لا حديث يعلو في ألمانيا الان عن حديث ما بعد ميركل، وكيف ستكون ألمانيا، فالاعلام والشعب بل الجميع في ألمانيا أو في اوربا بأكملها لا يتحدثون الا عن مرحلة ما بعد ميركل...ما القادم وكيف ستبدو شهور الفصل الأخير في الحكاية ؟. فبتصريحات المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الأخيرة حول انها لن تترشح لرئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي في الانتخابات الجديدة الشهر المقبل، وان أيامها كمستشارة لالمانيا باتت معدودة في 3 سنوات أخيرة أو من يدري ربما قبل ذلك اذا تخلت عن منصبها ادخلت المانيا في دوامة ما القادم، حالة غير مسبوقة من الترقب بل الخوف من المستقبل. فميركل ليست سيدة عادية تحكم بلاد عادية منذ 13 عاما، فهي تعد اقوي امرأة تحكم اقوي اقتصاد اوروبي، فقد ضربت نموذجا ومثالا سيذكره التاريخ علي الدوام، فعندما كانت تذكر المانيا تذكر ميركل، فكيف يتخيل الجميع الان المانيا بل حتي اوروبا بدون هذه المرأة الحديدية. وما زاد الجدل أكثر واكثر بعدما اشعلت بخطابها المرجح انه سيكون الاخير امام البرلمان الاوروبي في الايام الماضية وألقت قنبلة جديدة بإعلانها تأييد فكرة الرئيس الفرنسي ماكرون بتأسيس جيش اوروبي، مما أثار الانقسام بشدة داخل ألمانيا. وقد اظهراستطلاع للرأي في الساعات القليلة الماضية أن حوالي تسعة وستين ونصف بالمائة من الألمان يؤيدون فكرة انشاء جيش اوروبي ويرونه ضرورة في عالم اليوم و خاصة في ظل حكم شخص مثل ترامب للولايات المتحدة، الا ان هناك انتقادا من جانب أحزاب يسارية واخرون يرون أنه يكفي أسلحة وجيوشا في عالم ملتهب بالفعل ولا يحتاج للمزيد من الجيوش بل يحتاج المزيد من الدبلوماسية. فالمحللون السياسيون يرون ان ما تعيشه المانيا الان هو بمثابة الفصل الأخير في قصة غير عادية بالمرة حيث ميركل المرأة التي تحكم وتتربع علي رأس الحزب المسيحي الديمقراطي،قررت اسدال الستارة، ولكنهم يرون ايضا ان اعلانها عدم الترشح مجددا لم يكن وليد هزائم متعددة لحزبها في انتخابات الولايات الاخيرة، بل كان مخططا له منذ فترة منذ ان بدأت شعبيتها في التراجع وبدأ الاعجاب بها يتحول لغضب بسبب فتحها الباب للاجئين في السنوات القليلة الماضية واستغلال الاحزاب المتطرفة كحزب البديل من اجل المانيا لمخاوف الناس واللعب عليها مبرزين بعض المشكلات والجرائم التي يقوم بها عدد من اللاجئين ليقولوا انظروا ماذا فعلت ميركل ببلادكم وحضارتكم الألمانية. والآن يظهر كل يوم اسم جديد لمن سيحل محلها في رئاسة الحزب والترشح لمنصب المستشارية، فأعداؤها القدماء عادوا للظهور بقوة، بالاضافة للاعداء الجدد الذين لم يرضوا عن سياساتها الاخيرة في المانيا وأوروبا بشكل عام. وقد بدأ الاسبوع الماضي وتحديدا في مدينة لوبيك الالمانية السباق علي رئاسة »الحزب المسيحي الديمقراطي»، في أول مؤتمر من ضمن ثمانية مؤتمرات للحزب ستعقد تباعا حتي السابع من ديسمبر المقبل، موعد المؤتمر العام للحزب، والذي سيكون في مدينة هامبورج. فالاجواء مليئة بالترقب وأبرز المرشحين امرأة أخري وسط الكثيرين من الرجال لربما تسطر بذلك نهاية عصر قيادة المرأة لألمانيا اذا لم تفز النائبة أنجريت كرامب كارنباور والتي يطلق عليها ميني ميركل او صورة مصغرة من ميركل، وبدأت اسماء اخري تظهر الان كوزير الصحة الحالي ينس شبين،أو النائب البرلماني فريدريش ميرز الذي يصنف بانه من اعدي اعداء ميركل.