رحلة 45 شهراً من ثلوج » » إلي صقيع »برلين» أكتب غداة وصول الرئيس السيسي إلي برلين. لا يمكن إذا نظرت من زجاج النوافذ أن تجزم ما إذا كان الوقت قبل الغروب، أم أنه قبل الشروق. السحب تغطي الشمس تماماً وتخفي أي أثر لها وتحجب زرقة السماء. درجة الحرارة تزيد علي الصفر بخمس درجات، لكنك ستشعر أنها أقل بكثير - لو وقفت في عرض الطريق - بفعل رياح تدفع بالبرودة إلي العظام. ظهر الثلاثاء، يلتقي الرئيس السيسي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في قمة ثنائية، ثم يحضر معها القمة الثانية لمجموعة العشرين ممثلة بألمانيا مع إفريقيا ممثلة بإحدي عشرة دولة. هذا هو اللقاء السابع للرئيس والمستشارة علي مدار 45 شهراً مضت. تابعت القمم السبع في 4 قارات.. في أوروبا، وأمريكا الشمالية، وآسيا، وإفريقيا. لا أستطيع أن أمنع نفسي من المقارنة بين اللقاء الأول واللقاء السابع، لأسباب عديدة منها تشابه ظروف المناخ واختلاف أحوال السياسة. ولست أعرف لماذا يغيب اللقاء الأول عن ذاكرة البعض، برغم أنه كان أحد أهم العلامات علي طريق الخروج من عزلة ما بعد الثلاثين من يونيو. • انعقد اللقاء الأول بين الرئيس السيسي والمستشارة الألمانية في مدينة داڤوس السويسرية، علي هامش المنتدي الاقتصادي العالمي. كان ذلك في 22 يناير عام 2015. قبلها لم يحدث أي اتصال بين الرئيس والمستشارة، إلا مكالمة تليفونية بادرت بها ميركل بعد انتخاب السيسي لرئاسة الجمهورية بأسابيع وأبدت رغبتها في لقائه بعد أن يفرغ من الانتخابات البرلمانية، وكأنها كانت تريد أن تقول: »بعد أن تتأكد من التزام مصر بخطة الطريق وبالمسار الديمقراطي». رغم مرور 4 سنوات، مازلت أذكر تفاصيل ذلك اليوم، كأنها تحدث هذا اليوم. كان اللون الأبيض يسود المكان. الجليد يغطي الشوارع والطرقات والحدائق، والثلوج تكسو أغصان الأشجار وأسطح المباني، في درجة حرارة تقل عن الصفر بخمس درجات. وكانت السماء حبلي بأمطار ثلجية لم يحن أوان سقوطها. داخل مقر منتدي »داڤوس»، كان هناك حدثان يستحوذان علي اهتمام الحضور من قادة الدول والمسئولين وكبار رجال الأعمال ورؤساء كبريات الشركات العالمية. أولهما جلسة انعقدت عند الظهر، كان لها عنوان من كلمة واحدة هو “ALSISI”، وكان المتحدث فيها شخصية واحدة هو »السيسي». كان الكل يريد أن يتعرف علي هذا الرجل، الذي يعتبره عدد كبير أنه أنقذ بلاده، بينما كان يراه البعض أنه قاد انقلاباً علي رئيس منتخب. كانت هذه الجلسة التي نظمتها إدارة المنتدي، فرصة لا نظير لها، ليعرف المشاركون حقيقة ما حدث في مصر، وحقيقة الرجل الذي يضعه المصريون أيا كان رأي الآخرين في منزلة البطل الشعبي. يومها، تحدث الرئيس السيسي أمام ألف شخصية لمدة 20 دقيقة، عن مصر الجديدة التي يبنيها المصريون. ثم أجاب لمدة 20 دقيقة أخري عن 4 أسئلة تناولت »الثورة الدينية» التي دعا إليها لإصلاح الخطاب الديني، والانتخابات البرلمانية المقبلة، ودور شباب مصر في البناء السياسي والاقتصادي، ومستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط. أكثر ما لفت انتباه الحضور هو تفسير السيسي لأسباب ثورتي يناير ويونيو. عن ثورة يناير.. قال السيسي: إن شعب مصر أزال حكم الفرد عندما تجاوز الشرعية. وعن ثورة يونيو.. قال السيسي: