أستاذ جامعي أخذ أولاده من القاهرة.. زوجته وثلاثة أولاد صغار وانطلق في طريقه لزيارة الاسرة في المنصورة بعد قليوب أوقفته سيارة نصف نقل نزل منها ثلاثة انطلقوا يسبونه سبابا لم يسمع أولاده مثيلا له حتي في التليفزيون. أخذوا السيارة.. لم ينطق فقد كانت أيدي الثلاثة علي الزناد مسدسات خرطوش صناعة محلية.. اخذوا السيارة ومضوا.. السيارة بالتقسيط لم يدفع من ثمنها سوي قسط واحد.. أشد ما كان يعذبه هو ماذا يقول لأولاده الصغار؟!.. في إمبابة وفي عز الظهر خرج فريق من البلطجية.. اغلقوا شارعا رئيسيا من الجهتين.. انطلقت فرقة أخري ومرت علي المحلات وجردوها من كل ما في خزائنها من أموال مع توزيع السباب والشتائم علي اصحابها.. في شارع عبدالعزيز وقصته نشرتها الصحف هجموا علي جميع المحلات وعندما تصدي لهم اصحابها دارت معركة شرسة سقط فيها عشرات الضحايا.. طالبة في احدي جامعات القاهرةالجديدة وعلي الطريق الدائري.. ونهارا أوقفوها.. اسمعوها كلاما كان أقسي واشد علي نفسها من سرقة السيارة.. هذه نماذج فقط مما يحدث الآن في الشارع المصري.. وفي الجانب الآخر سمعت في برنامج صباح الخير يامصر مفكرا حزبيا كان طوال عمره ناشطا في الحزب الشيوعي المصري.. هو الآن يصف نفسه بالليبرالي »انجعص« في الكرسي امام الكاميرا.. اخذ يتكلم بصوت منغم كأنه المرحوم طه حسين يدافع عن حقوق الانسان المهدرة ويطالب في اصرار بالغاء قانون الطوارئ وقد نسي الناشط الهمام ان جميع الثورات التي شهدها التاريخ تمت عبر بحر من الدماء.. الثورة الشيوعية التي قضي عمره يسبح بحمدها ذبحت عشرات الملايين من المعارضين.. الثورة الفرنسية قبلها ذبحت الملايين لدرجة ان »المقصلة« التي قطعت أعناق الفرنسيين كانت ابرز واشهر مبتكرات الثورة الفرنسية.. الناشط السياسي الهمام يقول انه يجب أن يحاكم هؤلاء البلطجية بالقانون العادي وقد نسي هو وامثاله الكثيرون الذين يتاجرون اليوم بشعارات الحرية ان جميع هؤلاء البلطجية. »مسجلون سوابق« وأن أي واحد فيهم عليه 01 أو عشرين حكما وان القانون العادي تستغرق اجراءاته سنين طويلة وفي النهاية سوف يضيف حكما واحدا لعشرات الاحكام التي لا يهتم به ولا يعيرها التفاتا.. والسجن أصلا يوفر له الطعام والمأوي اللذين لا يجدهما.. الثورة المصرية لم تكن كالثورة الروسية أو الفرنسية وذلك هو سر اهتمام العالم بها وانها لجريمة كبري أن نترك هذه الثورة ليسرقها مثل هذا المتنطع الحزبي الذي لم يعد يجد هو وامثاله سوي المتاجرة بالشعارات شعارات الحرية وحقوق الانسان وسيادة القانون وانني لاسأل أي حرية وأي حقوق لبلطجي يروع الناس ويسخر من القانون.. أي حرية لمن يسرق الثورة المصرية بشعارات يستهدف بها جذب اهتمام بعض المخدوعين.. أي حرية لاشخاص يتزعمون المظاهرات اليوم رافعين شعارات براقة وهدفهم هو تجنيد هذه القطعان المتوحشة والشرسة التي تنشر الخوف والفزع والرعب بين المواطنين.. ليقل هؤلاء ما شاءوا اما انا ولوجه الله والوطن والانسانية فأنني اصرخ وأقول نعم للطوارئ. ولله الأمر