لعل أكثر الأمور اثارة للسخرية علي الاطلاق، تلك المحاولات المستميتة من جانب قيادات وكوادر الجماعة الارهابية، للربط التعسفي بين الجماعة والانتفاضة الشبابية التي هبت في الخامس والعشرين من يناير 2011، والادعاء بأنهم هم المفجرون لهذه الانتفاضة وقادتها. يدعون ويؤكدون ذلك في الوقت الذي يدرك فيه الجميع وهم أيضا يدركون، ان كل صلة للجماعة بالانتفاضة الشبابية هي الانقضاض عليها واختطافها، والانحراف بها عن مسارها الصحيح، واستغلالها واستخدامها مطية لتحقيق أطماعهم في الحكم، وشبقهم للسلطة والسيطرة علي مقاليد البلاد والتحكم في رقاب العباد. والكل يدرك وهم أيضا يدركون، انهم استطاعوا تحقيق غرضهم بالحيلة والخداع واللعب علي كل الحبال، بالاتفاق الكاذب مع السلطة التي كانت قائمة،..، في ذات الوقت الذي كانت فيه الجماعة تتآمر وتتفق مع قوي الشر الإقليمية والدولية، المتربصة بمصر وشعبها، سعيا لاسقاط الدولة واشاعة الفوضي والعنف في البلاد والمنطقة. وكان التآمر للأسف في اطار التزامهم بتنفيذ المخطط المعد سلفا، لخدمة أغراض وأهداف هذه القوي، الساعية لهدم وتفكيك الدول بالمنطقة العربية، بعد تدمير دروعها الحامية وأعمدتها القوية في الجيش والشرطة، علي ان يتم البدء بمصر حتي يسهل التعامل مع بقية الدول. وفي هذا الاطار، أصبح من الثابت يقينا ان ما جري في الخامس والعشرين من يناير 2011، لم يكن غير فرصة مواتية للجماعة للقفز علي السلطة وتولي الحكم، والتمكن من السيطرة علي مفاصل البلاد، كخطوة لازمة وضرورية لإقامة دولة الجماعة بدلا من الدولة المصرية. هذه هي الحقيقة فيما حدث، وهو ما أدي بالفعل لوصول الجماعة الي الحكم في غيبة من الرشد والوعي العام، وفي ظل موجة شديدة الوطأة من الخداع والتضليل والتآمر،..، ولكن الله سلم وانكشفت المؤامرة وظهر الوجه القبيح لجماعة التطرف والضلال، فخرجت الملايين الي الشوارع والميادين لاسقاط حكمهم البائس، ونزع الشرعية عنهم،..، فكانت ثورة الثلاثين من يونيو التي حققت ارادة الشعب وأنقذت مصر من الضياع.