شهد د. جون ماجوفولي رئيس تنزانيا ود. مصطفي مدبولي رئيس الوزراء وزير الإسكان أمس في دار السلام بتنزانيا، مراسم توقيع عقد إنشاء مشروع سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في حوض نهر روفيجي الواقع في »محمية سيلوس» المملوك لوزارة الطاقة التنزانية والفائز بتنفيذه التحالف المصري المكون من شركتي المقاولون العرب والسويدي الكتريك بقيمة 2.9 مليار دولار، وحضر من الجانب المصري د. محمد شاكر وزير الكهرباء ود. محمد عبد العاطي وزير الري وعدد من المسئولين ورجال الصناعة والمستثمرين بينما حضر عن الجانب التنزاني نائبة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وعدد من الوزراء والمسئولين. وقال الرئيس التنزاني جون ماجوفولي، أن مشروع سد روفيجي حلم انتظرناه طوال 40 عاما منذ أن دعا إليه الأب الروحي للدولة ابي جوليس نيريري عام 1967 ولكن لم يتم تنفيذه طوال هذه المدة بسبب تكلفته الباهظة وخاصة أننا دولة فقيرة ولكن يأتي اليوم لنشيده بأموالنا حيث أنه يتكلف 2٫9 مليار دولار أي ما يعادل 1٫6 ترليون شيلنج تنزاني وسوف نشيده مع شقيقتنا مصر التي لجأنا إليها لتنفيذ المشروع كما لجأ السيد المسيح إلي مصر خوفا من القتل. وأكد الرئيس التنزاني، خلال كلمته أن تنفيذ مشروع السد يأتي ليكذب ويرد علي الاعتراضات التي قابلت المشروع أنه سوف يدمر ولكن الحقيقة أنه سيحافظ علي البيئة لأنه سيوقف نزيف الأشجار التي يتم قطعها بمعدل 23 مليون طن سنويا او 583 شجرة يوميا لتصنيع الفحم الذي يستخدم في توليد الكهرباء التي تغذي تنزانيا حيث أن 92٪ من الكهرباء المنتجة تأتي من الفحم و7٪ من البنزين بجانب تكلفتهم العالية ولكن توليد الكهرباء من المياه أوفر بكثير فكل كيلووات يتكلف 36 شيلنج في حين باقي المصادر تتكلف أكثر من 100 شيلنج كما أن السد يكفي لتغطية احتياجات سكاننا البالغين 55 مليون نسمة حتي 60 عاما مقبلا. وكشف جون ماجوفولي، أن تنزانيا رفضت تنفيذ سد علي نهر النيل حرصا وحفاظا علي حصة مصر من مياه النيل واخترنا مكاناً أخر لتنفيذ السد ونحن مستعدون لسداد نسبة مقدم التنفيذ البالغة 15٪ من التكلفة الإجمالية من أجل سرعة بدء الأعمال دون انتظار باقي المفاوضات ونحن نثق في قدرة المصريين علي إنجاز المشروع حتي قبل المدة المقررة ولهذا طلبنا من الرئيس السيسي أن يضع المشروع تحت إشرافه وخاصة أن مصر لديها تقنيات تفوق دول كبري. وأكد الرئيس التنزاني، أن هناك علاقات قوية بين مصر وتنزانيا ممتدة منذ قرون حتي قبل مجئ الاستعمار البريطاني لأرضنا فكان التجار المصريون يأتون إلينا للعمل فاكتسبنا منهم الثقافة واللغة حتي بعض أنواع الموسيقي كما اشتدت العلاقات خاصة بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والأب الروحي لتنزانيا واشتركا في تأسيس الاتحاد الإفريقي والمساعدة في استقلال الكثير من دول القارة. وأكد د. مصطفي مدبولي علي امتنانه للحكومة التنزانية علي حسن الاستقبال وحفاوة الترحيب التي تلقاها والوفد المرافق له خلال زيارته الأولي لتنزانيا. وقال: يشرفني أن أكون هنا اليوم لأشهد مراسم توقيع عقد إنشاء مشروع روفيجي للطاقة الكهرومائية والذي يعد دليلاً علي التزام مصر بدعم الجهود التنموية في تنزانيا ونأمل أن يكون هذا المشروع بوابة لاستكشاف