في مشهد ساحر تتوافد الأنواع المختلفة من الطيور المهاجرة لتحلق فوق سماء العديد من المواقع في مصر، حيث تهرب من الشتاء القارص في أوروبا لتأتي إلي مصر، التي تعتبر ملاذهم الآمن والمليء بالدفء في مثل تلك الأجواء في مواطنها الأصلية، وتقطع مئات الأميال لتأتي إلي جو مصر الساحر بالنسبة لها في الشتاء وحتي تنتهي موجات الثلوج والصقيع في الدول التي جاءوا منها.. وتقطع أسراب الطيور خلال تلك الهجرات الموسمية مسافات طويلة عبر الصحاري والبحار وقمم الجبال العالية والمحيطات. لتصل إلي هدفها في وقت واحد ، قادمة من أوروبا وآسيا في طريقها إلي أفريقيا سعياً وراء مصادر الغذاء وهرباً من صقيع الشتاءحيث تصل المسافة التي تقطعها بعض الطيور إلي 50 ألف كيلومتر في السنة، البعض الآخر تستمر بالطيران بدون انقطاع لمدة تصل إلي 100 ساعة. وبعض الأنواع لها القدرة علي الطيران لمسافات طويلة، ليلا ونهارا، دون توقف بدون طعام أو ماء. وتعتبر محمية الزرانيق الطبيعية وسبخة البردويل بشمال سيناء أحد المسارات الرئيسية لهجرة الطيور في العالم حيث تمثل المنطقة محطة بالغة الأهمية للتزود بالغذاء والراحة للطيور المهاجرة ،حيث يتم حماية أنواع عديدة من الطيور المهددة بخطر الانقراض والأنواع ذات الحساسية العالية والتي انخفضت أعدادها مثل طائر »المرعه»، وأيضاً كمنطقة من المناطق ذات الحماية الخاصة، وتعمل المحمية علي تطوير سياحة مراقبة الطيور حتي تصبح مركز جذب للسياحة المحلية والعالمية تجني ثماره شمال سيناء لتعود بالنفع والفائدة علي المجتمع. ويختلف موسم صيد الطيور المهاجرة من محافظة لأخري، حيث يبدأ موسم صيد الطيور المهاجرة بمطروح والساحل الشمالي الغربي أول سبتمبر وحتي شهر نوفمبر من كل عام،ويعد السمان والقمري واليمام اهم الطيور المهاجرة وهناك طيور أخري اصغر حجما مثل أبوصفير والدقنوش والدبسي وأبوحمرة. وبالنسبة للفيوم صاحبة النصيب الأكبر من تلك الهجرات، يوضح محمد سيد »باحث بيئي» أن العديد من تلك الطيور يتوافد علي بحيرتي قارون ووادي الريان بالفيوم في أشهر نوفمبر وديسمبر ويناير من كل عام،،يوضح أن من بينها طائر الفلامنجو ويعرف باسم »الفنتير»، وهو الأكثر انتشارا من بقية الأنواع في شمال غرب الهند وفي الشرق الأوسط وفي غرب البحر المتوسط وفي أفريقيا، ولا يعتبر من الطيور المهاجرة ولكنه يضطر للهجرة نتيجة لتغيرات الطقس وانخفاض مستويات الماء من موطنه فيبدأ في البحث عن أماكن جديدة تتلاءم معه.. ويوضح أن المحمية تعتبر بوابة الصحراء الغربية ومن أهم مناطق التراث العالمي والتي تتميز بهجرة الطيور إليها، وأنه لم يتسن معرفة هروب بعض الطيور المهاجرة من عدمه، حيث تحتوي المحمية علي نحو 170 نوعاً من أنواع الطيور البرية ما بين مقيمة ومهاجرة وزائرة في فصول الصيف والربيع والخريف والشتاء والقادمة من أوروبا،،يشير إلي أن من بين هذه الطيور 36 نوعًا من الطيور المهاجرة الزائرة في فصول الصيف والشتاء وتتكاثر في المحمية، و31 نوعًا من الطيور المقيمة طوال العام، كما تكثر رحلات صيد الطيور المهاجرة في الفيوم ولعل أبرز ما يتم اصطياده الصقور المهاجرة التي تأتي إلي ساحل بحيرتي قارون والريان، رغم التحذيرات التي تعاقب من يقوم باصطيادها باعتبارها مخالفة تستوجب العقاب.