زيارة جريدة »الأخبار» الأخيرة لشمال سيناء لمتابعة العملية العسكرية الشاملة كانت في يوليو الماضي، وقمنا خلال الرحلة بزيارة مدينة العريش للوقوف علي الحالة العامة في شوارع العريش ورصد حقيقي وواقعي للحياة اليومية لأهالي شمال سيناء الشرفاء الذين تحملوا - وما زالوا - المسئولية جنبا إلي جنب مع قوات الأمن من الجيش والشرطة، يحلمون باليوم الذي تنقطع فيه يد الإرهاب، ويتم إعلان سيناء خالية تماماً منه.. الأوضاع في الشارع في تحسن ملحوظ منذ زيارتنا في يوليو الماضي وحتي الآن، ويرجع ذلك إلي النجاحات المتتالية التي حققها ويحققها أبطالنا من القوات المسلحة والشرطة، في حربهم للقضاء علي الإرهاب، حيث يعيش الأهالي الآن حياة طبيعية بالذهاب للعمل في أمان والطلاب إلي مدارسهم، والنساء في الأسواق لشراء مستلزمات المنزل، وسط توافر المواد الغذائية واحتياجاتهم اليومية من السلع والمنتجات، وكذلك انتظام العمل بالبريد والبنوك، وعودة محطات الوقود للعمل لتزويد السيارات بالغاز الطبيعي أو البنزين للسير بشوارع العريش.. لمسنا خلال الزيارة حجم المشروعات التي يتم تنفيذها علي أرض الواقع بشمال سيناء، لتتحقق مقولة: إن القوات المسلحة يد تبني ويد تحمل السلاح، فهناك عشرات المشروعات التي خرجت للنور. أجواء المدينة الآن تنم عن نجاح العملية العسكرية، فحالة الاطمئنان والأمن والأمان التي يشعر بها المواطن السيناوي أصبحت واضحة للجميع، وسط تعاون كبير من الأهالي مع الجهات الأمنية في القضاء علي الإرهاب. سيناء الآن تشهد معركة »تنمية»، والتي تأخذ الاهتمام الأكبر من الدولة، لتوفير حياة كريمة لأهالي سيناء الشرفاء الذين تحملوا الكثير والكثير، وذلك إيمانا من أن الإرهاب لن يتم القضاء عليه بالسلاح فقط، ولكن بالتنمية والتعمير، والثقافة، والتعليم والفنون.. هذه الزيارة كشفت لنا المعدن الحقيقي لأهالينا في سيناء، وعلمنا مدي وطنيتهم وحبهم وتقديرهم لبلدهم، واستمرار دعمهم الكامل للقوات المسلحة والشرطة في الحرب ضد الإرهاب. أبطال القوات المسلحة نجحوا في القضاء علي الإرهاب بنسبة كبيرة وتدمير بنيته التحتية أكد اللواء محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء،أن القيادة السياسية تولي اهتمامًا كبيرًا بسيناء، وتضعها علي رأس أولوياتها في خطط التنمية والتطوير، مؤكدا أن انطلاق العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 كانت هي نقطة البداية للتنمية والازدهار في سيناء . وأوضح أن التنمية هي أساس الأمن والمبدأ الرئيسي الذي يقوم به بعمله كمحافظ لشمال سيناء وهوأيضاً توجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي. وقال في تصريحات صحفية له خلال زيارة »الأخبار» لشمال سيناء - أن أبطال القوات المسلحة نجحوا في القضاء علي العناصر الإرهابية بنسبة كبيرة، فضلا عن تدمير البنية التحتية للإرهاب وحصاره وقطع الإمدادات عنه الأمر الذي انعكس بشكل إيجابي علي أمن واستقرار محافظة شمال سيناء وأهلها، مضيفاً أن محور التنمية يشمل المجالات الزراعية والتنمية الصناعية والتعدين. وأضاف أن شمال سيناء بدأت بالفعل مرحلة التحدي للبناء والتنمية، مقدماً الشكر للقوات المسلحة التي لعبت دورًا مهما في تحقيق التنمية في مصر في هذه الفترة الحرجة من عمر الوطن والإشراف علي العديد من المشروعات القومية. 3 ملايين مواطن وأشار إلي أن الهدف الرئيسي من التنمية هوجذب المواطنين من الوادي والدلتا إلي الانتقال إلي سيناء، حيث نستهدف جذب من 2 إلي 3 ملايين فرد للعيش والاستقرار في سيناء، موضحا أن ثقافة الخلط بين المواطنين في كافة أنحاء الجمهورية سيساهم بشكل كبير في النمووالازدهار والتنمية . وأكد »شوشة» انتظام العمل في المصالح الحكومية والمنشآت العامة لتقديم خدماتها للجمهور، موضحا أن الفترة القادمة ستشهد الاستغلال الأمثل لكافة موارد سيناء. وأوضح محافظ شمال سيناء أن أعمال التنمية تتم علي كافة المستويات في المحافظة سواء زراعية أوصناعية أوتجارية وغيرها، كاشفاً عن وجود عدد من المشروعات القومية الزراعية والصناعية التي يتم تنفيذها علي أرض سيناء، أهمها مشروع استصلاح واستزراع 400 ألف فدان علي مياه ترعة السلام، نصيب شمال سيناء منها 275 ألف فدان، وهومشروع عملاق، وسوف يتم طرح الأراضي بالمزاد العلني، خاصة أن هناك مشروعات زراعية سابقة تم بيعها بهذا النظام، وسوف تكون نسبة أبناء سيناء منه حوالي 25% من مساحة الأراضي المطروحة، وانتظروا نتائج المشروع السنة القادمة. قيمة مضافة واضاف أن المحافظة تمتلك ثروة معدنية ذات قيمة اقتصادية عالية تكفي للاستثمار بها لمدة 100 عام، وهناك مخطط للمحافظة لاستغلالها اقتصادياً وتحقيق أفضل عائد منها، باتباع نظرية القيمة المضافة، حيث أننا لن نترك المعدن يتم بيعه كما هومن باطن الأرض، ولكن سيتم تصنيعه لرفع قيمته، سواء سيتم بيعه بالسوق المحلي أوالتصدير، وهناك من ضمن تلك المشروعات مصنع الرخام بوسط سيناء. وأضاف أن الاستراتيجية في مجال التعدين هي رفع الكفاءة وزيادة القيمة المضافة من المنتجات التي يتم استخراجها، وعدم خروج مادة خام بدون أن يكون لها قيمة مضافة. وأشار إلي وجود اهتمام خاص بالعملية التعليمية في المحافظة، قائلاً أن هناك »طفرة» في مجال التعليم في محافظة شمال سيناء ، وتم تطوير منظومة التعليم الجديدة، وشهدت مدارس المحافظة بدء الدراسة في نفس التوقيت مع جميع مدارس الجمهورية وهوما وجد ترحيباً كبيراً من جانب المواطنين، كما أن النظام الجديد للتعليم الثانوي جاهز للتطبيق، كما هوالحال في مدارس العاصمة مثلاً، وتم إنشاء البنية التحتية له لتوفير التابلت التعليمي للطلاب، حيث يوجد بالعريش 173 مدرسة، مقسمة إلي 9 مدارس ثانوية، و34 مدرسة إعدادي، و54 إبتدائي و76 مدرسة للتعليم الصناعي والزراعي والتجاري، وتشهد العملية التعليمية بجميع المدارس انتظاما تاما. وفي الجانب الصحي قال اللواء عبد الفضيل شوشة إنه تم تنفيذ خطة عاجلة لتطوير جميع المستشفيات لرفع مستوي الخدمات العلاجية المقدمة للمواطنين، مشيرًا إلي وجود 4 مستشفيات مركزية بالمحافظة، كما تم عمل بروتوكول مع وزارة الصحة وجامعات القاهرة والأزهر والزقازيق لتوفير 14 أستاذا جامعيا من التخصصات المختلفة من أجل رفع النسق الطبي بمستشفيات شمال سيناء. التنمية المجتمعية وأوضح أن هناك برامج للتنمية المجتمعية يتم خلالها تنفيذ عدد من الخطط والبرامج والأنشطة للنهوض بالمجتمع السيناوي، مؤكدا علي حرص المحافظة علي إنشاء التجمعات البدوية الجديدة التي يجري إنشاؤها، موضحاً أنه سيتم تسليم المواطن السيناوي منزلا و10 أفدنة و6 خلايا نحل، بالإضافة إلي الصوب الزراعية والتي يتم تحديدها وفقا لنسبة الملوحة في المياه، مشيرا إلي أن هذا المشروع الجاري تنفيذه سيسهم في زيادة الرقعة الزراعية بنسبة 5 آلاف و500 فدان، موضحًا أن أبناء شمال سيناء يمارسون كافة الأنشطة الترفيهية والتثقيفية والرياضية المختلفة وأن الحدائق العامة والمتنزهات تعمل بصورة طبيعية. وقدم شوشة الشكر إلي القيادة السياسية والقوات المسلحة والشرطة المدنية لاهتمامها بتنمية سيناء، مشيراً إلي أن كافة الأجهزة التنفيذية والشعبية بالمحافظة تعمل علي قدم وساق لتوفير كل السلع الأساسية والاحتياجات المعيشية للمواطنين، كما أن هناك تعاوناً وثيقاً بين جميع مؤسسات الدولة لتوفير الإمدادات الغذائية وتقديم كافة الخدمات سواء الصحية أوالتعليمية لأبناء المحافظة.