حلول جديدة لزيادة دخول أعضاء هيئة التدريس يؤمن بأن الثقافة التقليدية السائدة قادرة علي إحباط أي محاولات للإصلاح، ويري أن تطوير العقل المصري هو السبيل لتحقيق الإصلاح في مختلف المجالات، د. محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة ، وعد خلال حواره مع »الأخبار» بعدم تحميل موازنة الدولة مليما بعد تشغيل الفرع الدولي للجامعة، وأعلن عن خطة لمواجهة تغيرات الثورة الصناعية الرابعة وحلول لزيادة دخول أعضاء هيئة التدريس.. • ما فلسفتكم في ربط الإصلاح بتطوير العقل؟ ربط التعليم بتطوير العقل المصري ضرورة حتمية، لأن تطويرالتعليم لن يكون ملمومسا في ظل الثقافة القديمة المسيطرة، والتي تحبط أي محاولات للإصلاح، فلابد أن نسير في كل المسارات في نفس التوقيت »إصلاح التعليم مع تطوير العقل المصري مع تأسيس خطاب ديني جديد وتغيير طرق التفكير»، فمثلا تطوير التعليم الفني عاني عبر عقود، وحصلت محاولات كثيرة لتطوير التعليم الفني لكنها كانت تفشل دائما بسبب الثقافة المصرية التقليدية، فكيف تستطيع أن تحقق نهضة حقيقية بدون وجود كوادر بشرية مدربة علي مستوي عال، ولابد من تغيير نمط الحياة. كيف استعدت الجامعة لتغيرات الثورة الصناعية الرابعة ؟ لدينا اهتمام كبير بوظائف المستقبل فالعالم يتغير والعلم يتغير بسرعة أكبر، وهناك تخصصات في طريقها للاختفاء وأخري في طريقها للظهور، فالتخصصات التي تبدأ في الاختفاء تدريجيا نتيجة عدم وجود طلب عليها في سوق العمل، لهذا فإن الجامعة قامت بالربط بين التعليم وبين احتياجات سوق العمل، لهذا لابد من الاستعداد لوظائف المستقبل، ولذلك من أهم قرارات الجامعة هو إنشاء أول كلية للنانو تكنولوجي، أيضا في مجال الذكاء الاصطناعي والذي يعد ثورة كبيرة تدخل في كل المجالات ويجري حاليا الإعداد لإنشاء أول كلية للذكاء الاصطناعي لمواكبة وظائف المستقبل. سؤال يتردد.. هل سيجد خريجو النانو والذكاء الاصطناعي فرصا للعمل في مصر؟ أحد أهم أهدافنا تخريج طلاب بمواصفات دولية قادرين علي العمل في مصر أو في الدول العربية أو الأجنبية، لذلك كليتا النانو تكنولوجي والذكاء الاصطناعي ستكونان قائمتين علي التوءمة مع كبريات الكليات في العالم في هذا التخصص، فالطالب سيدرس وفقا للمحتوي الأكاديمي العالمي، وحتي لايضطر أيضا في مرحلة الدراسات العليا إلي دراسة برامج تكميلية، وهذا لن يحدث مستقبلا. وقد وجهت اللجان القائمة علي إنشاء الكليتين للرجوع إلي اللوائح الأكاديمية لأفضل 50 جامعة عالميا في هذا المجال للاستفادة منها، وحتي لا نبدأ من الصفر . لماذا استقدام أساتذة أجانب؟ هذا الأمر يفهم دائما خطأ، نحن نعتز بالاستاذ المصري وقدراته ونسعي دائما إلي زيادة عدد أعضاء هيئة التدريس المصريين . لكن نحاول الاستعانة ببعض الاساتذة الأجانب والخبراء المتميزين لنقل التكنولوجيا وتحقيق الاستفادة المتبادلة مع نظرائهم المصريين. أين طلاب جامعة القاهرة من الجامعات العالمية؟ الفترة الحالية هناك طلب كبير علي طلاب جامعة القاهرة من الدول العربية ونقوم بذلك في صمت دون إعلان، وآخر اتفاقية تمت مع وزارة التعليم الإماراتية بعد أن قامت لجنة إماراتية بزيارة الجامعة وقامت باختيار كل الأساتذة الجدد في وزارة التعليم الاماراتية من خريجي جامعة القاهرة. وما التخصصات ذات الطلب الأكبر؟ التخصصات العلمية مثل الهندسة والعلوم، وبالنسبة للطب الطلب مرتفع جدا علي طلابنا فمن المعروف أن قصر العيني لديه لائحة أكاديمية متميزة، ومستوي من التعليم بلا شك عالمي فترتيبه 231 علي مستوي العالم، وفي الحقيقة ترتيبه يستحق أن يكون افضل من ذلك والسبب زيادة عدد الطلاب. هل تتجه الجامعة لخفض أعداد الطلاب تماشيا مع معايير الجودة؟ ليس لدينا أي استعداد لخفض أعداد الطلاب المقبولين بالجامعة، فنحن نؤمن بأن قبول هذه الأعداد مطلب قومي لابد أن نلبيه، لسنا مستعدين لخفض أعداد طلاب الجامعة من أجل تحسين التصنيف العالمي. فالمطالب القومية فوق أي مطلب آخر. متي تعتمد جامعة القاهرة علي مواردها بنسبة 100% بعيدا عن موازنة الدولة؟ الجامعة تسعي لزيادة مواردها من خلال تأسيس شركات في المجالات الهندسية والتجارية ومزارع الأسماك والدواجن والمواد الغذائية، وهذا الأمر ينقسم إلي شقين شركات تتبع جامعة القاهرة مباشرة وهذه جاهزة، والشق الثاني مساعدة الطلاب علي إنشاء شركات ناشئة،ومؤخرا تم إعداد معرض للشركات الناشئة وتم تبني مجموعة هذه الشركات، من خلال تقديم الأفكار وتدريب وتحسين مستواها ودراسات الجدوي، وأعد بأن تقوم جامعة القاهرة بالصرف علي نفسها ذاتيا بنسبة 100 % بعد تشغيل الفرع الدولي بعامين، أستطيع القول أن جامعة القاهرة لن تكلف الدولة. متي تبدأ الدراسة هناك.. وما تكلفة المشروع ؟ نأمل أن تكون خلال عام من الآن، نهاية 2020، فالجامعة جاهزة من خلال البرامج، والتكلفة المبدئية للمرحلة الأولي التي تعادل جامعة تصل إلي 4 مليارات جنيه وستضم 21 برنامجا علي الأقل، وكلها برامج ساعات معتمدة مع جامعات عالمية، بالإضافة إلي الجوانب البحثية، فسيتم إنشاء معمل للنانو تكنولوجي، ومجمع لعلم الحيوان،وسيتم إنشاء مستشفي قصر عيني جديد بالمجان لخدمة الفقراء في المرحلة الثانية وفي حال توافر التمويل سنبدأ علي الفور في عمليات الإنشاء ولن ننتظر المرحلة الثانية. ما الجديد الذي تقدمه جامعة القاهرة في 2019 عام التعليم؟ أعلنا تطبيق مقرر التفكير النقدي علي طلاب الجامعة وهذا أحد وسائل تطوير العقل المصري، ويجري حاليا إجراء دورة تدريبية لأعضاء هيئة التدريس الذين سيقومون بتدريس هذا المقرر، والذي سيكون أحد متطلبات التخرج. وأعتبر أن النسخة الثانية من مؤتمر جامعة القاهرة و»أخبار اليوم » مشاركة قوية في العام المصري للتعليم 2019، ونتمني أن يشهد 2019 ثورة في التعليم تعادل ثورة 1919. فنحن بحاجة الي ثورة علي الطرق التقليدية في التعليم. الوافدون أحد أهم أدوات قوتنا الناعمة، ما الصعوبات التي تواجه هذا الملف؟ أول ما أكدت عليه عندي تسلمي مهام الجامعة كان جذب الوافدين والتوسع في برامج الساعات المعتمدة، وتم تسهيل الإجراءات الداخلية والقضاء علي الروتين لجذب الطلاب من الخارج، مع الالتزام بالمقاييس العلمية المطبقة،وبالفعل تضاعف عدد الوافدين ووصل إلي 3 آلاف وافد، وهو ما انعكس علي موارد الجامعة.وأعتقد أن صدور الفيزا الدراسية سيختصر جميع الإجراءات الطويلة لقبول الوافدين، ويساعد بشكل كبير . هل تتفق مع النظام الحالي المطبق في تعيين المعيدين؟ الأفضل الوصول إلي نظام يجمع بين التكليف والإعلان في تعيين المعيدين، فيكون التكليف للأوائل بعد اجتياز مجموعة من الاختبارات للتأكد من استيفاء باقي متطلبات الوظيفة، فالحصول علي أكبر عدد من الدرجات ليس كافيا للتعيين في وظيفة معيد،فلابد من تغطية الجوانب الشخصية، ولهذا فالأفضل نظام يجمع بين التكليف ووضع معايير دقيقة لاختيار أفضل العناصر، والأفضل أن تكون هذه المعايير وفق نصوص في قانون تنظيم الجامعات حتي لاتكون موحدة ولا تتدخل الأهواء في الاختيار. ونحتكم الي تقديرات الأعلي وبالتوازي توجد اختبارات يمر بها، وليس مقابلة شخصية، وهذه الاختبارات تكون موضوعية تحريرية لضمان الشفافية. ماذا عن زيادة دخول أعضاء هيئة التدريس؟ دورنا مساعدة الدولة وألا يكون العبء كله علي الدولة، لهذا أصدرنا قرارا بزيادة أجر الاشراف علي رسائل الماجستير والدكتوراه والتحكيم، وبهذا فأنت تقوم بزيادة دخول أعضاء هيئة التدريس بطريقة غير مباشرة، ونظير عقد، والتوسع في برامج الساعات المعتمدة أتاح الفرصة لأعضاء التدريس لزيادة دخولهم، فيحصلون علي أجور اضافية، ورغم كل الظروف الجامعة وعلي مدي العامين الماضيين لم تقم برفع تكاليف العلاج علي أعضاء هيئة التدريس والعاملين، وكان من المفترض أن يسدد أعضاء هيئة التدريس رسوما نظير سفرهم للخارج وتم وقف ذلك ليساهم في زيادة دخولهم، والجامعات عليها إيجاد طرق بديلة لزيادة الدخول، والجامعة الدولية ستساهم في زيادة الأجور أيضا.