بعيدا عن عبارات التخوين والفلول والاستهداف لضرب الاستقرار في مصر فنحن أمام مرحلة انتقالية حرجة فهل نستطيع أن نخرج من شرنقة هذه اللحظة العصيبة أم سنظل نتصارع من أجل الحصول علي أكبر نصيب من الكعكة الانتقالية ولو كان ذلك علي حساب استقرار مصر؟! فالثورة عندما قامت لتفجر نظاما سياسيا فاسداً ظل جاثما علي أنفاس الناس لم تقم لتخبرنا أن الحياة ستصبح عشية الثورة وردية وأن أحلامنا ستصبح حقيقية أمام أعيننا في التو واللحظة وإنما جاءت لتخبرنا اننا نعيش علي جمر من نيران الفقر والمرض وتعليم متواضع وإمكانيات محدودة فكان من الأولي تحديد أهداف هذه المرحلة الدقيقة ووضع جدول زمني للخروج الآمن من هذه المصاعب الحياتية ولكن ماذا حدث ولماذا اشتعلت النيران وزاد الخراب وأصبحنا في حالة لا تدعو إلي الاطمئنان؟! وأضعنا هيبة الدولة التي هي هيبتنا أيضا؟! لماذا هذا الخوف الشديد الذي ظهر جليا مع قانوني انتخابات مجلسي الشعب والشوري حيث خرجت بعض القوي السياسية تؤكد أن هذين القانونين هما لخدمة أطراف بعينها التيارات الإسلامية وفلول الحزب الوطني.. وهنا أتوقف للحظة إنسانية ألم تطرد الثورة الخوف من صدورنا؟ لماذا لا نأخذ طريقا يجنبنا الوقوع في براثنه مرة أخري فنجاهد الفلول التي جثمت علي حياتنا لتدمرها ونسقطها من اعتبارنا ونذلها في الانتخابات في حالة الترشح ونعلن قوائم بأسماء هؤلاء لحرمانهم من العضوية وهو اختبار أيضا للعصبيات والقبلية هل ستقف بجوار الظالمين أم ستنهض بمصر بإعلان عدم انتخابها لهذه الفلول ولحين تطبيق قانون الغدر نفترض ان بعضا من هذه الفلول استطاعت أن تجد طريقا إلي مجلسي الشعب والشوري هل تتوقف ثورتنا ونتحسر ونندم. لا اعتقد ان المصريين يوافقون علي ذلك فهم أهل صبر ونضال وليس استسلاما، وإلا لجثمت إسرائيل والتي يدعمها العالم كله علي صدورنا . لاشك ان أهداف ثورتنا والجمع المعنونة لا ينكر أحد أنها تحمل في طياتها أهدافا نبيلة ولكن تعالوا نتساءل أليس الأحق بعد الثورة أن تكون وقفاتنا مع النفس أولا وإلي أين نسير بمصر فالكل يعلم أن أعداء الثورة في الداخل والخارج يتربصون بها ويستغلوا هذه التجمعات ليندسوا بينها ويشعلون الحرائق مستغلين الأهداف النبيلة المعلن عنها ولأن شباب الثورة يسلكون التعبير عن أهدافهم بكل صدق وسلم فهم براء مما يفعله الدخلاء ولكن أليست هناك وسيلة أخري للضغط علي المجلس العسكري والحكومة لتحقيق هذه الأهداف والبعد عن التجمعات التي تنتهي للأسف بأحداث مؤلمة تزيد الجراج بين الشعب والشرطة بعدما تقدمنا خطوة للأمام نحو بداية علاقة جديدة تقوم علي الاحترام.. اعتقد اننا بإمكاننا أن نجد طريقا وسطا يجنبنا الوقوع في هذه المشاكل التي صارت مرتعا خصبا للبلطجية مما سبب إحساسا بفقدان الأمن والأمان في الشارع مما استدعي الي تفعيل قانون الطوارئ. علينا أن نصحو أيضا فالكل له مطالب فئوية لتحسين دخله والعيش في حياة كريمة ولكن كيف يتأتي ذلك وعجلة الإنتاج مضطربة والنمو هبط إلي 8.1٪ والاحتياطي النقدي فقد ثلثه وعجز الموازنة في ازدياد؟ الآن إحساسنا بمصريتنا ووطنيتنا علي المحك.. اما ان نعبر هذه المرحلة الخانقة ولو لم تتحقق مطالبنا بالدرجة الكافية ولكننا نملك في نفس الوقت آلية التواصل لتحقيقها مستقبلا والوقوف بالمرصاد لأعدائنا، وإما أن نندب حظنا بأننا أضعنا أعظم ثورة سلمية شهد بها ولها العالم.