تباينت الآراء وتعددت المواقف حول التعديل المنتظر لقانون تنظيم الجامعات.. وقد اثارت بعض الاراء والتعليقات.. والتي يتم الاخذ بها للاسف.. كثيرا من القلق والاحباط بدأ الوزير خورشيد مع حفظ الالقاب لقاءاته بائتلافات ولجان قام بتشكيلها للتشاور.. أعضاء هذه اللجان اساتذة افاضل وأكفاء.. جميعهم اصدقاء عمر وهذا أمر محمود لرجل يريد ان يبدأ طريقه بمشاركة الناس في عقولهم. وقد يظن كثيرون خطأ ان مثل تلك الائتلافات تمثل اغلبية اعضاء هيئة التدريس.. وقد نختلف في ذلك.. فالاغلبية العظمي لاساتذة الجامعات تحتفظ بآرائها ولا وقت عندها لترف مناقشة مبدأ التعيين أو الانتخاب أو وجود الحرس الجامعي من عدمه أو غير ذلك من أمور إدارية وكما يعلم سيادة الوزير خورشيد.. ان استاذ الجامعة في مصر أو أي دولة متحضرة هو راهب في معمله وبين كتبه وتلامذته وقد لا يجد وقتا لمناقشة مثل هذه الامور وسلوكه اقرب الي سكينة الرهبان منه الي حماس الثوار.. وثمة حقائق وآراء نذكرها ونضعها امام الوزير خورشيد قد يجد بينها ما يضيء له الطريق وقد لايجد.. ولكنني ازعم ان قراءتها قد تفيد. أولا: أرجو من الوزير خورشيد التماس الحكمة من الامام الشافعي عندما قال لمحاوره اعطني رغيفا ثم كلمني عن الله ويبدأ فورا في السعي لمضاعفة مرتبات اعضاء هيئة التدريس والهيئات المعاونة وان تكفل الرعاية الصحية لهم حتي يتفرغوا لابحاثهم ورعاية الطلاب واذا لم تستطع فقد لا يفيد سيادته قراءة بقية هذه السطور!!. ثانيا: سيادة الوزير خورشيد.. رغم كراهيتنا للنظام الفاسد والذي اساء لمصر لعشرات السنين القادمة.. لا تبتئس اذا قيل لك أو ادعي احد انك كنت مشاركا في لجنة السياسات ام الفساد في مصر.. فليس كل من عمل مع النظام الفاسد فاسدا.. ولنا في رئيس الوزراء وهو رجل دولة خلوق مهذب واسع الصدر نظيف اليد مثال لذلك وهل هناك من يشكك في كفاءة اللواء عادل لبيب أو الدكتورة فايزة أبوالنجا!!. فالزهرة الجميلة يا سيدي قد تنبت وسط بركة آسنة.. ولكن عتابي لسيادتكم عندما علمت من بعض القيادات الجامعية انك تستمع او تستعين ببعض المتحولين ممن لا يشك أحد في فسادهم وكثير منهم ليس فوق مستوي الشبهات. أعرف ان الوزير السابق قد تسبب لك في ورطة بسبب اصدار قرارات التجديد لبعض المناصب والتي قد لا ترضي عنها.. ونحن معك.. وفي هذا المقام يا سيدي انصحك ان تشكل لجنة من المستشارين الاكفاء ممن لايشك احد في كفاءتهم أو نزاهتهم وخبراتهم الدولية.. وبلا مكافآت لانهم لن يقبلوا بها ولانني اعرف كثيرا منهم ارشح لك علي سبيل المثال لا الحصر. أ.د. احمد عكاشة د. محمد غنيم أ.د محمد ابوالغار أ.د. عبدالجليل مصطفي أ.د حسن نافع- وتستكملها بعلماء من الخارج ومنهم من يحملون نوبل ولهم انشطة علمية مشهودة.. يكونون حولك باقة جميلة تستشيرها في كل أمورك.. وقد يكون ذلك بديلا عن المجلس الأعلي للجامعات. ثالثا: أري اننا اخطأنا كثيرا عندما انحاز الكثيرون للشعارات عن حسن نية أو سوء قصد.. ودون تمعن أو مناقشة هادئة.. تماما مثلما فعلنا بأمن الدولة رغم ان امن الدولة هو أمن مصر وبدلا من نعيده الي مهمته الاصلية وهي الحفاظ علي امن مصر بدلا من امن حسني مبارك ونظامه. قمنا بتغيير اسمه وكأن ذلك غاية المراد.. وبعد ان دمرنا الجهاز واحرقنا الملفات.. ويعلم الجميع ان من بينها قاعدة بيانات للبلطجية واللصوص والجواسيس بين بيانات اخري للشرفاء من انصار المعارضة.. هذا علي المستوي العام.. ويقابله علي المستوي الخاص الغاء الحرس الجامعي دون التفكير فيمن يحل محله للمحافظة علي الارواح والمنشآت الجامعية.. هي اذن دعوة للفوضي ويكفي ما نشاهده