كلنا يتمني أن نعيش في الزمن الماضي لكي نستعيد ذكرياتنا مع الطبيعة والناس الطيبين وليس هناك أفضل من أهالينا في الريف لنعيش معهم هذه اللحظات التي افتقدناها ونحن نعيش في المدن الحجرية حتي تحولنا لجزء منها.. كتاب »أوراق العمر الأخضر نعكشة في الذاكرة» لزميلي الكاتب الصحفي الأديب سعيد الخولي أعادني إلي هذه الذكريات الجميلة التي ربما نكون قد افتقدناها تماماً في ريفنا.. الخولي استطاع أن يقدم لنا معلومات غزيرة ومصطلحات رائعة بأسلوب جميل في السرد والحكي مع مجموعة كبيرة من الصور الجميلة لقريته »نكلا العنب».. تحدث الخولي عن الساقية، المقياس، المصطبة، الفرن الفلاحي، ماكينة الطحين، المسحراتي، الغيط في الصباح والمساء، شي الذرة، شجرة الجميز، النخيل. نعم ذكرني عمنا سعيد الخولي بأيام الصبا الجميلة التي قضيتها في بلدتي قرية الصنافين مركز منيا القمح الشرقية، ذكرني بكتاب عمي الشيخ عطية السرس، والفلكة، ولمة العائلة في الدوار، والمذاكرة علي المدق في العصرية، وطبلة عم رزق المسحراتي وصوت عمي الشيخ بنداري في أذان الفجر وشادر البطيخ وطبق المش الجميل وحصيرة الجبنة، وصاجات الكعك والبسكوت، وكنافة عمي حامد، شكرا عمنا الكبير سعيد الخولي علي هذه التحفة الجميلة التي اعادتنا للزمن الجميل الذي افتقدناه تماما.