مع توجيه أمريكا صفعة قاسية للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بفرضها عقوبات علي قطاع النفط ودعوتها للجيش بالتخلي عنه بات الطوق يضيق حول عنق مادورو رغم تحديه لواشنطن ودعوته للحوار مع المعارضة ودعم روسيا له في مواجهة أمريكا في حين يعقد البرلمان برئاسة منافسه خوان جوايدو اجتماعا لدفع مادورو للرحيل وسط استعدادات لمظاهرة حاشدة اليوم. ووجه مادورو خطابا للرئيس الأمريكي »دونالد ترامب» بالإنجليزية طالبه فيه برفع يديه عن بلاده وتركها لشأنها وحمله مسئولية أي دماء قد تراق فيها. جاء ذلك خلال ترحيبه بالدبلوماسيين الفنزويليين الذين عادوا من أمريكا بعدما قطع مادورو العلاقات مع واشنطن. وتوعد مادورو بالانتقام قانونيا وسياسيا من واشنطن بعد فرضها عقوبات علي شركة النفط الفنزويلية »بي دي في اس ايه» متعهدا بالرد واتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لحماية ممتلكات البلاد في واشنطن خلال ساعات. ووصف مادورو هذه العقوبات التي تسببت في صعود أسعار النفط بأنها غير شرعية. وفي الوقت نفسه دعا مادورو المعارضة في بلاده إلي بدء جولة مفاوضات. وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد أعلنت أمس الأول أنها حظرت جميع أصول ومصالح شركة النفط الفنزويلية ووضعتها تحت ولايتها القضائية ومنعت التعامل معها. وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين إن بلاده ستستثني بعض الدول الأوروبية ومعامل التكرير بمنطقة البحر الكاريبي وأمريكا لشراء النفط الفنزويلي. كما دعت أمريكا الجيش الفنزويلي إلي القبول بانتقال سلمي ودستوري للسلطة من مادورو إلي جوايدو. وأعلن جوايدو لهيئة إذاعة وتلفزيون ألمانية أنه الرئيس الشرعي الوحيد للبلاد. وعلي تويتر قال جوايدو أنه سيتولي السيطرة علي أصول فنزويلا في الخارج لمنع مادورو من التصرف بها. واعتبر »جوايدو» في مقابلة مع قناة »سي إن إن» الأمريكية أن مادورو ليس بوسعه حماية مصالح المستثمرين الأجانب. وكشف جوايدو عن إجرائه محادثات سرية مع ترامب ومع رؤساء آخرين في المنطقة محورها الشعب والوضع الإنساني في فنزويلا. وأضاف أنه ناقش قضية الاستيلاء علي السلطة في البلاد وضغط السلطات علي محتجي المعارضة. ووفقا للأمم المتحدة، قتل 40 شخصا واعتقل 850 آخرون خلال أعمال عنف شهدتها البلاد في الفترة ما بين 21 و26 يناير الجاري. وفي روسيا قال وزير الخارجية سيرجي لافروف إن أمريكا تنتهك القانون الدولي في فنزويلا وسنتخذ كل الخطوات الضرورية لدعم مادورو. وأضاف أن العقوبات تصل إلي حد محاولة مصادرة أمريكا لأصول فنزويلا. وحذر الكرملين مجددا من العواقب السلبية لأي تدخل عسكري أجنبي في شئون فنزويلا. في المقابل، أعلنت وزيرة الخارجية الكندية كريستيان فريلاند أن بلادها ستستضيف اجتماع طارئا لمجموعة »ليما» التي دعت مادورو إلي التنحي من منصبه لبحث الأزمة في 4 فبراير المقبل في أوتاوا. كما سيناقش وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الأزمة خلال اجتماع غير رسمي يومي الخميس والجمعة المقبلين في رومانيا.