تحتضن شرم الشيخ، مدينة السلام الساحرة، اليوم وغدًا قادة العالم دعاة السلام، وذلك عبر فعاليات القمة العربية الأوروبية الأولى التي تستضيفها مصر برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ويشارك فيها زعماء 28 دولة أوروبية، و22 دولة عربية، وتُعقد تحت شعار “الاستثمار في الاستقرار“.. القمة بكل المقاييس تاريخية وغير مسبوقة وتُعد انتصارًا دبلوماسيًا لمصر، لأنها تجسد مكانة مصر السياسية على الساحة الدولية ودورها المحوري في المنطقة كنقطة التقاء للحضارتين العربية والأوروبية، كما أن الجوار العربي الأوروبي هو جوار تاريخي، حيث إن الدول العربية هي الشريك الأول لأوروبا والعكس صحيح. عنوان “الاستثمار في الاستقرار“ هو أول ما يلفت النظر إلى أهمية قمة يحضرها رؤساء أهم دول العالم، ويُؤكد أن الاستقرار والأمن في الدول العربية استقرار وأمن للشركاء في أوروبا، لأن الدول العربية والأوروبية دول جاذبة ومصدرة للاستثمار، خاصة إذا علمنا أن العرب يستثمرون حوالي 1800 مليار دولار خارج بلدانهم، ويستثمرون أقل من ذلك بكثير داخلها. المؤتمر يناقش أيضاً أهم التحديات التي تُواجه الدول العربية والأوروبية وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب، ومنع انتشار الأسلحة، والحد من التسلح والجريمة المنظمة العابرة للحدود والهجرة وتغير المناخ وتعزيز التنمية المستدامة، وكذلك ملفات النزاعات، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والنزاعات في ليبيا، واليمن، والنزاع في سوريا رغم مقعدها الشاغر في جامعة الدول العربية وإدارة الأزمة، فضلاً عن الملفات السياسية الساخنة التي لها تداعيات مباشرة على الأمن والسلام الدوليين.. أيضًا سيتم بحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول العربية والأوروبية والعلاقات بين الشعوب والثقافة التي تعد أداة فعالة للتقارب بين العالمين العربي والأوروبي. وفي يقيني أن انعقاد هذا المؤتمر العالمي بمدينة شرم الشيخ يُحقق لمصر العديد من المكاسب، يأتي على رأسها تأكيد عودة مصر لبؤرة الأحداث الدبلوماسية الدولية، واستعادة مكانتها المرموقة على الساحة الدولية كلاعب إقليمي فعال وشريك موثوق به ومؤثر في مجريات الأحداث بالمنطقة..وجود هذا الحشد الضخم من رؤساء الدول والحكومات، وفي مقدمتهم من القارة العجوز المستشارة الألمانية ميركل، ورئيسة الوزراء البريطاينة تيريزا ماي، ومستشار النمسا سيباستيان كورتز، ورئيس رومانيا، كلاوس يوهانس، ورئيس المجلس الأوروبى دونالد تاسك، ورئيس المفوضية الأوروبية جون كلود يونكر، وممثلة السياسة الخارجية الأوروبية فيدريكا موجرينى، ومن الجانب العربي خادم الحرمين الشريفين الملك سالمان بن عبدالعزيز، وأمير الكويت، وملك البحرين سلمان، وقادة اليمن وفلسطين والصومال وجيبوتي، بالإضافة إلى أمين عام جامعة الدول العربية.. وجود كل هؤلاء على أرض سيناء يبعث برسائل مهمة وقوية للعالم كله بأن الأوضاع الأمنية بمصر وفي سيناء مستقرة وأن مصر أصبحت دولة الأمن والأمان والاستقرار، خاصة أن وسائل إعلام عالمية ستُغطى المؤتمر من داخل سيناء. انعقاد المؤتمر في شرم الشيخ أكبر المدن السياحية، في العالم والتي تظهر أمام قادة العالم في أبهى صورة يعد خير ترويج للسياحة ويحمل رسائل ضمنية عديدة عن السياحة في مصر. المؤتمر يُؤكد قدرة مصر على التنظيم والإعداد الجيد، مما يُقدم تسويقاً خارجياً أن الدولة المصرية لديها رؤية سياسية مستدامة.. المؤتمر سيكون له أثر كبير فى جذب السياح من فعاليات هيئة تنشيط السياحة فى الترويج لمصر على خارطة السياحة العالمية. من المؤكد أيضاً أن اللقاءات الثنائية التي سيعقدها الرئيس عبدالفتاح السيسي على هامش هذه القمة مع كل القادة الأوروبيين والعرب سوف تهتم بالجوانب الاقتصادية، وسيكون الاستثمار في مصر على رأس الأولويات، وكذلك التوصل إلى آراء متوافقة حول جميع الرؤى والقضايا الاقتصادية المختلفة. شكرًا للرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يحرص على أن تكون مصر دائمًا بين الكبار وفي بؤرة اهتمام العالم، وكلي ثقة بأن المؤتمر سوف يُؤتي ثماره المرجوة، وأهلاً بكل القادة العرب والأوروبيين على أرض السلام مدينة شرم الشيخ الساحرة.