بالقطع كان لافتا للانتباه بشدة لدي كل المتابعين والمهتمين بالشأن السياسي العام والعلاقات العربية الأمريكية علي وجه الخصوص، ذلك الغياب المتعمد من جانب وزير الخارجية الأمريكي »مايك بومبيو»، للحديث عن عملية السلام في الشرق الأوسط، والرؤية الأمريكية لمستقبل الصراع العربي الإسرائيلي بصفة عامة، والقضية الفلسطينية، علي وجه التحديد، في كل التصريحات والكلمات التي أدلي بها في كل الدول التي زارها خلال الجولة التي يقوم بها حاليا في المنطقة العربية. وعلي قدر ما كان »بومبيو» واضحا كل الوضوح في التعبير عن المصالح الأمريكية في المنطقة، والسعي الحثيث لتحقيق هذه المصالح، التي ركز عليها وذكرها في كل محطة توقف عندها،..، كان أيضا وعلي نفس القدر حريصاً علي تجنب الحديث عن القضية الفلسطينية وسلام الشرق الأوسط، رغم علمه وتأكده أنها قضية العرب الأولي ومفتاح السلام والاستقرار في المنطقة. وفي هذا الخصوص رتب الوزير الأمريكي القضايا التي تهم بلاده في نطاق سياستها وتوجهها الجديد والحالي في الشرق الأوسط والمنطقة في الآتي،..، مواجهة إيران والحد من نشاطها وتوسعها في سوريا ولبنان واليمن، وإقامة تحالف عربي للمواجهة مع إيران، وأيضا لمحاربة داعش. وخلال تصريحاته وكلماته طوال الجولة كان »بومبيو» حريصاً علي التأكيد علي الارتباط الأمريكي الوثيق مع إسرائيل، والحرص علي دعم وجودها ودمجها بالمنطقة باعتبارها الحليف الرئيسي للولايات المتحدة، والالتزام بضمان أمنها وسلامتها في مواجهة تهديدات إيران وحزب الله. وفي هذا الإطار نكون أمام تصور أمريكي جديد للمنطقة العربية والشرق أوسطية، يتضمن تحديداً للمصالح وعلاقات القوي، وأوجه الصراع بين أطرافها وفقاً لوجهة النظر الأمريكية،...، ولكن يبقي السؤال قائما عن مدي التوافق بين هذه الرؤية والتصور العربي للمنطقة؟