أعلنت لجنة جائزة نوبل للسلام فوز ثلاث سيدات بجائزة هذا العام هن: رئيسة ليبيريا »إلين جونسون سيرليف«، وناشطة ليبيرية أخري: »ليما غبوي«، والناشطة اليمنية: »توكل كرمان«. وقالت اللجنة إنها تمنح الجائزة لهؤلاء النساء الثلاثة: [تقديراً لكفاحهم السلمي لحماية المرأة والدفاع عن حقوق المرأة للمشاركة بشكل كامل في أعمال صنع السلام]. وأضافت: [لا يمكننا بلوغ الديمقراطية وإقرار السلام في العالم، إلا إذا حصلت المرأة علي فرص متساوية مع الرجال، للتأثير علي عمليات التنمية المجتمعية باختلاف مستوياتها]. وتُعد إلين جونسون، وهي من مواليد عام 1938 في العاصمة الليبيرية منروفيا، أول امرأة يتم انتخابها لرئاسة دولة أفريقية. الفائزة الليبيرية الثانية ليما غبوي ترأس مؤسسة منظمة أفريقية تُعرف باسم »المرأة من أجل السلام والأمن« وسبق أن فازت بجائزة »الشجاعة« التي تمنحها مؤسسة الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي. وجاء فوز اليمنية الشابة: توكل عبد السلام كرمان 23عاماً بالجائزة تقديراً لدورها في الدفاع عن حقوق المرأة في الدول العربية، وكذلك دفاعها عن حرية الصحافة، من خلال تأسيسها منظمة »صحفيات بلا قيود«. وقالت الناشطة اليمنية لشبكة CNN إنها تهدي الجائزة التي حصلت عليها إلي الشعب اليمني ولكل النساء العربيات. أتصوّر أن النساء العربيات والأفريقيات بصفة خاصة ونساء باقي دول العالم الثالث سعدن كثيراً بهذه الجائزة العالمية التي أثبت منحها لثلاث منهن اعتراف العالم بدور المرأة في مشاركة الرجل في التعبير عن الشعوب المظلومة والتصدي للظلم والتضحية في سبيل الحرية. وأتصور أيضاً أن الرجال العرب والأفارقة فرحوا بدورهم بأعظم جائزة نالتها ثلاث سيدات من نسائهم، دليلاً علي براءة الرجل العربي الأفريقي من اتهامه بقمع المرأة واضطهادها وحرمانها من أبسط حقوقها في مشاركته والمساواة معه في الحقوق والواجبات. وحاولت تأكيد هذا التصوّر الشخصي من خلال التنقل بين مواقع النت العربية للتعرف علي آراء الرجال تعبيراً عن فرحتهم الكبري بحصول إمرأة عربية علي جائزة نوبل للسلام. وأعترف أنني كنت مبالغاً في توقعاتي. فقد صدمت في قلة الرجال العرب الذين رحبوا وباركوا حصول السيدة اليمنية توكل عبدالسلام كرمان علي الجائزة، بالمقارنة بكثرة المعارضين والرافضين والمنددين بالفائزة وجائزتها! فمثلا.. أحد زوار موقع إلكتروني كان رائعاً عندما كتب بتوقيع ابن شاهين: [نعم.. المرأة توكل توكلت علي ربها ووقفت أمام الباطل، ولو كان النساء كما ذكرت لفضلت النساء علي الرجال]. و زائر آخر أعجبني تعليقه القائل: [إن الشعب اليمني فخور بهذه الثائرة التي تستحق اكثر من هذا، لانها فعلت ما لم يفعله رجال . وسؤالي: ماذا نال علي صالح من جوائز؟!]. ثم كانت الصدمة مع توالي التعليقات المضادة. أحدهم كتب يقول: [نال نفس الجائزة مجرما الحرب: شارون وبيريز. وهناك تشابه إذاً مع توكل كرمان!]. وتزداد الصدمة مع تعليق آخر: [شيء يبسط فعلاً: المنظمة الصهيونية العالمية تكرم إحدي بنات المسلمين! حلوة حقاً.. واحنا آل مبسوطين؟! بصراحة.. إنها مهزلة وذل سوف يستمر حتي ينصر الله الإسلام ويأتي الله بقوم آخرين. إحنا ما ننفع. إحنا مذلولين. سؤال :ما دخل اليهود بالإسلام حتي يكرموا إمراة مسلمة؟!]. .. ولا تعليق.