آفاق جديدة للتعاون بين بلدينا. وأكد مدبولي أن مصر وتنزانيا ترتبطان بعلاقات تاريخية وثيقة فاحتفل البلدان في عام 2014 بالذكري الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما عندما أصبح سالم أحمد سالم الأمين العام السابق لمنظمة الوحدة الأفريقية أول سفير تنزاني في مصر في عام 1964 بعد الوحدة بين تنجانيقا وزنزبار. نحن سعداء بالزخم الكبير الذي اكتسبته العلاقات الثنائية بين مصر وتنزانيا في العام الماضي بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي دار السلام أغسطس 2017 والتي تبعها عقد اجتماعات الدورة الثالثة للجنة المصرية / التنزانية المشتركة للتعاون بالقاهرة في يناير 2018 بعد 21 عاماً منذ انعقاد الدورة الثانية في أروشا في عام 1997 ونحن نتطلع إلي مزيد من البناء علي تلك الإنجازات الهامة لدفع العلاقات الثنائية في جميع المجالات. وأوضح مدبولي أنه في السنوات القليلة الماضية بدأت العديد من الشركات المصرية العمل في تنزانيا وعملت جنباً إلي جنب مع الأشقاء التنزانيين في مشروعات تدعم الجهود التنموية والصناعية في تنزانيا وشهدت الأشهر القليلة الماضية وصول العديد من الوفود المصرية إلي تنزانيا وهو ما يعد خير دليل علي الزخم الموجود حاليا في علاقاتنا الثنائية. وأشار رئيس مجلس الوزراء إلي أنه في إطار الاستعدادات المصرية لرئاستها للاتحاد الإفريقي لعام 2019 نتطلع إلي مواصلة التعاون والتنسيق مع تنزانيا في القضايا ذات الاهتمام المشترك في ضوء استعداد مصر والتزامها بتعزيز التعاون الأفريقي وحرصها علي تحقيق نتائج ملموسة خلال فترة رئاستها وأن تكون تلك النتائج نابعة من الاحتياجات الفعلية للبلدان والشعوب الأفريقية. وأكد وزير الطاقة التنزاني، أن بلاده بدأت التفكير في هذا المشروع منذ عام 1967 واكتملت دراساته عام 1980 وحينها كان يمكن تشييده ولكن لم نستطع تسيير أعمال المشروع في هذا الوقت وكانت تأتي الدول لاستغلالنا فقط دون الاهتمام لمصالحنا، وأشار إلي أنه تقرر إطلاق اسم روفيجي علي السد وهو النهر الذي سيقام عليه وليس اسم ستيجلر جورج وهي اسم المنطقة نفسها بسبب أن هذا الاسم يعود لشخص مات في هذا المكان ولذلك لا يمكن تسمية مشروع كبير كهذا باسم شخص نكرة، وأوضح أن ترتيب سد روفيجي بين سدود العالم ال 60 من حيث انتاج الكهرباء ورقم 4 في إفريقيا وإنما الأكبر هو سد النهضة بينما السد العالي ترتيبه الخامس. وأوضح المهندس محسن صلاح رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، أن مشروع إنشاء السد يأتي في إطار خطط الحكومة التنزانية لإحداث نهضة تنموية في البلاد حيث يعد المشروع من أهم وأكبر المشروعات القومية والتنموية في تنزانيا في ضوء ما يتوقع أن يحققه من تنويع مصادر الطاقة في تنزانيا ومعالجة مشكلات الطاقة إلي جانب توفير الاحتياجات المائية اللازمة من خلال التحكم في تصرفات المياه طوال العام بما فيها فترات الفيضان. وأوضح أن المشروع من شأنه إنشاء سد رئيسي خرساني لتخزين المياه اللازمة لتوليد الطاقة الكهرومائية من محطة الكهرباء وكذلك انشاء أربعة سدود أخري لتخزين المياه ليصل إجمالي مخزونات المياه المتوقعة إلي 33 مليار متر مكعب هذا فضلاً عن إنشاء محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية.