كان الرئيس عبد الفتاح السيسي محقا عندما وجه اللوم للإعلام خلال افتتاحه عددا من المشروعات القومية، فقد انحرف الإعلام عن المسار وظهرت قنوات شاذة هدفها البلبلة والتشكيك تستقي مادتها وبرامجها من صفحات ومواقع مضللة، قنوات كثيرة تبتلع طعم الجماعات الإرهابية وتجري خلف صفحات دشنتها أجهزة مخابرات معادية تحمل سموما وتسعي للهدم. كلنا في منظومة الإعلام نتحمل المسئولية سواء إذاعة أو تليفزيونا أوصحافة، فمستوي الهلث ارتفع بمحطات إذاعية تجري وراء الهيافات وتفتقد التوجيه والتثقيف والإرشاد، وكيف إذا كان المذيعون يفتقدون الثقافة فمابالك ببرامج التليفزيون التي تسعي لقصص الإثارة والجنس والجريمة وإبراز السلبيات، تعاموا عن الإنجازات التي انتشرت في ربوع المحروسة من كباري وطرق ومزارع المليون ونصف المليون فدان والمزارع السمكية في غليون، ولم يلفت انتباههم المدن التي شيدتها سواعد المصريين ولا الأنفاق والقناة التي بدأنا معها اعادة رسم خريطة البناء والإعمار، أتفق مع ماقاله الرئيس السيسي ويجب ان تتواصل اجهزة الدولة مع الإعلام وتوجه وترشد حتي تتبلور الأفكار وتتوحد الرؤي ويصل للناس المعلومات موثقة لتكون ردا شافيا علي المغرضين. ويجب التواصل مع الصحافة ومدها بالمعلومات والتخلي عن سياسة غلق الأبواب، وعلي الدولة ان تجدد الدماء باختيار كفاءات صحفية والتخلي عن المنتفعين الذين يسعون لجني المكاسب والاسترزاق والتشدق بالوطنية وهم متلونون مع كل حاكم ويبحثون عن أنفسهم فقط ولايشغلهم سوي التشبث بكراسيهم فضيعوا المهنة فانفض القراء. ووسط تحديات قاسية وفي توقيت مهم وعصيب يأتي اختيار الرياض عاصمة للإعلام العربي 2018-2019، وسط فاعليات ومشاركات مهمة، وتطلق المملكة العربية السعودية عدة مبادرات تهدف إلي الارتقاء بدور الإعلام العربي لمستوي التحديات التي تواجه العالم العربي. اختيار الرياض جاء مناسبا لما تحمله المملكة من ريادة وعراقة وأصالة. وجاءت تصريحات عبدالله المغلوث، المتحدث الرسمي باسم وزارة الإعلام السعودية، لتؤكد اصرار السعودية علي تطوير منظومة الإعلام العربي بأفكار جادة تتواكب مع رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهو ما أشار إليه الدكتور عواد بن صالح العواد، وزير الإعلام السعودي،وقد كان لأستاذنا الكبير وشيخ الصحفيين مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام رؤية ثاقبة بخبرته وحنكته ليؤكد ببعد نظره أن هناك فرصا متاحة الآن للعمل الإعلامي العربي المشترك بصورة ناجحة من خلال الاتفاق والالتفاف حول ميثاق شرف صحفي وإعلامي والحفاظ علي ثوابت ومقومات الأمن القومي العربي، لمواجهة الإرهاب. دوما وأبدا تظل مصر والسعودية باتحادهما وتعاونهما خير سند للأمة العربية ليس فقط في الإعلام بل في كل المجالات.