليات، وأكد الاهتمام بالتجهيز الهندسي وأعمال الاخفاء والتمويه الجيد للقوات، والتدريب علي الوسائل التبادلية للعبور مع البعد عن النمطية في تخطيط وتنفيذ كل المهام، وتنظيم التعاون بين كل العناصر لتأمين قطاع العبور باستخدام أحدث وسائل السيطرة والتعاون لتنفيذ المهام المخططة والطارئة بدقة وكفاءة عالية. واستمع لاسئلة واستفسارات بعض الحاضرين والدارسين من المنشآت والمعاهد التعليمية والاجابة عنها من مخططي ومنفذي المشروع، وأكد ضرورة الحفاظ علي الحالة الفنية للاسلحة والمعدات وتطوير ادائها والاهتمام بأعمال الصيانة والاصلاح وصولا لأعلي معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي. وطالب المشير طنطاوي القادة والضباط علي كل المستويات بالعمل علي توفير كل الامكانيات للارتقاء بالفرد المقاتل معيشيا واداريا وتدريبيا والحفاظ علي روحهم المعنوية العالية باعتباره الركيزة الاساسية لقواتنا المسلحة. وأوصاهم بالاستفادة من خبرات وتجارب قادتهم القدامي وان يكونوا قدوة لجميع أفراد المجتمع في الانضباط والتفاني في اداء مهامهم لتظل القوات المسلحة قادرة علي الوفاء بمهامها في الحفاظ علي الوطن واستقراره وحماية أمنه القومي في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر. حضر البيان الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة نائب رئيس المجلس الاعلي وقادة الافرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة. وقال قائد الجيش الثالث الميداني اللواء أركان حرب صدقي صبحي ان أهمية البيان ترجع الي اهمية مرحلة العبور والتي تمثل اكبر التحديات التي تجابه القوات أثناء تنفيذها لخطة العمليات. واكد ان التمرين بمثابة رسالة طمأنينة الي الشعب المصري العظيم تثبت ان جيش مصر قادر بعون الله علي المحافظة علي أمن مصر واستقرارها وحماية حدودها في آن واحد. واشار الي ان الرسالة الاساسية لهذا البيان هي تمام جاهزية القيادة العامة للقوات المسلحة. وبدأت مراحل البيان بعرض الخصائص الفنية للمركبات والمعدات المشاركة في العبور، واعداد وتجهيز الوحدات المشاركة لاقتحام وعبور القوات المانع المائي لقناة السويس باستخدام القوارب المطاطية والوسائل الذاتية للمركبات وناقلات الجند المدرعة للوصول الي الضفة الشرقية للقناة وتأمين رأس كوبري بالتعاون مع الإبرار الجوي الصديق، وتنفيذ اعمال الاصلاح والنجدة والإخلاء بمهارة فائقة لاستكمال عملية العبور. وقامت عناصر المهندسين العسكريين بالجيش الثالث الميداني بفتح كباري المواصلات وكباري الاقتحام بريعة الانشاء واستخدام المعديات باعتبارها من الوسائل الرئيسية لعبور القوات الميكانيكية والمدرعة وباقي الاسلحة المعاونة لما تحققه من معدلات تدفق عالية، وذلك تحت ستر عناصر القوات الجوية ووسائل واسلحة الدفاع الجوي والمدفعية التي قامت بتأمين قطاع العبور لاستكمال تنفيذ باقي المهام القتالية المخططة في ظل النشاط المكثف للعدو الجوي والالكتروني واستخدامه للغازات الحربية والمواد الحارقة.