من بلطجية بالمستشفيات الجامعية.. الا انني لم اكن سعيدا بأن يقوم الطلبة بتعيين العميد أو اقالته دون سند من القانون مع الاعتذار للزميله الفاضلة والصديقة د. عواطف عبدالرحمن.. لقد هدمنا الحاجز الادبي بين الاستاذ والطالب بفعل فاعل.. ومن يضمن لنا ان ذلك لن يتكرر.. حين لا يرضي بعض الطلبة عن نتائج الامتحانات او من يعترضون علي اي قرار او لاي سبب وهمي آخر.. لقد قضيت اجمل ايام حياتي خلال عملي كوكيل للكلية لشئون الطلاب.. واعرف كيف تكسب ثقتهم دون تنازل عن كرامة الاستاذ والجامعة.. ولهذا حديث آخر.. فقد كانت تجربة ناجحة.. بشهادة الجميع نعود الي ضرورة وجود حرس جامعي مدني مؤهل ولا يهمنا الاسم. رابعا: اخطأنا عندما تجاهلنا عن عمد تجربة الجامعات العالمية بالدول المتحضرة وماذا تفعل في اختيار العمداء.. لان بعضنا عاد ليمارس اطلاق الشعارات ويعيد لنا ذكري الاتحاد الاشتراكي.. رحمه الله.. وشهوة الزعامة عند البعض الآخر.. فقد طلب البعض دون دراسة كافية الموافقة علي اسلوب الانتخاب حتي مستوي رئيس القسم.. ولا نجد لذلك مثيلا واحدا في اي من جامعات العالم المتقدمة.. اقول هذا من واقع خبرتي ورئاستي لاثني عشر مؤتمرا دوليا عملت وزرت وتعرفت علي مئات الاساتذة من اوروبا وامريكا وكندا.. والمتبع في هذه الجامعات هو تشكيل لجنة من الامناء بها ممثل للتعليم العالي والطلبة واحد الشخصيات العامة وبقية اعضاء اللجنة من الاساتذة.. يتقدم لها من يريد تولي المنصب.. وتختار اللجنة العميد بناء علي قدراته وامكانياته وخبراته.. واقترح ان يقتصر الانتخاب ولمدة واحدة علي رئيس الجامعة من بين العمداء الذين تم اختيارهم. خامسا: أري ان يشمل التعديل الجديد حظر النشاط السياسي والديني بالجامعات.. لقد كاتن مزاولة النشاط السياسي للطلاب مقبولة ومطلوبة حين اوصد النظام السابق الباب امام الغالبية العظمي للمواطنين.. وسمح مشكورا لحزب واحد فاسد ومسيطر وبعض الاحزاب الكوميدية مدفوعة الاجر.. بمزاولة هذا النشاط حصريا.. ونري الان ان الاحزاب وسهولة اقامتها والانضمام اليها اصبح ميسورا بل ان تشكيل حزب جديد اصبح ايسر من استخراج شهادة ميلاد!!. واذا عدنا وسمحنا للطلبة كما يطالب بعض الاساتذة بمزاولة النشاط السياسي والديني فما ضرورة وجود احزاب أو مساجد.. انظروا حولكم لن تجدوا جامعة واحدة في العالم تسمح بمزاولة هذه الانشطة الا في بعض الدول المتخلفة. سادسا: ان من طالبوا بإقالة القيادة الجامعية الحالية وفورا؟.. رغم مشاركتنا لارائهم بشأن تدخل أمن الدولة الفاسد في تعيينهم.. اراه منافيا للعقل والمنطق والقانون فكيف نتصور ان يعصف اساتذة الجامعة بالقانون وهم من وضعوه؟.. والمنطق الذي أراه مقبولا.. اذا لم يستقل هؤلاء القادة طواعية حفاظا علي كرامتهم.. اذا كان يهمهم ذلك.. أن ننتظر لحين انتهاء مدة خدمتهم بالمنصب رأفة بالقانون. المبالغة في المطالب قد تصل بنا إلي غيرما نتمني وقد نصل في نهاية المطاف الي ما يتمناه لنا المتحولون والفاسدون من فلول النظام السابق كما يقول المثل الانجليزي ان اقصي الشرق هو الغرب too for east is west لا تتعجلوا في اصدار القرارات الجديدة.. ولا تجعلوا جامعاتنا حقل تجارب. سابعا: لو كنت مكانك سيادة الوزير لبدأت وفورا في تشكيل لجنة تعمل بجد واخلاص لوضع تصور لتحديث المناهج وطرق التدريس والامتحانات.. ثم ارسال البعثات دون ابطاء لعلوم مستقبلية محددة تحتاجها مصر الان وبصورة عاجلة وهي بالتحديد الطاقة المتجددة والنانو تكنولوجي وتحلية مياه البحر.. وتحسين الانتاج الزراعي. كلمة اخيرة لسيادة الوزير خورشيد. كفاك الله شر المنافقين والفاسدين.