أعلن سائقو التوك توك انهم سينظمون »مليونية« بميدان التحرير اعتراضا علي قرار محافظ القاهرة بعدم السماح لهم بالسير في الشوارع الرئيسية بالمحافظة وترحيلهم الي الجيزة. كما أعلنت بعض الاطياف السياسية والائتلافات الثورية عزمها علي تنظيم جمعة استرداد الثورة.. وهناك دعوة ثالثة لتنظيم مليونية يوم 6 أكتوبر للاعلان عن رفضهم لاعلان حالة الطواريء.. وكلها دعوات لا تصب في صالح هذا البلد الذي أنهكته الاضرابات والاعتصامات والمظاهرات والمطالبات الفئوية وغير الفئوية. ولكل هؤلاء أقول: اتقوا الله في بلدكم.. ان الاقتصاد المصري ينهار بسرعة رهيبة.. البورصة تتهاوي.. والاستثمارات تهرب.. ونحن مازلنا نتصارع علي »الكعكة« التي لم يبق منها شيء يؤكل. لقد صرح مصدر رفيع المستوي يوم الاثنين الماضي »أمس الاول« ان مصر تمر بظروف اقتصادية استثنائية بسبب عدم العودة للعمل والانتاج بالشكل المطلوب والمطالبات والمظاهرات الفئوية.. وتراجع معدلات الاستثمار الي جانب احجام الدول العربية عن تقديم المساعدات التي وعدت بها.. ويبدو أن هذه المساعدات لا تخرج عن كونها مجرد كلام وتصريحات في وسائل الاعلام- علي حد قول المصدر رفيع المستوي. وأرجع المصدر كل ذلك الي حالة عدم الاستقرار السياسي والغياب الامني.. ولذلك فإن مصر تحتاج الي مزيد من الاستقرار لعودة المستثمرين. ان هذا التصريح الخطير يتطلب من كل من يعيش فوق هذه الارض ان ينحي كل مطالبه جانبا وان يسعي للعمل والانتاج لانه لن يعيد بناء مصر الا سواعد ابنائها.. وعلي الجميع ان يعلنوا عن تعليق مطالبهم لحين دوران عجلة التنمية مرة أخري. لقد أعجبني حوار الفنان المبدع محمد صبحي في برنامج مصر الجديدة علي قناة الحياة مع معتز الدمرداش.. لقد شخص صبحي الداء بكلمات صريحة وربما موجعة حينما قال ان مصر تغتصب من ابنائها.. كل منهم يسعي للحصول علي اي مكاسب بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة.. ونسوا ان اية مكاسب لابد ان تأتي نتاج عمل وانتاج.. وطالب الجميع ان يعيدوا بناء مصر بجهدهم وعرقهم وبعدها سيحصد الجميع ثمار خيراتها. يجب ان ننظر الي المستقبل بأمل ولا نتعجل جمع الغنائم قبل انتهاء المعركة حتي لا يلتف علينا الاعداء فلا نحصد الا الخيبة والعار والهزيمة.. ويومها ستواجهنا اخطر معركة وهي ثورة الجياع والمهمشين وسكان العشوائيات واطفال الشوارع وغيرهم من الفئات التي صبرت طويلا علي الظلم والفقر والجوع والمرض وكان أغلبهم وقود ثورة 52 يناير التي التف حولها الانتهازيون واصحاب المصالح ليقوضوها ويفرغوها من أهم واجمل اهدافها وهي العدالة الاجتماعية التي لن تتحقق بالاعتصامات والمظاهرات والمطالب الفئوية ولكن تتحقق بالعمل والانتاج في المزارع والمصانع. لن أمل من تكرار التنبيه علي ان افضل دواء للحالة التي نمر بها هذه الايام هو العودة للعمل والانتاج دون قيد أو شرط.. واعتقد ان الاغلبية الصامته من ابناء شعبنا يشاركونني هذا الرأي وعلينا جميعا ان نخرج وفي يد كل واحد منا فأسا.. لنقطع رأس من يهدم بلدنا ونبقر بطن ارضنا الطيبة لنخرج منها الخير كله. لقد انتهي عهد كانت فيه الحكومة هي ماما وبابا توفر لنا كل ما نحتاجه.. فالحكومة الان عاجزة في ظل تردي الاوضاع الاقتصادية واذا انتظرناها سنموت من الجوع ولكن علينا ان نبدأ الان في بناء اقتصادنا بعرقنا ودمائنا.. فالدول لا تبني بالمظاهرات والاعتصامات ولكن تبني بالعمل والانتاج.. مش كده يا بتوع المليونيات؟.