إن الشعب نفسه لم يتردد في نزع الشرعية، عمن أرادوا أن يسخروها لتغيير الهوية الوطنية المصرية. الحدث الثاني الذي اجتذب الأنظار في داڤوس، كان اللقاء الذي ذاع نبأ انعقاده عصراً في قاعة المنتدي بين الرئيس السيسي والمستشارة الألمانية. كان سر الاهتمام، أن ميركل بالذات عرفت بأنها من أشد الناقدين لما جري بمصر في الثلاثين من يونيو، وأنها تأخذ موقف صقر الصقور داخل الاتحاد الأوروبي إزاء نظام 30 يونيو. وكان إتمام اللقاء معناه أن ميركل تعيد النظر في موقفها وأن ألمانيا تعدل نظرتها تجاه مصر. 40 دقيقة استغرقها اللقاء الأول بين الرئيس السيسي والمستشارة ميركل. وعلمت يومها أن الرئيس لم يشأ أن يترك المناسبة تمر، دون أن يشرح للمستشارة حقائق ما جري، وأن يوضح لها أن موقفها الحاد المتشدد، بني علي غير معلومات سليمة إزاء ثورة الشعب علي نظام الإخوان في 30 يونيو. حينئذ.. أنصتت ميركل لكلام الرئيس، ثم قالت: الحقيقة أن نظام الإخوان كان يقود مصر لطريق آخر، وأنه أخفق في أمور كثيرة أهمها إدارة الدولة. ولقد أسعدني الحظ في أعقاب اللقاء، أنني توقفت مع الرئيس لمدة 25 دقيقة، وتحدثت معه عن أمور شتي، منها بالطبع لقاؤه مع ميركل. كان رأي الرئيس أن المباحثات كانت ناجحة جداً، وأن ميركل أبدت تفهمها للأوضاع في مصر، وارتياحها للإجراءات الاقتصادية التي اتخذت، وللخطوات السياسية التي تستكمل في خارطة المستقبل، وعبرت عن تقديرها للدور المصري في تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط. وقالت ميركل للرئيس في ختام لقائهما الأول: »سيادة الرئيس.. أنا متفائلة بمستقبل مصر». بدا في نهاية القمة الأولي بين الرئيس والمستشارة، أن الجليد الممتد بين نهري »الراين» و»النيل» أخذ يذوب برغم ثلوج »داڤوس» وصقيعها. منذ يناير 2015، وحتي أكتوبر 2018، اندفعت بين ضفاف النهرين مياه غزيرة. وتواصلت اللقاءات، وتعددت القمم بين السيسي وميركل. جاء السيسي إلي برلين بدعوة من ميركل في منتصف 2015، ثم التقاها في سبتمبر من نفس العام بنيويورك علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ثم في سبتمبر 2016 بمدينة »هانغشو» الصينية خلال اجتماعات قمة مجموعة العشرين. وجاءت ميركل إلي القاهرة بدعوة من السيسي في مارس 2017. وانعقد اللقاء السادس بين الرئيس والمستشارة ببرلين في يونيو 2017. أذكر بوضوح كيف أغلقت ميركل بنفسها صفحة سوء الفهم، أو الفهم السييء لثورة 30 يونيو، وفتحت نوافذ رحبة للتعاون المصري الألماني. كان ذلك في اللقاء الثاني الذي انعقد ببرلين في يونيو 2015. في مستهل اللقاء.. قال السيسي لميركل: »أنتم لا تدركون حتي الآن معني أن ينزل 30 مليون مصري يوم 30 يونيو، يريدون إنقاذ بلدهم من شبح حرب أهلية تحوم فوق رؤوسهم». وردت ميركل بحسم وهي تغلق هذا الملف: سيادة الرئيس.. لو لم نكن أدركنا هذه الحقيقة، ما كنا نستقبلك اليوم في هذا المكان. منذ ذلك التاريخ.. انطلقت مسيرة التعاون بين مصر وألمانيا بمعدلات متسارعة، في مجالات عديدة، وربما كان أبرزها إنشاء 3 محطات عملاقة لتوليد الكهرباء في البرلس وبني سويف والعاصمة الجديدة بطاقة إجمالية 14.4 ألف ميجاوات وبتكلفة 6 مليارات يورو. ذلك النموذج الرائد في التعاون لمصر مع ألمانيا ممثلة في شركة »سيمنس» استحوذ علي جانب كبير من مناقشات القادة الأفارقة المشاركين في القمة الأولي للشراكة بين مجموعة العشرين وإفريقيا التي انعقدت يوم 12 يونيو من العام الماضي. ففي المائدة المستديرة التي جمعت ميركل ورئيس وزراء إيطاليا مع السيسي و7 من القادة الأفارقة، قال جوكيزر رئيس شركة »سيمنس»: إن عمر شركتنا أكثر من 170 عاماً، لكن تجربتنا الجديدة في مصر اعتبرها أهم تجارب الشركة علي طول مشوارها. فهي ليست مجرد عقد لإنشاء 3 محطات كهرباء، وإنما اتفاق واسع وبرنامج شامل يتضمن تدريب أكثر من ألف شاب مصري، وتشغيل أكثر من مائة شركة مصرية وألمانية متوسطة وصغيرة في نموذج رائد. وعقبت ميركل قائلة: بصراحة.. تجربة »سيمنس» ما كان لها لتنجح في أي دولة أخري، والسبب هو دور الرئيس السيسي فبدونه ما كان ممكنا التوصل لهذه النتيجة. ولعل ما يدل علي استمرار تلك التجربة وتواصلها، التوقيع اليوم علي اتفاق مع شركة »سيمنس» لتحديث التعليم الفني في مصر. الغرض الرئيسي للزيارة الثالثة للرئيس السيسي إلي برلين والتي بدأها أمس الأول، هو المشاركة في القمة الثانية للشراكة بين مجموعة العشرين وتمثلها ألمانيا، وإفريقيا ويمثلها بجانب مصر رؤساء دول وحكومات رواندا، توجو، بنين، السنغال، كوت ديڤوار، تونس، المغرب، جنوب إفريقيا، إثيوبيا، غانا، غينيا. ومع ذلك.. حرصت المستشارة الألمانية ميركل علي أن تتضمن هذه الزيارة، شقاً ثانياً لمباحثات قمة بينها وبين الرئيس السيسي، وسلسلة من اللقاءات للرئيس مع القادة الألمان، خلافاً لما تقرر لباقي الزعماء الأفارقة، تعبيراً عن الأهمية التي توليها ألمانيا للتشاور مع الرئيس السيسي والتعاون مع مصر. تعودنا في كل المحافل الدولية التي تتعلق بالتعاون بين تجمعات كبري أو قوي عالمية فاعلة مع دول إفريقيا، أن يكون الرئيس السيسي هو الصوت الأكثر وضوحاً وصراحة ونفاذاً إلي جوهر القضايا، والأكثر تعبيراً عن الهموم الإفريقية. وفي القمة الثانية للشراكة بين مجموعة العشرين وإفريقيا التي تنعقد اليوم »الثلاثاء»، من المتوقع أن يكون دور الرئيس السيسي سواء في مداخلته أو مناقشاته أو مشاوراته مع القادة الأفارقة العشرة المشاركين في القمة، هو الأكثر بروزاً، لسبب رئيسي هو أنه بعد 90 يوماً أو أقل، سيتولي السيسي رئاسة الاتحاد الإفريقي في دورته الجديدة، وسيحمل فوق كتفيه هموم وشجون القارة، بجانب هموم وتطلعات المصريين. صباح اليوم.. تحتضن قاعة »أكسيكا» بالعاصمة الألمانية القادة الأفارقة والمستشارة الألمانية في منتدي للاستثمار يحضره رؤساء نحو 400 شركة ألمانية، ويشمل المنتدي تقديم نماذج ناجحة للعمل في إفريقيا، وسوف يلقي السيسي كلمة يعرض فيها التيسيرات التي أدخلتها مصر علي مناخ الاستثمار والفرص الاستثمارية المتاحة في عديد من الأقاليم والمجالات. والمقرر أن تلتئم القمة رسمياً في مائدة مستديرة عصر اليوم، تتحدث خلالها ميركل ثم مدير عام صندوق النقد الدولي ورئيس البنك الدولي ورئيس البنك الإفريقي، كما يتحدث عدد من القادة الأفارقة، ويوجه عدد من الوزراء الألمان مداخلات، ويعقب لقاء المائدة المستديرة حفل استقبال، ثم مأدبة عشاء تقيمها المستشارة الألمانية تكريماً للقادة الأفارقة. دون استباق لكلمة الرئيس السيسي أمام هذه القمة ومداخلاته.. أظن أن