للأدب دور هام في كشف نقاط مهمة في حياتنا بشكل محبب للنفس إذا أمتلك الكاتب أدواته مؤمنا بدوره في تغيير حياة الناس إلي الأفضل لا سعيا وراء إثارة الغرائز بحجة الأدب الواقعي، ومن أكثر التيمات التي تناولها الأدب اختلاف الثقافات والتي تبدو واضحة بين ثقافة الشرق وثقافة الغرب والتي نتمني ان يقرأها كل حالم بالهجرة من وطنه إلي أرض الأحلام سواء في أوروبا أو أمريكا، فالأدب ينقل لنا تجارب شخصية شديدة التميز تلخص لنا ببساطة تعقيدات العلاقة الإنسانية بسبب الاختلاف الثقافي، من أحدث الروايات التي تتناول هذا رواية الكاتب التونسي حبيب السالمي »روائح ماري كلير« الصادرة مؤخرا عن قسم النشر بالجامعة الأمريكية، وهي تدور حول قصة حب تدور بين شخص عربي وفتاة فرنسية. الحب في البداية يتسع لكل المتناقضات ورويدا رويدا تنطفيء جذوة الشوق ليبدو واضحا استحالة التقاء العالمين، الرواية تناقش ببساطة ما يعاني منه كل مهاجر قادم من بيئة محافظة لها تقاليدها وسمت حياتها، ولا يقتصر الأمر كما يتخيل البعض علي الحجاب أو النقاب، بطل الرواية دكتور في الآداب ويعمل في أحد الفنادق الشعبية يلتقي مع عاملة بريد فرنسية يعيشا حياتهما كما يحلو لهما بعيدا عن صرامة تقاليد أو التزام دين ورغم ذلك لا تستمر قصة الحب هي تبدأ في تعليمه القواعد الأولية في الآداب من وجهة نظرها فهي تري جذوره الريفية لا تصلح في باريس، وتسعي لتجريده من ريفيته وتحويله لإنسان متحضر كما في مخيلتها، لا يحتمل هو هذا، يحدث النفور، هو يدافع عن جذوره وهي ترفضها لتنتهي قصة الحب ويتفرقا. الوعي باختلاف الثقافات ضرورة حتي نري الأشياء بأسمائها فهم لا يفهموننا كما لا نفهم نحن عدم معرفتهم، قد يكون الأمر في بعض الأحيان تعصبا ولكن في الأغلب عدم فهم واختلاف يصعب تجاوزه. ثناء أبوالحمد