كان للأستاذ مصطفي بلال الفضل الأول بعد الله، في دعم اختيار الأستاذ ياسر رزق عندما كان رئيسا لتحرير الأخبار، لتولي مسئولية إصدار عدد الأحد والإثنين من كل أسبوع، حيث كانت فرصة للاقتراب من نموذج نادر للعطاء بلا حدود، والمساندة المطلقة، وعشت هذه الفترة مستفيدا من نصائحه، مطمئنا للقرب منه، منفذا لملاحظاته. ويظل المشهد الذي لن أنساه في حياتي، عندما قرر كفارس مغوار الترجل عن حصانه، عندما بلغ سن الستين، مقررا بكامل إرادته التوقف عن إدارة العمل في الأخبار، في فترة كان الجميع في أمس الحاجة إليه، يومها تحول مكتبه عدة مرات إلي مظاهرة، حب شاركت فيها مع عدد كبير من شباب الأخبار، في دفعه دفعا للتراجع عن قراره، ورغبة من الجميع في استمراره علي رأس العمل التنفيذي، وكانت تلك رغبة ملحة أيضا من الصديق محمد حسن البنّا رئيس التحرير في ذلك الوقت، وتعددت اللقاءات الثنائية بيننا، وأنا ألح عليه بالاستمرار، وكان رأيي أن الذي عمل بحب كل تلك السنوات، من الصعب عليه أن ينعم بالراحة، بعيدا عن العمل في معشوقته الأخبار، وفِي إحدي المرات قمنا مجموعة من الشباب وأنا، بإجباره علي التوقيع علي العقد الجديد لعمل الزملاء بعد الستين، وسعدنا بإنجاز المهمة، ولكن كان له رأي آخر وأصر علي إنهاء عمله. وكانت عودته للعمل مطلبا من كل الزملاء، ومثل يوم عودته عيدا لكل زملائه وأصدقائه، وأشهد للرجل صدق انتمائه للأخبار، حيث كان عابدا في محرابها، وقدراته الخارقة في نقل خبراته في العمل دون بخل إلي الأجيال الشابة، والتي لم تقتصر فقط علي فنون العمل الصحفي، ولكن أخلاقياته في المقدمة، وأشهد له زهده الشديد، وعفافه التام.. رحم الله الصديق الإنسان رمز العطاء عنوان الشهامة مصطفي بلال.