تركيز الرئيس ينصب علي المعالجة الشاملة لقضية الهجرة غير الشرعية، التي تؤرق أوروبا وفي القلب منها ألمانيا التي أطلقت مبادرة الشراكة بين مجموعة العشرين وإفريقيا عند توليها رئاسة المجموعة، ومازالت تحرص علي انعقادها ودوريتها كل عام. يؤمن السيسي بأن احتواء مشكلة الهجرة غير الشرعية، لا يتحقق بالتشديد الأمني وحصار القوارب المهاجرة، وإنما الأكثر فاعلية من وجهة نظره، هو تحسين حياة أبناء القارة في دولهم، عبر إجراءات مستمرة تشمل وقف النزاعات، وتنمية الأقاليم، وتطوير الصحة والتعليم وتوفير فرص العمل من خلال إقامة مشروعات وطنية تبدأ بالبنية الأساسية. ويري السيسي أن توفير التمويل اللازم لمشروعات البنية الأساسية في إفريقيا كالطرق والكهرباء والسكك الحديدية، هو أمر ينبغي أن تتركز عليه جهود مؤسسات التمويل الدولية ومبادرات القوي الكبري ومنها ألمانيا. الجانب الثنائي في زيارة الرئيس السيسي إلي برلين والتي بدأت أمس الأول، سبق قمة الشراكة بين مجموعة العشرين وإفريقيا، وسوف يتلو انتهاء أعمالها. في اليوم الأول لزيارته إلي العاصمة الألمانية، التقي الرئيس السيسي مع عدد من رؤساء الشركات الألمانية المتخصصة في الصناعات الأمنية والدفاعية، وأشاد الرئيس بتطور التعاون بين مصر وهذه الشركات في دعم القدرات القتالية والفنية للقوات المسلحة، لاسيما بعد أن تسلمت مصر غواصتين حديثتين، ضمن صفقة تضم 4 غواصات، مما يعزز قدرة مصر علي تأمين سواحلها. وفي لقائه مع وولفجانج إيشنجر رئيس مؤتمر ميونخ للسياسات الألمانية، تلقي الرئيس السيسي دعوة لحضور الدورة القادمة للمؤتمر العام المقبل والذي يحضره عديد من القادة والشخصيات الدولية في حوارات معمقة حول سبل تسوية النزاعات سلمياً. وفي خلال اللقاء قدم الرئيس السيسي رؤيته لما جري في المنطقة من تطورات وأحداث خلال العقد الأخير وانعكاساتها في المستقبل علي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لشعوبها. وكان أهم ما قاله الرئيس وفقا لتصريحات السفير بسام راضي المتحدث باسم الرئاسة أن المشكلة الحقيقية للمنطقة وشعوبها، أنه جري تشخيص خاطيء للأحوال في الدول، ومن ثم جري وصف علاج خاطيء لها. وركز الرئيس علي ضرورة أن تتفهم المجتمعات الأوروبية للتحديات بالمنطقة حتي يمكن توصيف الاحتياجات اللازمة لمواجهتها بمعايير ليس من الضرورة أن تتفق مع المعايير الأوروبية. الوفد المرافق للرئيس السيسي يضم عدداً من المسئولين رفيعي المستوي يتقدمهم وزير الخارجية سامح شكري ورئيس ديوان رئيس الجمهورية اللواء مصطفي شريف، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، والدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، والدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، والدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي، والدكتور عمرو نصار وزير التجارة والصناعة، واللواء محسن عبدالنبي مدير مكتب رئيس الجمهورية، والسفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية. وانضم إلي الوفد السفير النشط الدكتور بدر عبدالعاطي سفير مصر في برلين الذي يبذل جهداً كبيراً لإنجاح الزيارة ومتابعة التعاون المصري الألماني. يوم أمس.. وهو اليوم الثاني للزيارة، كان حافلاً باللقاءات والمباحثات في إطار الشق الثنائي والتعاون المصري الألماني، ولم تنقطع تلك اللقاءات من الصباح الباكر وحتي ساعات الليل. كان اللقاء الأول مع الرئيس الألماني فرانك شتاينماير في قصر »بيلڤيو». أبدي الرئيس الألماني خلال اللقاء تقديره لدور مصر كركيزة للاستقرار في المنطقة، وأشاد بما حققته مصر من استقرار واصلاحات اقتصادية، وأكد حرص ألمانيا علي استمرار التواصل مع مصر خاصة في مواجهة أزمات الشرق الأوسط وقضايا الهجرة غير الشرعية والإرهاب. ووفقا لما أوضحه سامح شكري وزير الخارجية، فقد حرص شتاينماير الذي شغل منصب وزير الخارجية في ألمانيا عدة مرات حتي العام الماضي، علي الاستماع إلي رؤية الرئيس السيسي إزاء الأوضاع الإقليمية في ليبيا وسوريا واليمن والعلاقات العربية العربية، وكذلك قضية فلسطين وسبل احياء عملية السلام، وجري النقاش باستفاضة حول الأزمة الليبية، وأبدي شتاينماير تقديره لجهود مصر في دعم المسار الأممي للخروج من الأزمة في توحيد الجيش الليبي. أما اللقاء الثاني، فكان مع فولفجانج شويبلة رئيس البرلمان الألماني (البوندستاج) في المقر التاريخي للبرلمان. وتواصلت اللقاءات بعد ذلك في مقر إقامة الرئيس السيسي بفندق »أولون» المواجه لبوابة »براندنبورج» التاريخية الشهيرة. فقد التقي الرئيس مع وزير التعاون الانمائي الدكتور جيرد موللر، ثم ترأس اجتماع المائدة المستديرة بحضور رؤساء 10 شركات المانية كبري تستثمر في مصر أو ترغب في ارتياد مجال الاستثمار بها وإقامة مشرعات جديدة. وحرص رؤساء هذه الشركات علي الاستماع مباشرة إلي ما تم انجازه علي صعيد البنية الأساسية، والاصلاحات الاقتصادية وتحسين البيئة التشريعية الجاذبة للاستثمار. وأكد الرئيس حرصه الشخصي علي تسهيل عمل الشركات وتذليل العقبات أمامها. وفي المساء.. ألتقي الرئيس مع بيتر التماير وزير الاقتصاد والطاقة الألماني. اليوم.. تعقد القمة المصرية الألمانية بين الرئيس السيسي والمستشارة ميركل، بين لقاء المائدة المستديرة الإفريقي الألماني الذي يتم في الصباح، وأعمال قمة الشراكة التي تنعقد عصراً وحتي ساعات المساء. لقاء القمة السابع بين الرئيس والمستشارة في دار المستشارية يبدأ باجتماع ثنائي، يعقبه جلسة موسعة بحضور أعضاء الوفدين، تمتد علي مأدبة غداء تقيمها ميركل تكريما للرئيس والوفد المرافق له. قضايا التعاون الثنائي هي الموضوع الرئيسي للقمة المصرية الألمانية، حسبما قال وزير الخارجية سامح شكري، والتركيز الأساسي في المباحثات ينصب علي تعزيز الدعم الألماني لمصر علي الصعيد الاقتصادي وكذلك في مجالات التعليم والتعليم الفني ومساندة جهود مصر في مقاومة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وتحفيز الشركات الألمانية علي الاستثمار في مصر عن طريق تقديم ضمانات حكومية ألمانية لها لإقامة مشروعات وسوف تتطرق المباحثات تفصيلاً إلي الأوضاع الإقليمية سواء فيما يتعلق بالأزمات الراهنة، أو تعزيز قدرة البلدين علي التنسيق في مواجهة ما يطرأ من أحداث. ودونما قفز علي مباحثات القمة السابعة ونتائجها، فإن المقارنة بين اللقاء الأول في »داڤوس» ولقاء اليوم، تكشف عن قدر ما حققه الرئيس السيسي ودبلوماسيته وحكومته في مجال السياسة الخارجية ونجاح إصلاحاته الاقتصادية والاجتماعية الداخلية.